قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 21 أيار 2023 17:27

"رداءة الفكرة"

كتبه  الأستاذ ماهر باكير دلاش من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

نفتقر إلى الأصالة في زمن هش، ونفتقر إلى الرقي في زمن انحدار القيم، وما من شيء يستطيع أن يشدَّ القوسَ بي إلى النّهاية أكثر مما يفعل القرآن.
نحاول جاهدين النجاة من أنفسنا، من عقولنا الهالكة، وقلوبنا المضطربة، نحاول النجاة من كل هذا الخراب الذي يسكننا فكيف السبيل إلى ذلك؟
إنّه لحُزنٌ عَميق أن تظل هكذا تُراوغ الانكسار وتلتحف فكرة رديئة تَنمو داخلك، أن تُراقب الوَجع الذي يُثقلك وكأنّ الأمر لا يعنيك وأن تَختار الكِبرياء وسط هَشاشتك!!
نحن نقول الكلمة من خلال فكرة، وكل من الفكرة والكلمة تتأرجحان معا في حركة متسارعة، فإن سبقت الكلمة الفكرة كان النتاج رديئا؛ فالأفكار دوما تختبئ وراء الكلمات، وكلماتنا نتاج أفكارنا وترجمتها!
ـ إنّ الفِكْـرة دون ترجمتها بكلمة لا قيمة لها، وكذلك الكلمـة دون فكرة تستند عليها تبقى خرساء، فهما حقيقتان متلازمتـان.
إن الإنسان يمر بمراحل عدة، ولا يعلق منها في ذاكرته إلا مرحلتين، مرحلة نضوج فكري متمثل بالتكرار، ومرحلة نضوج عاطفي معتمد على النمو المعرفي، فإن خبا التكرار مات النضوج الفكري، وان أفل النمو المعرفي مات النضوج العاطفي. إن الإنسان لا يعول عليه إن عمد إلى تكرار أخطاء سلكوها أسلافه، بل يعول عليه إن أتقن تنمية قدراته على اتخاذ قراراته واتبع الصوب الذي اتبعوه اسلافه... هكذا هو المسلم المتتبع للحقيقة؛ فقد تتغير مع الزمن تركيبته البيولوجية، ولكن لا تتغير تركيبته الثقافية ولا موروثه العقدي ولا حتى الثقافي حتى لو تغيرت الظروف من حوله.. أليس كذلك؟!
الحرية الفكرية لا ينضوي تحتها الفوضوية والعشوائية، ولا يوجد حرية دون مرجع تستند عليه، فالحرية، لا تعني تكرار السلوك غريزيا، بل هي عالم ليس معزولا عن ظاهرة الحياة البيولوجية والثقافية وحتى الاجتماعية واهمها الثوابت والعقيدة.
ألا تتفقون معي على أن المثالية فضيلة، يقابلها في الجانب الآخر رذيلة عدم الواقعية والخلط بين الحلم والواقع؟
أليس الفكر غير الواقعي هو نتاج عقل نائم يوجد في الحاضر ولا يوجد فيه، ويقيم منطقه على عاطفة المرء ومشاعره ونزواته، ومن ثم يرى نفسه في مركز العالم، ويعمل تحت سيطرة تامة من اللاوعي؟!
ـ إنّ الّذين يجيدون الجدال واستخدام الألفاظ المنمقة للتدليس على العوام عن طريق الكلمات والألفاظ المهذبة الّتي تُحبب النّاس وتقربهم منهم، لهم أشد خطرا ممكن يجاهرون بالعداء للدين.
لطالما يتساءل المرء عن مفهوم الحقيقة؟
وهم بدورهم يستغلون هذا السؤال من أجل تشويه تلك الحقيقة، أليست الحقيقة هي الله؟
"إن استطعتم أن تقنعوني أن الله ليس هو الحقيقة وأن الحقيقة ليست هي الله.. فإنني سأختار أن أتمسك بالله وأن أتخلى عن الحقيقة"
يوجد عقول خبيثة تصمِّم أفكارا رديئة ولكن أين هي السليمة المضادة؟
ـ لا يمكن للملابس الرَثّة البالية المرقعة أنْ تليق بحال الإنسان من النفاسة والنظافة، كذلك لا يمكن للكلمات الرَثّة أنْ توحي إلى الأفكار الميتة القاتلة الّتي لا يليق سماعها؛ فإذا كان الجسد يتوارى خلف الثوب مثل لؤلؤة تخفيها مَحارة، فإنّ الأفكار تجد أناقتها وجمالها في الكلمات الّتي تكسوها.
إجابات تتلاطم في الرأس! هل هو تنويما للعقل الفطرة؟ ام هو فقدان المرء للشغف في الحياة؟ ام هو التوقف عن تأمل الحقيقة المتمثلة في آيات الله الدالة عليه؟ نتصارع مع أنفسنا للوقوف على إجابة شافية، ولن نجد طالما كان التفكير في معنى الحقيقة البديهية أن الله هو الحقيقة المسلم بها.
ننظر دوما من زاوية ضيقة لنجد أنفسنا مسجونين داخل الجسد، بكل ألمه وتلفه البطيء، ونبقي أنفسنا مجبرين على الاختيار في كل مناسبة بين الاحباط والضجر، وعندما نهرب بصورة مؤقتة من ضغط رغبة لم تلبى، نجد أنفسنا واقعين في شرك مواقف تفشل في انصاف قدراتنا.
ليس على المرء البحث كثيرا، ففي النهاية، سيجد أن ما يبحث عنه موجود في داخله، جنّته الأرضية داخله، ولكنه في سعيه المحموم لا يرى الأقرب، وعيونه دائماً معلّقة بالمدى البعيد!! فالدروب تضيق لأننا نحن من نجعلها كذلك... الحنجرة بالكلمات تختنق لأننا نحن من نريد ذلك.. الخواء يبتلع كل شيء لأننا لم نملأ حياتنا بما يقف سدا له.. الأشياء جميعها تتساوى، كلّها تكتسب لوناً واحداً لأننا لم نبحث عن ألوان أخرى أكثر زهاء.. ثم ماذا؟ ثم يطغى الهذيان على عقولنا حينها طويلاً دون أن يقاطعه أحد.. دون ان يلمس صدق أحزاننا في عيون الآخرين.. يبلسم عذاباته بهمساتنا، بحشرجات تخرج كالحمم الملتهبة من أفواهنا...لماذا؟!!
باختصار، لأننا جمدنا عقولنا ولم نستفت قلوبنا، بل تركناها ألعوبة لمن يحاولون تمويه الحقيقة.... الحقيقة هي الله، والله هو الحقيقة.

قراءة 356 مرات

أضف تعليق


كود امني
تحديث