قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 17 حزيران/يونيو 2015 08:01

انهيار الحياة الزوجية في الغرب .

كتبه  أ. بدر محمد بدر .
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

هذه دراسة تكشف إلى أي مدى يمكن أن يؤدى انهيار الحياة الأسرية في المجتمعات الغربية إلى فناء الجنس البشرى, لو تمت " عولمة " هذا النموذج, و استمر الضغط على بلادنا العربية و الإسلامية, و بقية المجتمعات في العالم لتنفيذه, و تكشف أيضاً حجم التدهور السريع لمؤسسة " الأسرة ", و ما ينتج عن هذا التدهور من مشكلات اجتماعية و نفسية و أخلاقية خطيرة, تهز أركان المجتمع الغربي هزاً, و بالتالي تفتح عيوننا ـ نحن المسلمين ـ على حقيقة ما يجرى في الغرب من الزاوية الاجتماعية, و كيف نخطط في بلادنا و مجتمعاتنا لمواجهته و محاصرته و الصمود في وجهه, حتى لا تصاب أمتنا بهذه الأمراض الخطيرة, و حتى ينمو الجنس البشرى من الانقراض و الفناء, و تستمر سنة الله, في الأرض من الحفاظ على النسل و زيادته و تعمير الأرض و بناء الحضارة.

إفرازات الحضارة المادية

الدراسة المهمة أعدها الدكتور صلاح الدين سلطان أستاذ الشريعة الإسلامية, و رئيس الجامعة الإسلامية الأمريكية سابقاً, و الذي أقام في الولايات المتحدة قرابة عقد من الزمان, بعنوان : " إفرازات الحضارة المادية على الحياة الزوجية في أمريكا و أوربا ", و أورد فيها الكثير من الأرقام و الإحصاءات التي يجب أن نتوقف أمامها طويلاً لنتأمل : هل هذه هو الطريق الذي يريد لنا الغرب أن نسير خلفه فيه؟!.. و هل هذه النتائج التي يمكن أن تقع فيها مجتمعاتنا, إذا استجبنا لمحاولات عولمة و تفكيك الأسرة المسلمة ؟!..

 

إن الدراسة تكشف بوضوح شديد أن الحضارة الغربية تتعرض لمحنة اجتماعية قاسية, و أزمة إنسانية ضخمة, تزداد يوماً بعد يوم, و ما لم تتضافر الجهود و تتكاتف الهمم لوقف هذا التدهور و إعادة بناء الأسرة من جديد باعتبارها أساس المجتمع و الدولة, فإن الغرب يسير بقوة في طريق النهاية لا محالة.

تطور مفهوم الأسرة

تقول الدراسة ـ التي اعتمد فيها المؤلف على الوثائق الأمريكية والأوربية ـ إن مفهوم الأسرة في أمريكا تطور في الخمسين عاماً الأخيرة من زوج و زوجة و ولدين تحت سن 18 سنة, الزوج يعمل, و الزوجة ترعى زوجها و أولادها, إلى ناس يعيشون مع بعضهم و يحب بعضهم بعضا, و هذا معناه أن رابطة الزوجية لم تعد هي الأساس في الأسرة, و يقول إن البعد الاقتصادي أصبح مهماً في الزواج, فالمرأة التي لا تعمل قد لا تجد فرصة للزواج, و التي تفقد عملها قد تفقد حياتها الزوجية, بالإضافة إلى تصاعد الشعور بالفردية, و عدم الرغبة في أن يسيطر أحد على الآخر, و هذا أدى إلى تصاعد نسب الطلاق, لأن كل طرف يريد أن يحقق أفضل ما يمكن دون أن يسيطر الطرف الآخر عليه, و بالتالي تضاءلت فكرة التضحية من أجل الأولاد, و أصبحت الأغلبية ترى أن الأولاد لو عاشوا مع الأب أو الأم أفضل من العيش جميعاً مع الخلافات, و لذلك كان ما يقرب من 50% من الأبناء تحت سن الأربعين في عام 2000, قد طلق آباؤهم أمهاتهم, و فى عام 1995, كان حوالي ثلث الأبناء الأمريكيين يعيشون مع الأم وحدها, و الآن 25% من الأمريكان يعيشون بمفردهم تماماً, و الغالبية تعيش إما زوجان بدون أولاد أو أحد الأبوين مع الأولاد, أو أناس يعيشون مع بعضهم البعض دون علاقة زوجية !

العزوف عن الزواج

تستعرض الدراسة الموثقة نسبة الذين لم يسبق لهم الزواج و تطورها و الشرائح العمرية التي ينتمون إليها, و منها أن الذين لم يسبق لهم الزواج من الذكور في الشريحة من 20 : 24 سنة كانوا في عام 1970 في الولايات المتحدة الأمريكية 35.8% أصبحوا في عام 2002 85.4% !

و فى الشريحة من 25: 29 كانوا 10.5% فأصبحوا في عام 2002 53.7, و فى الشريحة من 30: 34 كانوا 6.2 فأصبحوا 34% و فى الشريحة من 35: 39 كانوا 5.4% فأصبحوا 21.1% و فى الشريحة من 40: 44 كانوا 4.9% فأصبحوا 16.7%.

و نفس الشيء في الإناث, ففي الشريحة من 20: 24 سنة كانت نسبة غير المتزوجات في عام 1970 54.7% ارتفعت في عام 2002 إلى 74%, و فى الشريحة من 25: 29 كانت النسبة 19.1% فارتفعت إلى 40.4, و فى الشريحة من 30: 34 كانت 9.4% فارتفعت إلى 23%, و فى الشريحة من 35: 39 كانت 7.2% فارتفعت إلى 14.7%, أما الشريحة الأخيرة ( 40 ـ 44 ) فكانت النسبة 6.3% فأصبحت 11.5%.

و من هذه الأرقام يبدو واضحاً أنه في خلال 32 سنة زادت نسبة العزوف عن الزواج لدى الرجال بنسبة 336% و فى النساء 169%, و لا تزال هذه النسبة في ارتفاع مستمر ففي سنة 2003 لم يتزوج إلا 7.5% من كل ألف !

ارتفاع معدل الطلاق

المشكلة ـ كما تقول الدراسة ـ ليست فقط في انخفاض نسبة الزواج بشكل مستمر في كل الشرائح العمرية, بل أيضاً تبدو أكثر خطورة مع ارتفاع نسبة الطلاق بشكل كبير, فالأرقام تشير إلى أنه في عام 2000 بلغت نسبة الزواج لكل ألف من سكان الولايات المتحدة الأمريكية 8.2% بينما بلغت نسبة الطلاق 4.1% بنسبة 50%, و فى عام 2003 ارتفعت النسبة إلى 51%, و قد زادت حالات الطلاق من 708 ألف عام 1970 إلى مليون و 125 ألف حالة في عام 2000, و تبدو الصورة واضحة عند انخفاض عدد حالات الزواج بشكل مستمر, بينما ترتفع حالات الطلاق بين هؤلاء المتزوجين بشكل مستمر أيضاً !

في أوروبا

و تنقل الدراسة التي أعدها الدكتور صلاح بعض الأرقام من الدول الأوربية حول نفس الموضوع حيث تبلغ نسبة الزواج لكل ألف من السكان في بلجيكا 4.2% و نسبة الطلاق 2.9% أي 69% و فى السويد 4% و الطلاق 2.4%, و فى النمسا 4.2% و 2.5%, و فى فنلندا 4.8% و 2.6% و فى ألمانيا 4.7% و 2.4% و فى بريطانيا 5.1 % و 2.6, و جميعها نسب ترتفع فوق الـ 50 % من حالات الزواج.

آثار خطيرة على الأطفال

 

تقول الدراسة إن العزوف عن الزواج و تصاعد السعار الجنسي و الممارسات خارج الزواج, و أيضاً ارتفاع نسب الطلاق داخل نسبة الزواج المحدودة, كل هذا أدى إلى ظاهرة مرضية كبيرة, و هى حرمان الطفل أن يعيش بين أبوين متحابين متفاهمين, متشاورين لمصلحة الطفل, و أصبحت أعداد هائلة من الأبناء تعيش مع الأم وحدها أو مع الأب وحده, أو في دور لرعاية الأطفال الذين لا يعرفون لهم أبا أو أماً, و تزايدت بشكل كبير نسب الأولاد الذين ولدوا خارج دائرة الزواج..

أولاد الزنا

تقول الدراسة إن نسبة الأولاد الذين ولدوا خارج دائرة الزواج في أمريكا بلغت في عام 1990 نسبة 28%, ارتفعت إلى 35.5% في عام 2001, أى أن أكثر من ثلث الأولاد في أمريكا لم يولدوا من علاقة زوجية. و فى بريطانيا كانت النسبة في عام 1974 8.8%, لكنها ارتفعت بشكل مذهل في عام 1999 إلى 41.1% من الأولاد الذين ولدوا خارج دائرة الزواج !

و ترتفع نسبة الأولاد خارج دائرة الزواج بشكل مخيف إذ بلغت في السويد في عام 1980 40% ارتفعت إلى 54% و فى فرنسا ارتفعت من 11% في عام 1998 في عام 1980 إلى 40% في عام 1998.

و تلاحظ الدراسة أن الدول التي يزيد فيها الطلاق, يزداد فيها الإنجاب خارج إطار الزواج. و كذلك ترتفع نسبة الآباء و الأمهات الذين يرعون الأولاد فرادى, و تشير الإحصاءات إلى أن مليون طفل كل عام في أمريكا, ينفصل آباؤهم عن أمهاتهم, سواء من زواج أو علاقات صداقة. و تتزايد هذه الأعداد, التي تحول الأب أو الأم إلى مسئول كامل عن الأولاد, فقد بلغت أعداد الأسر التي يرعاها الأب منفرداً في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1970 393 ألف أسرة , ارتفعت إلى مليونين و 260 ألفاً في عام 2003, و بلغت أعداد الأسر التي ترعاها الأم منفردة في عام 1970 ثلاثة ملايين و 410 ألفاً , ارتفعت إلى عشرة ملايين و 142 ألفاً, و هذه الأرقام المفزعة في ازدياد مستمر كما تقول الدراسة.

العنف بين الأطفال

إن الأطفال في الولايات المتحدة لم يحرموا فقط من حنان الأبوين معاً, بل إنهم يرون القسوة و الضرب و العنف, سواء لهم أو لأمهاتهم, و تشير الإحصاءات التي أوردتها الدراسة إلى أن 3.3 مليون طفل سنوياً يرون أمهاتهم يُضربن أمامهم, سواء من والد الطفل أو زوج أمه أو صاحبها !

و فى البيوت التي يتعرض فيها الأب أو الأم للضرب, تكون نسبة زيادة تعرض الطفل للضرب و الاضطهاد 1500 مرة, عن هؤلاء الذين يعيشون مع أسرة عادية, و هناك إحصائية تشير إلى أن من 40 إلى 60% من الرجال الذين ضربوا زوجاتهم أو صديقاتهم مارسوا الشيء نفسه مع الأولاد, و نتيجة لذلك فإن 27% من الذين يقتلون كل عام هم أولاد, أغلبهم ( 90% منهم ) تحت سن عشر سنوات!

العنف ضد المرأة

هذه الأنماط في الحياة الزوجية أو العلاقات العامة المبنية على الصداقة أو تفريغ الشهوات, خلفت وراءها ركاماً كبيراً من الظلم للرجال و النساء, لكن المرأة ـ التي يدعون تحريرها و إعطاءها كل حقوقها, و يتشدقون بأنها وصلت إلى المساواة الكاملة مع الرجل الآن ـ هي الأكثر في تحمل مسئولية الأولاد, و مع تحملها المسئولية هذه, فإنها في الغالب تتلقى ضرباً و ظلماً و اضطهاداً, لم تستطع القوانين الصارمة في الأخذ على أيدي الجناة أن توفر لها حماية أمنية مناسبة, و قد رصدت الدراسة نتائج هذا الظلم الواقع على المرأة في عدد من النقاط منها :

1 ـ 33% من النساء الأمريكيات تعرضن للضرب .

2 ـ يومياً يقتل ثلاث نساء في المتوسط, و فى عام 2001, قتل 1247 امرأة على يد الزوج أو الصديق .

3 ـ النسبة الإجمالية للمضطهدين, الذين يتعرضون للضرب 90: 95% نساء, و نسبة الرجال الذين يضربون النساء 90%, أما النساء اللاتى يضربن النساء فهن 5% .

4 ـ أكثر العنف الذي مارسته المرأة ضد الغير كان دفاعياً .

5 ـ و فى دراسة ( 1992 ـ 1993 ), أثبتت أن المرأة تتعرض للضرب ستة أضعاف الرجل .

6 ـ 70% من المقتولين بشكل عام من النساء .

7 ـ في سنة 1999 ارتفع عدد النساء المضروبات من 960 ألف حالة إلى ثلاثة ملايين, عن طريق الزوج أو الصديق الحالي أو السابق, وكانت نسبة الزيادة سنة 2001 20% عما قبلها.

 

و لاشك أن هذه الأرقام المذهلة تكشف إلى أي مدى تنهار الحياة الاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية, بسبب نمط الحياة المادية الذي أرهق الجميع, و وضعهم تحت ضغط نفسي و بدني هائل.

إدمان المخدرات

تورد دراسة الدكتور صلاح الدين سلطان رئيس الجامعة الإسلامية الأمريكية سابقاً الكثير من الأرقام المخيفة عن المخدرات و المسكرات المنتشرة بين الشباب في أمريكا, و نختار منها هذه الإحصائية التي تغطى شهرين من حياة طلاب الثانوية العامة قبل تخرجهم, هذه الإحصائية تمت في الشهرين الدراسيين الأخيرين من عام 2003, حيث بلغت نسبة التدخين بين الطلاب 24.4%, و تناول الماريجوانا 21.2% و الكوكايين 21.1% و الكحول ( الخمر ) 47.5%, و شرب الكحول أكثر من خمس مرات متتالية 27.9%, و رغم ذلك فإن هناك تحسناً نسبياً عن عام 1980, حيث وصل الأولاد الذين يشربون الكحول إلى 72%, و الذين يشربون أكثر من خمس مرات ليغيبوا عن الوعي 41.2%, و شرب السجائر 30.5% !

العلاقات الجنسية

و ثمة كارثة اجتماعية أخرى تهدد الغرب, و هى انتشار العلاقات الجنسية بين الشباب و الفتيات تحت سن 19 سنة, ففي دراسة لأحد المراكز التابعة لوزارة الصحة الأمريكية في عام 1995, تبين أن أكثر من 50% من البنات و55% من الأولاد يمارسون الجنس, كما أظهرت الدراسة نفسها أن نسبة البنات الحوامل من سن 15 : 19 بلغت 10.2% بما يعنى أن حوالي 40% يتخذن من وسائل منع الحمل و الاحتياط من حدوثه, ما يمنع إدراجهن ضمن نسبة الـ 10.2% ..

و الغريب أن الحكومات الغربية كلها تبذل جهوداً مضنية في توعية الشباب, ليس بالامتناع عن الزنا, و إنما بالاحتياط عند ممارسته باستخدام وسائل منع الحمل, حتى لا تتكلف تلك الحكومات مبالغ طائلة, في علاج آثار انتشار الأمراض الجنسية مثل مرضى الإيدز, الذين يعالجون مجانا في أمريكا, حيث يكلف الشخص الواحد نحو ألف دولار شهرياً. و المثير للدهشة ضمن الدراسة الأمريكية أن هناك حالات ولادة مبكرة جداً في سن من 10 : 14 سنة, ففي عام 1994, بلغت حالات الولادة في هذه السن 12.901 حالة ! و بلغت في عام 2002 7.315 حالة!.. و بالطبع فإن هذه الأرقام لا تعكس عدد الحالات التي مارست الزنا في هذه السن المبكرة بسبب استعمال موانع الحمل أو عمليات الإجهاض أو عدم الحمل الطبيعي مما يشير إلى أن نسب ارتكاب الزنا من سن عشر سنوات أعلى بكثير!

أزمة كبار السن

مشكلة جديدة تضاف إلى المشكلات التي أفرزتها الحضارة المادية الغربية, بل إنها تبلغ الذروة في قسوتها مع كبار السن, الذين قد يجدون الوفرة المادية من طعام و سكن و أجهزة حديثة, لكنهم محرمون من البر و الحياة الاجتماعية الإنسانية الطبيعية, التي يشعرون فيها بكيانهم و أهميتهم و فائدتهم, و احترام الآخرين و حبهم لهم .. أما هذه الأدوات الإلكترونية و الأجهزة الكهربائية و البيوت الواسعة أو دور رعاية المسنين, فإنها لا تعالج حاجة الإنسان إلى الإنسانية .. إلى أولاده و أحفاده و أهله وأقاربه و أصدقائه, و هناك الكثير من الأرقام و الإحصاءات التي تدعو لكثير من الإشفاق و الرثاء و الألم ..

فقد ارتفعت النسبة المئوية للبالغين من الرجال الذين يعيشون بمفردهم في الولايات المتحدة الأمريكية من 3.5% عام 1956 إلى 9.4% في عام 1994, وبالنسبة للنساء ارتفعت من 7.3% إلى 14.2% في نفس الأعوام . و فى بريطانيا تكشف الإحصاءات أن 70% من النساء فوق سن 85 يعشن وحدهن !

اضطراب شكل الأسرة

كل هذه الأرقام و غيرها تكشف المدى الذي وصلت إليه الحياة الاجتماعية في الغرب من تدهور و قسوة و جفاء, وفى عام 2000 كانت الأوضاع بالنسبة للأسرة الأمريكية كالتالي : 28.7% زوجان بدون أولاد و 24.1% زوجان مع أولاد, و 21.7% رجال مع رجال أو نساء مع نساء أو مختلطة بدون زواج و14.8% نساء يعشن وحدهن و 10.7% رجال يعيشون وحدهم ! بينما كانت هذه النسب في عام 1970 كالتالي : 30.3% زوجان بدون أولاد و 40.3% زوجان مع أولاد, و 12.3% مختلطة بدون زواج, 11.5% نساء وحيدات و 5.6% رجال وحيدون ..

و تكشف هذه الأرقام أن هناك أزمة كبيرة ليس فقط في مرحلة الشباب أو في إقبال المجتمع على بناء أسرة طبيعية, بل في انتشار أولاد الزنا و انتشار تعاطي المخدرات و بالتالي العنف ضد الأطفال و ضد المرأة, و أخيراً القسوة التي يتعرض لها كبار السن سواء من الرجال أو النساء, و أكثر ما يؤلم ـ كما تقول دراسة الدكتور صلاح الدين سلطان ـ هو نسبة التخلي عن المرأة بعد سن 45 سنة ( بداية ما يطلق عليه سن اليأس ) حيث يبدأ مسلسل النكوص عنها و التخلص منها و البحث عن الصغيرات لإشباع الرغبات, و ترك الكبيرات يعانين حتى الممات!

 

تهديد داخلي

الدراسة تؤكد على أن الشكل الذي آلت إليه الأسرة الأمريكية خاصة و الغربية عامة يعد خطراً داخلياً أكبر من أي تهديد خارجي, و هذا التهديد و الخطر الداخلي يوجب على المسئولين في الغرب السعي للإصلاح الاجتماعي, بدلاً من الامتداد و الانتشار المتغطرس الذي تحميه القوة في بلاد العالم النامي عامة, و الإسلامي على وجه خاص, و كما قلنا فإن عدم التحرك سريعاً لعلاج هذا الواقع المؤلم, فإن قطار الحضارة المادية الغربية ينطلق بسرعة نحو النهاية .

عولمة الأسرة في الغرب

تقول الدراسة إن العولمة هي فرض المشروع الغربي في جميع جوانبه : السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية .. الخ على العالم كله, و ذلك من خلال الضغط الهائل لفرض و نشر و ترويج هذا الشكل و المضمون للأسرة في جميع دول العالم من خلال عدة محاور منها :

1 ـ الضغط الرسمي على الحكومات و الأنظمة .

2 ـ الضغط الشعبي من خلال دعم المنظمات غير الحكومية التي تتبنى هذا النموذج الغربي.

3 ـ الضغط الإعلامي من خلال قوة النشر في الفضائيات و على شبكة الإنترنت لكل خصائص النموذج الغربي, بكل ما فيه من انحلال و انحراف خلقي.

4 ـ الضغط المالي بدعم مراكز الأبحاث التي تؤكد على أهمية النموذج الغربي في الأسرة.

5 ـ الضغط من خلال هيئة الأمم المتحدة من خلال إمكانياتها و ممثليها و مؤتمراتها, و انتشارها من خلال فروعها في العالم كله..

مؤتمرات السكان

تفصل الدراسة أكثر في النقطة الأخيرة وهى الدور الذي تقوم به الأمم المتحدة من خلال مؤتمرات السكان .. تقول الدراسة :

لقد قامت منظمة الأمم المتحدة بعقد عدة مؤتمرات كبرى حول قضية النسل و زيادة

السكان, و أساليب وقفها, و منها المؤتمر العالمي للسكان في بوخارست ( رومانيا ) عام 1974, و المؤتمر الدولي للسكان في مكسيكو ( المكسيك ) عام 1984, ثم المؤتمر الدولي للسكان في القاهرة ( مصر ) عام 1994, ثم بكين ( الصين ) عام 95 عن المرأة, و آخر في استانبول ( تركيا ) عام 1996, و لا تزال تنعقد المؤتمرات وفق خطة عمل و برنامج محدد, الأهداف و الوسائل فيه واضحة و يمكن تلخيص الأهداف فيما يلي :

1 ـ وقف أو تقليص هذا النمو السكاني الكبير خاصة في مناطق الشرق, حيث أن متوسط إنجاب الزوجة فيها حوالي ستة, بينما هي في الغرب تتراجع لتصل إلى اثنين على الأكثر. الفقرة ( 1 ـ 9 ) من وثيقة مؤتمر السكان .

2 ـ هناك تخوف من الزيادة السكانية الهائلة حيث استغرق الوصول إلى المليار الثاني 123 عاماً, و الثالث 33 عاماً, و الرابع 14 عاماً, و الخامس 11 عاماً, و يتوقع ألا يستغرق أي مليار جديد أكثر من عشر سنوات. الفقرة ( 1 ـ 3 ) من الفصل الأول لوثيقة مؤتمر السكان 1994.

3 ـ هناك اعتقاد لدى الدول المتقدمة أن الحل الجذري لهذه المعضلة ( اختلال التوزيع الديموجرافي للسكان في العالم ) هو في فرض المشروع الغربي, بكل ما فيه على دول الشرق و جميع الدول النامية.

4 ـ في الفصل الثاني من وثيقة مؤتمر السكان ( المبادئ ) كان النداء الأول هو تعزيز حق التمتع بجميع الحقوق و الواجبات الواردة في هذا الإعلان دون تمييز بسبب العنصر أو الدين أو الجنس .. ( أي وفقا للرؤية الغربية فقط ) أما المبدأ الثالث فهو تعزيز المساواة بين الجنسين و تمكين المرأة, و هو حجر الزاوية في البرامج المتصلة بالسكان و التنمية .

5 ـ هناك إلحاح في وثيقة مؤتمر السكان يزيد عن مائة و خمسين مرة, في خلال صفحاتها التي تقارب المائة و العشرين صفحة, على قضية أساسية و محورية وهى الصحة الجنسية و التناسلية, بفتح الأبواب للممارسات الجنسية, مع التثقيف المستمر, لحماية هؤلاء من الأمراض المعدية, و فيما يلي بعض النصوص في الوثيقة ـ التي فشلت شعبياً بسبب مقاومة شعوب العالم الإسلامي لها ـ لكنها مع الأسف تحقق نجاحات كبيرة عن طريق الضغوط السابق ذكرها.

 

نصوص من الوثيقة

1 ـ في الفقرة ( 7 ـ 1 ) أساس العمل في المؤتمر هو تحقيق الرفاهية التناسلية.

2 ـ في الفقرة ( 8 ـ 24 ) و ( 6 ـ 7 ) يجب تزويد المراهقات و المراهقين بالمعلومات و الثقافة و المشورة لمساعدتهم على تأخير سن الزواج و الاقتران المبكر.

3 ـ في الفقرة ( 4 ـ 24 ) من الأساس تحسين الاتصال بين الرجل و المرأة فيما يتعلق بقضايا الجنس و الحياة الجنسية و الصحة التناسلية.

4 ـ في الفقرة ( 8 ـ 31 ) يجب التدريب على الترويج للسلوك الجنسي المسئول و المأمون و استخدام العوازل عند الاتصال الجنسي.

5 ـ في الفقرة ( 7 ـ 31 ) و ( 6 ـ 21 ), يجب أن تكون معلومات و أدوات الصحة الجنسية و التناسلية سهلة المنال, رخيصة التكاليف, عالية الجودة, و مقبولة و مريحة للمستعمل, و يجب أن تستخدم النظم التسويقية لكفالة توفير إمدادات كافية و مستمرة من وسائل منع الحمل الأساسية, و ينبغي منحه كفالة الخصوصية  و السرية .

فرض المشروع

هذا قليل من كثير من اندفاع هيئة الأمم المتحدة تحت ضغوط الدول دائمة العضوية عامة, و أمريكا خاصة لفرض المشروع الغربي للأسرة بكل خصائصه, و الهدف ضمان عدم نمو الأعداد الغفيرة في الشرق بما يخل بمنظومة التوزيع السكاني للشرق على الغرب أو للإسلام على غيره, و ثانياً كي يتحول العالم كله إلى لون واحد من الأسرة, التي تعيش في أوهن صور الارتباط بين أفرادها !

http://www.almostshar.com/web/Subject_Desc.php?Subject_Id=591&Cat_Subject_Id=20&Cat_Id=1

قراءة 3288 مرات آخر تعديل على الجمعة, 19 حزيران/يونيو 2015 07:10

أضف تعليق


كود امني
تحديث