قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 04 حزيران/يونيو 2015 05:41

فقه الأولويات وأثره في ضبط مسألة عمل المرأة

كتبه  د.أم كلثوم بن يحي جامعة بشار/ الجزائر
قيم الموضوع
(0 أصوات)

جزء من بحث:  الهدي النبوي في علاج الإشكالات العصرية حول الدور المجتمعي للمرأة، بحث مقدم إلى المؤتمر الدولي الأول للسيرة النبوية، تحت شعار:" تنزيل مقاصد الشرع و تعميق محبة الرسول صلى الله عليه و سلم، 29-30 صفر1434هـ الموافق: 11-12 يناير 2013م، الخرطوم، السودان.
 
لا يختلف اثنان من فقهائنا في أن عمل المرأة داخل بيتها أولى من عملها خارجه، لكن الاختلاف يظهر في كيفية تفسير هذه الأولوية، حيث يذهب البعض إلى أن المرأة راعية في بيتها مطالبة شرعا بالقيام بأموره من تربية الأولاد و خدمة الزوج و رعاية الأسرة و يرون أن ذلك لا يتحقق إذا عملت المرأة خارج البيت، و بالتالي يقصرون وظيفة المرأة في المجتمع في ما ذكر، و في ذلك إخلال كبير بمصالح الأمة، فالمرأة في العصرين النبوي و الراشدي عملت جنبا إلى جانب مع الرجل من أجل تأمين مستلزمات الحياة الكريمة، بل ثبت أنها كانت تعيله و تنفق عليه في حالات، كرائطة امرأة عبد الله بن مسعود التي كانت تنفق عليه و على ولده من صنعتها، و منعها ذلك من الصدقة، فشكت ذلك إلى الرسول صلى الله عليه و سلم قائلة:"  يا رسول الله، إني امرأة ذات صنعة أبيع منها و ليس لي و لا لزوجي نفقة غيرها، و لقد شغلونى عن الصدقة فما أستطيع أن أتصدق بشيء فهل لي من أجر فيما أنفقت ؟ قال: فقال لها رسول اللهصلي الله عليه و سلم -: "أنفقي عليهم فإن لك في ذلك أجر ما أنفقت عليه[1])).


        
و من المفكرين من أطلق العنان للمرأة في تحقيق ذاتها من خلال التحلل من مسئوليتها نحو أسرتها بدعوى أنها امرأة قيادية، أو مشهورة أو ناجحة و غير ذلك من المسميات التي صارت للأسف غطاء لفشل المرأة الأسري في كثير من الأحيان، و لا يخفى على أحد خطورة ذلك على المجتمع المسلم.
        
و بين الرأيين يبرز اتجاه ثالث يراعي في المسألة فقه الأولويات فلا يلزمها البقاء في البيت و لا يبيح لها الخروج المطلق منه بل يراعي حاجة الأسرة التربوية و المادية على السواء، و يراعي حاجة المجتمع المسلم و المرأة خاصة لخدمات المرأة من تعليم و تطبيب و غيرها، و يراعي حاجة الدولة لكفاءات النساء في مجالات شتى من أجل النهوض بوضعها السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي، و عليه فمتى كانت المرأة ذات علم و كفاءة و قدرة على التوفيق بين العمل داخل البيت و خارجه، و قدرة على تربية أبناء صالحين دينيا و دنيويا فإن خدمتها لبلدها شرف ما بعده شرف، إما إذا كانت نوعا غير الذي ذكر فبقاءها في بيتها أولى لها و أتقى، أما إذا كانت مضطرة ماديا للخروج للعمل فهي ملزمة شرعا ببذل الجهد من أجل التوفيق بين الأمرين؛ لذلك و إضافة للضوابط التي تخص عمل المرأة تبرز ضوابط أخرى متعلقة بقدرة المرأة على التوفيق بين الأعمال:
1-
القدرة الجسدية و النفسية على القيام بالعمل المنوط بها أداءه.
2-
قدرة المرأة على إحداث توازن بين عملها داخل البيت و عملها خارجه باعتبار أن كلا العملين مقدس شرعا، و عليها أن لا تنسى أبدا أنها ما تقربت إلى الله بأفضل مما خلقها من أجله و جعلها راعية فيه و هو بيتها، كما عليها أن لا تنسى أن عملها خارج البيت فيه تحقيق لمصالح المسلمين فلا تهمله و تبخسه حقه بحجة انشغالاتها المنزلية، و هذا الضابط يختلف من امرأة إلى أخرى و كل واحدة فقيهة نفسها و أدرى بحالها و قدرتها.
و إضافة إلى هذه الضوابط يبرز الرجل كعنصر هام في مساعدة المرأة على الالتزام بهذه الضوابط من خلال مد يد العون لها و تفهم تعدد انشغالاتها التي فرضها العصر الذي نعيش فيه، و لنا في الرسول صلى الله عليه و سلم خير قدوة، فهو الزوج المساعد المتفهم و الغير متطلب في زمن بسيط مهام المرآة فيه واضحة و بسيطة والتحديات قليلة، إضافة إلى تعدد زوجاته ما يخول له الاعتماد التام عليهن، على خلاف الوضع الحالي حيث التحديات الفكرية و الاجتماعية و الاقتصادية، و حيث المرأة في حاجة ماسة إلى رجل يقتدي بالحبيب المصطفى الذي تصفه السيدة عائشة فتقول عندما سئلت عن ما كان يصنع الرسول في بيته:" كان في مهنة أهله، و إذا حضرت الصلاة قام إليها"([2])، و في رواية الطبري:" كان صلى الله عليه و سلم يخدم في مهنة أهله، و يقطع اللحم و يقم في البيت و يعين الخادم في خدمته"([3]).
 




([1]) ورواه الهيثمي في مجمعه، وسنده فيه نظر ولكن الهيثمي ذكر أنه قد توبع، ينظر: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، الهيثمي: علي بن أبي بكر، دار الريان للتراث، دار الكتاب العربي، القاهرة، بيروت، 1407هـ: ( 3 / 118 ).

([2]) الطبقات الكبرى، ابن سعد،  ص:(1/127).

([3]) السمط الثمين في مناقب أمهات المؤمنين، الطبري:محب الدين، دار الحديث، القاهرة، 1989م،ص: 22.

______________________

 

قراءة 1894 مرات آخر تعديل على الإثنين, 31 آب/أغسطس 2015 15:12

أضف تعليق


كود امني
تحديث