قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 06 آب/أغسطس 2015 07:11

معركة الهوية .....عَرْضٌ و تَأْجِيجْ

كتبه  الأستاذ بلخير بن جدو
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده

أما بعد :

فليس ما ترونه من عنوان المقال مرادي منه مجازه و الكنايةُ به عن حقيقةِ صراعٍ معنوي ، بل لو وجدت من اللفظ ما ينفذ إلى كبد الحقيقة نفوذ السهم الرائش إلى القلب ؛ إذًا لرميت به  غيرَ مُلتفتٍ.

و مُبتدأ الكلام أني أريد من المعركة حقيقتها التي تقضي على كل الأباطيل المُزيفة المُلَبَسَة بلَبُوس الحق؛ المُبْرِقةِ بريقَ الصُّفْرِ الذي يحسَبُه الغُفْلُ ذَهبَا.

نحن أمة ليست كأحدٍ من الأمم ، فقد أعلانا الله بالإسلام، و به ميّزنا عن سائر البشر، و الكلام عن الإسلام و علاقته بالهُوية سيجرّنا إلى سيل من المداد ؛ و استذكار الماضي ؛ و استحضار سيرة الأمجاد ؛ ثم التأمل في ما آل إليه حالنا من هذا التمزّق، كل هذا لو اجتمع في نفسِ غيورٍ  لهلكتْ كمدَا.

عَجِلتُ إليكم بهذا المقال و هو أقلُّ من أن يَسَع موضوعًا مصيريًا مُتعلِّقا بأمّةٍ عظيمةٍ كأمّتنا؛ و لكن حسبي أن يكون بذرةً لما هو أكبر إنْ مدّ الله في العمر و رزقني من علو الهمة ما أكمل المسيرة به، و حسبُ المقال أن يشير إشارات و يرفعَ أعلاما علَّها أن تدلّ على الحقيقة. و أجزم أن الكثير من إخواني يعتلج في  صدورهم ما سأنطق به عنهم !

لا أريد أن أشق عليكم  بالولوج إلى مفهوم الهوية و جذورها و مآلاتها؛ فذاك حديث مُرهِقٌ مُثيرٌ للأسى؛ يبكي العيون دمًا؛ و تتقرَّح الأجفان من حرارتها ؛ أو توشك !!

و لكن بإطلالة عجلى يمكن أن أقول :

لا تكاد تجد في المعاجم العربية المُعتبَرة تعريفًا للهُوية، فهي كلمة مُوَلَّدة ، و من أوائل من عرفه حسب علمي الإمام بن حزم - قدّس الله روحه-  فقال :

وَحَدُّ الهوية هو أن كل ما لم يكن غير الشيء فهو هو بعينه، إذ ليس بين الهوية و الغيرية وسيطة يَعقِلها أحدٌ البتة، فما خرج عن أحدهما دخل في الآخر. إ.هـ

و بعض أهل اللغة  يقولون : إن الهوية مصدرها ضمير الغائب "هو" و ربطوه بأل التعريف ثم ألصقوه بياء النسبة.

خذ هذا التعليل مع تعريف ابن حزم يتبيّن لك الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الهوية :  فكن أنتَ أنتْ ... لتتميز بهُوية إسلامية عربية وطنية متصلة بالتاريخ ؛ متطلعة إلى مستقبل مُشرق؛ يحدوك إليه حسن الظن بالله، و حُدَاءُ  كلٍّ على ما كان قد تعوّد !!

قد كنا زمانا نرتع في بساتين كتاب القراءة عبر مختارات نصوصية لعمالقة الأدب العربي منذ السنة الرابعة من التعليم الأساسي نتدرج شيئا فشيئا و مذ ذلك السن و أدب المنفلوطي مع بول و فرجيني  و الرافعي مع كبشي العيد ؛ و العقاد مع بائع الزهور؛ و ميخائيل نعيمة مع جدته ؛ و إيليا أبوماضي و تينته الحمقاء ؛ تقرع مسامعنا ، و لا أنسى إن نسيت عرض قصة ابن طفيل التي سماها  "حي بن يقظان" بطريقة أبسط مما أرادها صاحبها في حلقات و هي قصة فلسفية مدهشة، تأمّل هذا  ثم قَلِّبْ بصرك في الكتاب الحاضر، و ما حواه من هابط النصوص و ضعيفها، و ما آل إليه هذا الجيل الذي مزّقته التقنية كل ممزق، فسينقلب  إليك بصرك خاسئا و هو حسير.

سمّى أهل التخصص التعليم في مراحله الأولى أساسيا، و تارة سموه ابتدائيا، و لا ضير في  الاسم إن عقلنا أن المعنى المراد هو أن هذه المرحلة هي الركيزة الأساسية للمتعلم و منه ينطلق، فإن أحسن المتعلم في أول الأمر؛ كوفئ في آخره، و لك في تَعلُّم العربية مثال يتضح منه المقال.

قال الطنطاوي في ذكرياته : ما من أمة حيَّةٍ حرَّةٍ واعيةٍ تُعلِّم أبناءها لغةً أجنبيةً قبل أن يتقنوا لغتهم القومية. إ.هـ

و قال  سيدي و مولاي الإمام محمد البشير الإبراهيمي أنزل الله عليه شآبيب الرحمة :

كانت الأمّة العربية قبل الإسلام لا تملك من أسباب النهضة إلا لسانًا قويمًا و فطرة غير معقدة.

و قال ايضا : اللغة هي المُقوِّم الأكبر من مقوّمات الاجتماع البشري، و ما من أمة أضاعت لغتها إلا و أضاعت وجودها، و استتبع ضياع اللغة ضياع المقوّمات الأخرى.

و ما قاله الرافعي :  

ما ذلت لغة شعب إلا ذل، و لا انحطت إلا كان أمرها في ذهاب و إدبار، و من هنا يفرض الأجنبي المستعمر لغته فرضا على الأمة التي يستعمرها، و يركبهم بها، و يُشعرهم عظمتَه فيها. إ.هـ

تأمل  كلام هؤلاء الأعلام تجده يخرج من مشكاة واحدة زيتها الغيرة التي تكاد تنطق و لو من غير لسان!

و لو أردت أن أخاطب أهل الشأن في وزارة التربية لقلت لهم : ألستم تدينون بالوطنية !؟ فأين أنتم من نصوص الإمام الإبراهيمي؟  و هو رجل ثوري وطني بامتياز! ألم ينفق زهرة عمره يتعلم ثم أنفق بقيته في تعليم غيره حتى أجاب لما سُئِل عن قلة تواليفه؟: و كأنني أتسلَّى بأني ألَّفتُ للشعب رجالا !!

و أين هم من المفكر الأُلْمُعِي مالك بن نبي الذي وضع للنهضة شرائط قِوَمًا اتبعتها ماليزيا و أندونيسيا فلُقِّبوا  بالنمور الآسيوية ! و أين هم من شعر العيد آل خليفة و نصوص بن باديس و المبارك الميلي !!

هذا إن شاكلتهم باسم الوطنية ! و لئن حدثتهم عن شعر الأولين و بلاغة المَتقدمين لقالوا : تلك أمة قد خلت لها طبيعتها و واقعها الملائم لها و ليس علينا أن نستنَّ بهم فقد خُلِقنا في زمن غير زمنهم ، أنظروا كيف كذبوا على أنفسهم ..!!

فإن كنت ساخرا بماضيك و رجاله  فسيَنْتُجُ لك جيلٌ مهزوزُ الثقة بالنفس، منسلخ الشخصية يخبط إلى غير هدف، و سيفقد نفسَه و غيره.

و خذها مني صريحةً : من أراد أن يُدمّر أمةً فإنه سيبدأ بلغتها و هذا ما فَطِن له الغرب فغرسوا في أمة مصر : طه حسين و لويس عوض و سلامة موسى و أحمد لطفي السيِّد الملقب زورا بأستاذ الجيل و الحق أن يسمى أستاذ الرداءة، ليطعنوا في صحة الشعر الجاهلي و شخصية شيخ المعرّة أبي العلاء ، و لولا نهضةٌ عربية قام بها حافظ و شوقي و العقاد و الرافعي و ميّ زيادة و المنفلوطي إذًا لرأيت عربيتنا في احتضار، و لكن كما قلت في مدخل مقالي حسن الظن بالله يجعلنا نوقن أن أمتنا قد تمرض و لكنها لن تموت؛ لأن أمتنا ولود تختص بإنجاب العظماء :

و هل يُنبتُ الخَطِيَّ إلا وَشِيجُهُ * و تُغرَس إلا في منابته النخلُ

و مما يؤسف له أن بعض دولنا تقوم بتلميع كثير من الساقطين، و ترفع من خسيستهم ، و تريد أن تجعلَ منهم أئمةً و تجعل من أبنائنا الوارثين؛ ليقتلوا فينا الهوية و لكن هيهات منَّا التسليم ،  دونك رشيد بوجدرة و روايته "الحلزون" ، و الطاهر وطار و روايته "اللاز" و فضيلة فاروق و روايتها "اكتشاف الشهوة" ؛ إنْ هم إلا كشيطانٍ في مِسْلاخ بشر .

أما أهل الأدب الحقيقي كالإبراهيمي ؛ فهم مُغَيَّبون تماما، و لا يُقدَّمُون إلا كرموز في أيام معدودات.   والغيور منّا يرى الواقع كما وصف ذلك الأعرابي :  

مَدَبُّ ذَرٍّ في نقًا هائلِ / مرَّت به مُعصِفة الذَّيْل

و بعدُ :

فيا أيها المُعلمُ غيرَه و نفسه : تَلَمَّح آثار القوم ممن نهضوا بالتعليم ثم اقتفِ، عزِّز ذاتك و لا تحقر نفسك، فإن الله قد أكرمك بالإسلام ، ثم حلّاك باللسان العربي، و قد سمّاك من قبلُ مسلما، و جعلك خليفة في الأرض، و قبل ذلك أَسجدَ لك الملائكة، و أرسل محمدا  نبيا عربيا من أمة العرب، و ختم به الرسالات ؛ بل إن ربك سيخاطب الناس يوم المحشر بلسان عربي مبين، و أما المحاربون للتعليم ممن يريدونه متخلفا، و أن نكون في ذيل الأمم، و قد صرنا  - و للأسف - و انتصروا إلى حد بعيد ؛ و مُكّن لهم في حربهم ضدنا؛ فإنما هم عدوٌّ فاتخذهم عدوّا، و إيّاك و إيّاهم أن يَفتِنوك عن مرادك، و البَسْ لَأْمَةَ الحرب ، و اتخذ من السبب ما ينصرك عليهم ، ولتكن حربُك ماكرة ؛ كلما تشبثوا بالمُحدَثين؛ فتعلٌّق أنت بالمُتقَدِّمين، و لعل بُطْءِ السَّيْر يَفْتِنُك - فلا عليك - فإن للبركة سرًّا مودعا في الأولين؛ تمشي رويدا و لكنك تجي في الأول، وقد سُئِل الحكيم كونفوشيوس عن أفضل سبيلٍ إلى تصحيح الأفكار فقال : تصحيح الألفاظ ..!!

  و المعركة القادمة ليست بالهيّنة، و لو قُدِّر لها أن تبقى في محيطك و مدرستك و بلدتك؛ إذًا لهان الهَوْن، و لكنه مشروع تغريبي صليبي خبيث؛ فليكن ضربُك فيها كما وصف الفِنْدُ الزِّمَّاني :

بضربٍ فيه تأييمٌ / و تفجيعٌ و إرنانُ . و السَّلامْ

و كتبه لكم :

الأستاذ : بن جدو بلخير

---------

البيت لزهير بن أبي سلمى

و الخطيّ المقصود هنا الرمح و الوشيج : نوع من الشجر ملتفة الأغصان تُصنع مها الرماح

و البيت يضرب مثلا أن الكريم هو من نسل الاكارم

مَدَبُّ : من الدبيب وهو المشي

ذرٍّ : صغار النمل

نقًا : كثبان الرمل

مُعصِفة الذيل : الريح السديدة

الفند الزماني : شاعر جاهلي من فرسان ربيعة و شعرائها

تأييمٌ : تكوم المرأة أيِّمًا بعد موت زوجها في الحرب

إرنان : صوت البكاء

قراءة 1487 مرات آخر تعديل على الجمعة, 07 آب/أغسطس 2015 07:58

أضف تعليق


كود امني
تحديث