قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 06 آب/أغسطس 2014 07:36

شهادة ألمانيّة من تحت القصف في غزة..أسوأ ما رأيت في حياتي

كتبه  السيد مارتين لوجيان
قيم الموضوع
(0 أصوات)

وصلت إلى غزة في الثاني و العشرين من يوليو الماضي، و حتى اللحظة أعجزُ عن استيعاب هذه الكارثة الإنسانية. أعاني هنا، شأني كشأن أي فلسطيني، من وضع هو أسوأ ما شاهدت في حياتي. الهجمات الإسرائيلية العدوانية التي لم يسبق لها مثيل خلّفت وراءها الكثير من المآسي و المعاناة الإنسانية.

* عدوان أيقظ حتى مشاعر الحمير:

الحرب على غزة هي حرب ضد المدنيين العزل. لست وحدي من أقول هذا، بل كل الصحافيين الذين قابلتهم و غطّوا حروباً على مدار عشر سنوات في أفغانستان و العراق و ليبيا و سوريا و غيرها. جميعهم يؤكدون أن ما يحدث في غزة حرب جديدة من نوعها، تسقط القذائف مساءً و صباحاً. لا وقت لها ول ا دين، و لا مكان محرم عليها.

القذائف تقصف كل ما في طريقها و يعترض مسيرتها، من منازل و مساجد أو حتى مستشفيات. ليلة الثلاثين من يوليو، و بينما كنا نجلس و أصدقائي على الشرفة، قصفت طائرات إف 16 مبنى سكنياً يبعد حوالي خمسين متراً عن محل إقامتنا، ثم سمعت نهيقاً هستيرياً من حمار شعر حتى هو بهول ما يحدث، بينما يفتقد كثيرون في العالم من حولنا أيّ إحساس.

قفزت لأرى ما يحدث: تناثرت الشظايا بقوة على جدران منزلنا على بعد سنتيمترات منا و كادت تصيبنا في مقتل. سحابة من الغبار غطت المكان و استولت برمادها على نظارتي الطبية و حاسوبي المحمول، و جرش الغبار بين أسناني.

استغرق انقشاع الغبار نصف دقيقة. رأيت بعدها ذلك الأب الذي يحاول حماية أطفاله وراء مقطورة حديدية لتفادي الضربة الصاروخية الثانية. هذه المقطورة تابعة لشركة مقاولات و تقف دائماً في المكان المقابل لبيتنا بعد الانتهاء من عملها.

ركضت من الفور إلى أنقاض المنزل المقصوف لمساعدة الجرحى من عائلة كانت تمشي في الشارع مراراً، و كنت أتحدث معها كثيراً قبل القصف. وثّقت هذا الحدث بهاتفي المحمول بجانب بقايا أعمدة الكهرباء الساقطة و الحجارة المتناثرة و سيارات الإسعاف التي تنقل الجرحى و القتلى و الأشلاء إلى المستشفى.

منذ وصولي و أنا أرى الأهداف المدنية تقصف بعشوائية و بالصواريخ و القنابل التي لا تعد و لا تحصى، ليلاً و نهاراً. من بين هذه الأهداف مدرسة ابتدائية للبنات تابعة لوكالة الغوث و تشغيل اللاجئين (الأونروا) في بيت حانون.

و رغم أن وكالة الغوث قد زوّدت الجيش الإسرائيلي بإحداثيات مكان هذه المدرسة تفادياً للقصف العشوائي، لم يمنع ذلك إسرائيل من قصف هذه المدرسة و المئات من النازحين و اللاجئين الذين اتخذوها كمركز إيواء لهم.

لم تكتف إسرائيل بهذا، بل قصفت مخيمات اللاجئين، و الأطفال الذين يلعبون في الساحات قتلوا بلا سبب واضح. حتى السوق قصفت و خلّفت وراءها 17 قتيلاً و 160 جريحاً كانوا منهمكين في توفير احتياجاتهم الرئيسية من الطعام و الشراب. هي مجازر لا تُحصى و تُرتكب بحق المدنيين العزل.

* هاتف نقّال يتواصل مع عالم ساكن:

بصراحة، لا أستطيع أن أفهم دوافع القوات الإسرائيلية لاستهداف المدنيين عمداً و قصف أماكن التجمعات السكنية المكتظة، لكن من المؤكد أن لديهم المعلومات الدقيقة و الكافية عن الأهداف العسكرية بالاستفادة من طائرات الاستطلاع من دون طيار التي تزودهم بصور عالية الدقة عن طبيعة المكان و السكان.

رغم كل هذا، تستهدف الطائرات الحربية النساء و الأطفال عمداً. فما هي المعايير الأخلاقية التي يخضع لها أسياد السماء لتقرير حياة و موت هؤلاء الأبرياء؟!

إنهم يجلسون في طائراتهم المقاتلة المتطورة مستعدين للقتل و التدمير. عادة في المعارك المتعارف عليها، الجنود يقتلون الجنود. على الأقل وفق التشريعات و القوانين الدولية. لكن لماذا يُقتل المدنيون عمداً مع سبق الإصرار و الترصد مثلما حدث مع العائلة الساكنة في البناء المجاورة لبيتي و للاجئي المدارس و الأطفال في الحديقة و الناس في السوق؟

 كل هذا يناقض القوانين و المعاهدات السارية أثناء الحروب. يتساءل سكان غزة: لماذا لا يدين الرئيس الألماني و رؤساء الدول الأوروبية هذه الانتهاكات للاتفاقات الدولية؟ إنها جرائم حرب ترتكب كل يوم في حق المدنيين العزل.

لقد ضُربت الأهداف المدنية كالمستشفيات و محطات المياه، و توليد الكهرباء الوحيدة في غزة، و أيضاً وسط غزة الراقي الذي يطلق عليه «بيفرلي هيلز غزة»، و هو قبل ثلاثة أسابيع كان يتمتع ببنية تحتية فعالة، لكن الأوضاع تحولت الآن في غزة إلى ما يشبه فترة العصور الحجرية.

منذ ليلة التاسع و العشرين من يوليو لا أحد يستطيع الحصول على المياه. نغتسل بعدة زجاجات من المياه المعدنية التي نشتريها من دكان صغير قريب عند زاوية الشارع.

بسبب قصف محطات الطاقة انقطعت الكهرباء و الإنترنت و الهواتف الأرضية. وحدها الهواتف النقالة تربطنا بالعالمين الداخلي المشتعل و الخارجي الساكن حتى الموت. ماذا لو انقطعت هي أيضاً؟ أكتب هذا النص في فندق الديرة الذي يملك مولداً خاصاً و تتمركز فيه وكالة الأنباء الفرنسية AFP التي لحسن الحظ لديها شبكة اتصال إنترنت خاصة بها.

* نتقاسم الزيت و الزعتر و السجائر و الصابون:

لا يوجد خبز في غزة. الخبز الذي نتناوله تصنعه زوجة مضيفي ماهر في الفناء الداخلي من المنزل داخل فرن قديم يعمل بالفحم، نغمس الخبز في زيت الزيتون و الزعتر كل يوم، و لا نستطيع شراء طعام آخر، لأنه ببساطة لا توجد سيولة نقدية في الصرافات الآلية للبنوك.

البنوك مغلقة و وزارة المالية دُمرت تماماً. بطاقات الائتمان لا تعمل. نشتري الزيت و الزعتر من البقالة و نقيّد المبلغ ديناً لدفعه في وقت لاحق، تماماً كباقي الناس الذين يعيشون في غزة في هذا الوقت الحرج.

انعدمت الحياة و شلت الحركة في غزة، أُغلقت كل المرافق العامة و المكاتب و المحال التجارية و المطاعم. الخروج فقط لأمر طارئ و ضروري. الشواطئ و الحدائق مهجورة بعد قتل الصبية الأربعة الذين كانوا يلعبون كرة القدم على شاطئ البحر بصاروخ إسرائيلي، و هو شاطئ يخلو من أي مقاومين أو منصات لإطلاق الصواريخ الحمساوية.

أُقيم الآن في عمارة سكنية مكوّنة من طابقين اثنين، و تحتوى على أربع شقق سكنية، بجوار مسجد الأمين الذي قُصف في التاسع و العشرين من تموز. عدد القاطنين في هذه العمارة قبل الحرب كان عشرة أشخاص. أما الآن فإن مضيفي ماهر سمح لستين شخصاً من نازحي شمال القطاع بالعيش في هذه العمارة، إذ ينام الرجال في الممرات و تتخذ النساء و الأطفال الشقق ملاذاً آمناً، حتى الآن.

ليس من السهل أن تنام في مساحات ضيقة مع غرباء، تشعر كأن حريتك الخاصة منقوصة. الأعصاب دوماً مشدودة و على حافة الانهيار بسبب القصف المتواصل.

لم أنضم إليهم إلا أخيراً، قبل عشرة أيام تقريباً، و مع هذا كل السكان يحاولون الحفاظ على الهدوء و الاستمرار في الحياة. يشتركون بكل ما لديهم من خبز و سجائر و طعام و صابون و حتى بطاريات الهاتف المحمول.

الفلسطينيون أذكياء كاللبنانيين، و مبدعون كالعراقيين، و مقاتلون أشدّاء كالجزائريين، و كرماء كالسوريين، كل هذه الصفات الايجابية التي يمتاز بها سكان غزة تجعلهم قادرين على المضي في هذه الحياة الصعبة و الحصار الجائر و القصف المتواصل جواً و بحراً و براً.

لا يزال الأطفال يلعبون في الساحات و الشوارع، و لا تزال النساء يدندنّ الموشحات الفلسطينية القديمة و هن يخبزن الخبز اللذيذ. و الرجال يضربون الأرض سعياًَ إلى الرزق و يقاومون المغتصب. يقول مضيفي ماهر: «لدينا رغبة في الحياة، و إرادة من حديد لا يكسرها حصار و لا تدمرها القذائف و الصواريخ».

الرابط:

http://alasr.ws/articles/view/15393

قراءة 1597 مرات آخر تعديل على السبت, 20 حزيران/يونيو 2015 08:28

أضف تعليق


كود امني
تحديث