قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 13 آب/أغسطس 2014 12:28

بعد عام على فض اعتصام رابعة.. تاريخ لم يكتب وأزمة لم تحل وأفق مسدود

كتبه  الأستاذ فهمي هويدي
قيم الموضوع
(1 تصويت)

أتحدث عن الذكرى التى تحل بعد غد «الخميس 14 أغسطس»، و هو اليوم الذى شهد فى العام الماضى أكبر مقتلة عرفها التاريخ العربى المعاصر، جراء فض اعتصام الإخوان و المتعاطفين معهم فى محيط مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر، و فى ميدان النهضة أمام جامعة القاهرة فى محافظة الجيزة. و كان ذلك الاعتصام قد استمر أكثر من 55 يوما، و استخدمت الشرطة السلاح فى فضه صبيحة 14 أغسطس عام 2013.

حتى الآن لا توجد رواية متفق عليها لملابسات إصدار قرار استخدام القوة المسلحة فى فض الاعتصام، و لا كيفية اتمام عملية الفض، و لا لأعداد الضحايا الذىن سقطوا جراء ذلك. لكن ذلك كله تابعناه من خلال ثلاث روايات على الأقل. واحدة تبنتها وزارة الداخلية، و تولت وسائل الإعلام تسويقها. الثانية جاءت من المصادر الإخوانية و إن لم تنجح فى تسويقها بسبب قصور الإمكانات و ضعف الخبرات فضلا عن الحصار الإعلامى. الثالثة صدرت عن المراكز الحقوقية المستقلة.

هذا التباين انعكس على تقدير عدد الضحايا الذين سقطوا فى ذلك اليوم، فقتلوا أو أصيبوا، و هو ما نستخلصه من المعلومات التالية:

● فى 16/8/2013 ـ بعد الفض بيومين ـ نشرت جريدة الاهرام نقلا عن مصادر وزارة الصحة أن القتلى عددهم 227 شخصا، أما المصابون فعددهم 1492.

● فى 14 نوفمبر من العام ذاته ذكرت مصلحة الطب الشرعى أن عدد القتلى 627 شخصا، تم تشريح 377 جثة منهم، فى حين أن 250 جثة دفنت دون تشريح.

● موقع ويكى ثورة المستقل أعلن أنه فى يوم 14 اغسطس قتل 932 شخصا جرى توثيق حالاتهم و أن هناك 133 آخرين تم حصرهم بلا وثائق رسمية إضافة إلى 29 قتيلا مجهول الهوية + 80 جثة مجهولة البيانات فى مستشفيات وزارة الصحة + 81 حالة وفاة جرى الحديث عنها دون توفر بيانات كافية عنها.

● المرصد المصرى للحقوق و الحريات القريب من الإخوان وثق 1162 حالة قتلى سقطوا فى يوم 14 أغسطس، و أورد على موقعه قائمة بأسمائهم كاملة و أعمارهم و عناوينهم.

● فى 10/8/2014 نشرت «الشروق» على لسان المتحدث الرسمى باسم وزارة الداخلية، اللواء هانى عبد اللطيف أن حصيلة شهداء الشرطة فى اليوم الأول لعملية فض الاعتصامين هى 62 شهيدا (24 ضابطا و 38 جنديا)، و أن هؤلاء لم يقتلوا فى القاهرة وحدها، و إنما توزعوا على ثمانى محافظات بمصر.

(2)

لاحظ أن الأرقام السابقة تحدثت عن شهداء يوم واحد هو 14 أغسطس 2013. و ليس واضحا فيها ما إذا كانت تخص شهداء فض اعتصام رابعة وحده أم أنها تتضمن أيضا، الذين قتلوا فى فض اعتصام ميدان النهضة بالجيزة.

من الملاحظات المهمة أيضا أن ثمة تقاربا فى أعداد القتلى بين ما وثقه موقع ويكى ثورة و بين ما أورده المركز المصرى للحقوق و الحريات، الأمر الذى يرجح كفة التقدير الذى يقول إن الذين قتلوا فى يوم الفض (14 أغسطس 2013) يتجاوز عددهم 1100 شخص. و هو بالمناسبة قريب جدا من عدد الشهداء، الذين سقطوا خلال الثمانية عشر يوما التى استغرقتها ثورة يناير. و هؤلاء وثق موقع و يكى ثورة عددهم الذى بلغ 1057 شخصا. أما المصابون فقد تفاوتت أرقامهم. بسبب تعذر إحصاؤهم. و فيما فهمت من الباحثين الذين شاركوا فى عملية الحصر و التوثيق، فإن كثيرين من المصابين، و بينهم حالات خطرة مثل الشلل الرباعى رفضوا الإعلان عن أنفسهم كى لا يتعرضوا للاعتقال الذى استهدف كل من اشترك فى الاعتصامين.

فى هذا السياق لا تفوتنا ملاحظة أن المتحدث باسم الداخلية ذكر شهداء الشرطة فقط و هو أمر مفهوم، إلا أنه لم يشر بكلمة إلى شهداء الجانب الآخر فى بيانه المطول الذى سبقت الإشارة إليه و نشرته جريدة «الشروق» عن واقعة فض الاعتصامين.

ليست لدينا بيانات يطمئن إليها بخصوص الذين قتلوا أثناء المواجهات الأخرى التى وقعت خلال العام الذى أعقب فض اعتصام 14 أغسطس، إذ فى حين تتداول المصادر الإخوانية رقم خمسة آلاف، فإن موقع ويكى ثورة بذل جهدا أكبر فى توثيق حصاد مواجهات ذلك العام. و مما أورده بهذا الخصوص على موقعه ما يلى:

● منذ 3 يوليو 2013 (الذى أعلن فيه عزل الدكتور محمد مرسى) و حتى 31 يناير من عام 2014 سقط 3248 قتيلا. و حتى 28 فبراير وصل عدد المصابين إلى 18.535 شخصا و حتى 15 مايو من العام الحالى وصل عدد المقبوض عليهم والملاحقين قضائيا 41.163 شخصا.

● منذ 3 يوليو من العام الماضى و حتى 22 مارس العام الحالى 2014 أجريت 339 محاكمة، قدم فيها 9220 شخصا. و هؤلاء أدين منهم 938 شخصا و تمت تبرئة 1066. أما الذين أحيلوا إلى القضاء و لم تصدر بحقهم أحكام فعددهم 5.216 شخصا.

● منذ 3 يوليو و حتى 25 مارس من العام الحالى قدم 4454 شخصا إلى محاكمات أول درجة (الجنح) و هؤلاء أجريت لهم 248 محاكمة. كما قدم 4766 إلى محاكم الجنايات، و هؤلاء أجريت لهم 91 محاكمة. و قد حكم على المتهمين فيها بغرامات مالية بقيمة 37 مليونا و نصف مليون جنيه. كما حكم على آخرين بما يعادل مليونين و نصف مليون جنيه كفالات لوقف تنفيذ الأحكام الصادرة بحقهم.

(3)

ما سبق يعرض جانبا من المشهد ول ا يصوره كله لأن تاريخ تلك المرحلة ليس مقدرا له أن يكتب فى الأجل المنظور. ذلك أن هناك الكثير المسكوت عليه، و الذى لم يعرف فى عملية فض الاعتصام و ما تلاها. فنحن طوال العام لم نسمع سوى وجهة نظر واحدة لم يتسنَ لأحد أن يناقشها أو يراجعها. ناهيك عن أنه الذى لم يكن مسموحا للطرف الآخر أن يشرح موقفه أو يدافع عن نفسه. خصوصا فى أجواء التعبئة الإعلامية و السياسية. المحمومة التى تعاملت بمنتهى الشدة و القسوة مع أى رأى آخر. بل انها لم تحتمل الحياد و العزوف عن الانخراط فى الاستقطاب، و هو ما أشاع جوا من الارهاب الفكرى الذى فرض سيناريو الشيطنة و اعتبر كل من لم يلتحق به متهما بالأخونة. حتى صار الشعار المرفوع فى الفضاء السياسى المصرى هو كل من ليس معنا فهو ضدنا.

لقد أشاع الإعلام مثلا أن المعتصمين فى رابعة كانوا مسلحين، و قرأنا أنهم خزَّنوا أسلحة ثقيلة، و من ثم فإن فض الاعتصام بالسلاح من جانب السلطة كان ضروريا، بعدما ذكرت أن المعتصمين هم من بدا إطلاق النار. و لم يكن بوسع أحد أن يفند الرواية أو يدعو إلى التحقيق فى وقائعها، و فى ظل ذلك السكوت المفروض استقرت الرواية، و استند إليها نفر غير قليل من المثقفين و السياسيين ممن وصفوا لاحقا بأنهم صاروا يشكلون كتيبة للإبادة السياسية و الثقافية، و بالتالى لم يحرص أحد على أن يسأل كيف يمكن أن يقتل فى فض اعتصام رابعة تسعة فقط من رجال الأمن إذا كان آلاف المعتصمين قد خزنوا الأسلحة الأوتوماتيكية، و استعانوا بالأسلحة الثقيلة فى مهاجمة الشرطة، و لم يكن بمقدور أحد أن يشكك فى رواية الممرات الآمنة، التى وفرتها الشرطة و الحرفية الشديدة التى راعت المواصفات الدولية فى فض الاعتصام، فى حين أسفرت العملية عن قتل ألف شخص و إصابة آلاف آخرين بإصابات مختلفة.

من ناحية أخرى، فإن أحدا لم يحرص على فك اللغز الذى أحاط بعملية مهاجمة المعتصمين، الذين احتموا بمسجد الفتح بعدما تظاهروا فى ميدان رمسيس فى قلب القاهرة. ذلك أن اتفاقا كان قد تم خلال اتصال مباشر بين وزير الداخلية الحالى اللواء محمد إبراهيم و بين بعض القيادات الإخوانية على ترتيب خروج المعتصمين بسلام و أمان من المسجد، و لكن جهة أخرى فى السلطة كان لها رأى آخر، فأرسلت قواتها التى اقتحمته، و أوقعت فيه عددا غير قليل من القتلى و الجرحى ثم اعتقلت الباحثين بعدما لفقت لهم تهمة البدء بإطلاق النار.

القصص المماثلة كثيرة، و كلها تعبر عن رؤية واحدة، و تم نسجها فى محيط طرف واحد لكى تعبر عن قراءة واحدة، و تسعى إلى تحقيق هدف واحد، تمثل فى ترسيخ الشيطنة و تسويغ الإبادة السياسية.

(4)

نحن الآن بصدد انسداد فى الأفق بمقتضاه أصبحنا نواجه أزمة لم تتوفر لها إرادة الحل. و إنما يجرى التعامل معها بالإنكار حينا و التجاهل حينا و بالإمعان فى القهر و الضغط فى حين ثالثة، و هو ما يمارس سواء بمواصلة إجراءات الاعتقال و مصادرة الممتلكات أو بإعلام الشيطنة و التحريض، أو بالأحكام القضائية المجحفة و المشددة.

فى الأجواء المسمومة الراهنة أصبحت مصطلحات الوفاق و الحوار و المصالحة شعارات مستهجنة و مرفوضة، ما أن تطرح فى الأفق حتى تستنفر سرايا كتيبة الإبادة للانقضاض عليها و وأدها. و هى فى ذلك تتبنى موقفا عبثيا يعتبر أن الحل هو اللا حل!

يردد بعض المسئولين بين الحين و الآخر أن فرص المصالحة تم تضييعها، و هو كلام غير دقيق، لأن معلوماتى أن مقترحات المصالحة التى وصفت فى حينها بإجراءات بناء الثقة ثم التراجع عنها من جانب السلطة. و كانت قد أعدتها اللجنة الرباعية التى ضمت ممثلين عن الخارجية الأمريكية و الاتحاد الأوروبى و وزيرى خارجية قطر و دولة الإمارات. و منذ نحو عشرة أشهر لم يحدث أى اتصال سياسى مباشر، و إن لم يخل الأمر من وسطاء، لم ينجحوا حتى الآن فى وصل ما انقطع أو رأب ما انصدع.

أكثر ما يقلقنى فى المشهد أمران. الأول أن يؤدى الانسداد إلى ظهور أجيال من شباب الإسلاميين فاقدة الثقة فى إمكانية التغيير السلمى و منحازة إلى العنف و الثأر و العمل السرى، و تحضرنى هنا شهادة الجنرال مايكل فيلى رئيس العمليات السابق فى المخابرات الأمريكية، الذى حذر من عاقبة تدمير حركة حماس الفلسطينية، و قال إن من شأن ذلك ظهور تنظيم آخر بديل عنها أخطر و أشد مرارا. و هو ما ينطبق على الحالة التى نحن بصددها، لأن اختفاء الإخوان الذين لا يعجبوننا يمهد الطريق إلى ما هو أخطر و أسوأ.

الأمر المقلق الثانى أن حملة شيطنة الإخوان فتحت الأبواب لتجريح الثورة ذاتها و اعتبارها مؤامرة دبرها أولئك «الأبالسة»، و ذهب كثيرون إلى أبعد، حين اعتبروا ذلك الاشتباك مع الإخوان بابا نفذوا منه للطعن فى الربيع العربى و تجريحه كله، و اعتباره كارثة حلت بالأمة و نكبة أخرى إصابتها، و ترتب على ذلك أننا صرنا فى النهاية بإزاء تحالف جديد يقود الثورة المضادة. و يسعى لإجهاض حلم العرب فى مستقبل أفضل ــ إذ وجد ذلك التحالف أن محاكمة الإخوان فرصة مثالية لمعاقبة الأمة و تأديبها.

ليس السؤال الآن ما الذى سيحدث فى يوم 14 أغسطس، لأن السؤال الأهم هو متى نفيق و نتخلص من الغشاوة، التى خيمت على الأعين و العقول حتى وصلت إلى مشارف التيه الذى نحن بصدده، و فى ظله أصبحت السهام توجه إلى الثورة و ربيع العرب.

 
 
  •  
قراءة 1577 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 21 تموز/يوليو 2015 16:29

أضف تعليق


كود امني
تحديث