قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 08 أيلول/سبتمبر 2016 11:41

أدب نقيّ و ثقافة أصيلة

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)
إن أدب الأمم هو أحد المرايا التي تعكس أخلاقياتها و منطلقاتها الحضارية و مفاهيمها القيمية ،حيث تتداخل المنظومات الأخلاقية و الإجتماعية معا، لتصنع للأمة وهجا مؤثرا و منيرا لمسيرتها الحضارية المتميزة بين الامم.
و لاننا امة محمد صلى الله عليه و سلم، فإننا مطالبون بتقديم أدبنا و ثقافتنا الإسلامية المتميّزة بالبصمة النقيّة و السمة الاخلاقية الرّاقية، التي تترفع عن مفاهيم الجاهليّة بكل معانيها  الأدبية و الإجتماعية و السلوكية و حتى اللفظيّة، حيث تعتبر الكلمة مدخلا لمعرفة انتماء الاديب العقائدي و الفكري، و بالتالي قدرته على التأثير السلبي او الإيجابي في مسيرة الامة الثقافية
لقد درجنا على تلقي الشعر و الأدب و الثقافة، سواء منها ما كان في العصر الجاهلي، او ماجاء بعده من الحقب الإسلامية المختلفة، و كذلك الادب الغربي بكل ألوانه و مصادره و منابعه و عصوره المتعاقبة، أضف إلى ذلك السير الذاتية، و تاريخ الآداب و اتجاهاتها، دون ان نسأل انفسنا عن مدى جدوى هذه الثقافة أو تلك، او صدق هذه المعلومة الأدبية أو تلك، بل كثيرا ما تلقى القاريء العربي ما تلقنه إياه المدرسة أو الجامعة أو حتى وسائل الإعلام المختلفة كمسلّمات، لا تحتمل التشكيك، او ربما لم يخطر ببال الكثيرين، أن كثيرا من هذه الأدبيات و الثقافات، بحاجة الى مراجعة و تصحيح و تنبيه إلى مخالفتها للشرع او القيم الاخلاقية الإسلامية.
ألحّ على خاطري هذا الموضوع بعد أن حضرت مناقشة ابنتي لرسالة الماجستير في اللغة العربية و موضوعها حول التأثّر و التأثير بين شعر الغزل العذري و الأدب الصوفي، و خلال المناقشة طرح الدكتور الفاضل مخيمر صالح -الاديب الغني عن التعريف _سؤالا للباحثة قال فيه : هل يعتبر شعر الغزل العذري امتدادا للشعر الجاهلي ؟ و هل كل تلك القصائد التي ملأت الدنيا و شغلت الناس تندرج ضمن الشعر العفيف  ؟
و بالطبع كان هناك الكثير من الأسئلة التي تشمل الفكرة و المضمون، و الاسلوب، و بنية القصيدة، و وحدة الموضوع، و القيم الأخلاقية، و هذه الأخيرة هي التي استوقفتني مليّا و جعلتني أتساءل، هل استطاع الشاعر العذري الذي اعتنق الإسلام عقيدة و شعائر و أخلاق، أن ينقّي قصيدته و يخلّصها من تلك المصطلحات الجاهلية التي تدور في خيال الشاعر فتشتطّ به و تلقي به في متاهات الغيّ، و أودية الهيمان، فإذا هو يقول دون وازع من إيمان (أراني إذا صليت يممت نحوها ) ؟
و هل يندرج الشعر العذري ذو العبارات المكشوفة و الدعوات الصريحة للانحلال الخلقي، و الانعتاق الواضح من القيم و الثوابت الأخلاقية، و تعدّي الحدود المرعية بين الرجل و المرأة، هل يندرج هذا الشعر ضمن الأدب الإسلامي أو ضمن الشعر الطاهر العفيف ؟
و أعود إلى ذلك التساؤل الطيّب الذي وجّهه الدكتور مخيمر في المناقشة قائلا : هل يمكننا اعتبار شعر عمر بن أبي ربيعة بكل ما فيه من الانحلال الخلقي شعرا عذريّا طاهرا عفيفا ؟
إن ماعرفناه خلال مراحلنا الدراسية المختلفة، و ما قدمته لنا مصادر التعليم المدرسية، كان يعطي هذا الانطباع الموحي ببراءة و نقاء أخلاقيات تعابير الشعر العذري، حتى صار هذا المعنى مرادفا للعفة و الأخلاق الكريمة و التضحية و ما الى ذلك من صفات ليس كلها صحيحة، و هي مفاهيم لم يدركها الكثيرون( ماعدا المتخصصون في اللغة و الادب ) إلا بجهدهم و قراءاتهم الخاصة
حقّا إننا بحاجة الى مراجعات أدبية و ثقافية بسيطة و سهلة الفهم، و واضحة المصطلحات، لكي يفهمها كل دارس أو متابع لأدب الأمة على مرّ العصور، كي لا نبقى في دائرة الخطأ الأدبي و الثقافي، و اذا اتفقنا على أن الادب هو أحد الركائز التي تقوم عليها حضارة الأمة و وزنها الثقافي، و أنّه واحد من ميادين صياغة الشخصية المسلمة المتميزة بالخلق القويم و المشاعر الطاهرة، و الخطاب الراقي، فإنه يغدو حق لازم لأبناءنا و طلبتنا و هم ينهلون من روافد لغتهم الجميلة، أن توضّح لهم مواطن الضعف و القوة الأخلاقية فيما يدرسون، ليس فقط في مجال الشعر، بل في مجالات الأدب الواسعة كلّها، و لكي لا نستيفظ ذات ذات يوم، و إذا مرجعيتنا في معرفة تاريخ و أدب الأمة و سيرة خلفاءها و مجالات تميزها، هو تلك الحكايات المختلّة الأداء و المعني في كتاب ألف ليلة و ليلة و ما شاكلها من المصادر.
إن أخلاقيات الامّة لتغدو في مهب الرّيح، حين يتلقّى أبناؤها معلوماتهم، في أي مجال غير منقّحة و لا مصوّبة، و دون أن تمرّر تلك الثقافات التي يتلقونها كمسلّمات على ميزان الإسلام، لتأخذ الإسم الصحيح و الصفة الصادقة لها، و لكي تعرّف حقّا على أنها إسلاميّة او جاهلية.
و مرّة أخرى كل الشكر للدكتور مخيمر صالح الأديب الحريص على القيم الأخلاقية الأدبية لدى طلابه و قرّاءه 
اللهم علّمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علّمتنا.     
 
 
قراءة 1790 مرات آخر تعديل على الجمعة, 09 أيلول/سبتمبر 2016 08:10

أضف تعليق


كود امني
تحديث