قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 28 أيار 2014 09:13

القراءة: جمجمة وعظمتان!

كتبه  الأستاذة حياة الياقوت
قيم الموضوع
(0 أصوات)

تحذير: 
هذه المقالة للذين لا يحبون القراءة!

أفهم و أقدر ما تمرون به أيها الصبيان و الصبايا، و الفتيان و الفتيات. أفهم و أقدر و أعرف أن عزوفكم عن القراءة ليس نتيجة أنكم "جيل آخر زمن"، و ليس لأنه لا نفع منكم. أعلمُ جيدا أنه لا تثريب عليكم، لا تثريب. و كيف نلومكم و نحن نصافحكم بيد و نصفعكم بالأخرى؟ نعلّمكم بيد أن القراءة مهمة و أن الشعوب المتحضرة تقرأ، و أن عليكم أن تقرؤوا و إلا فأنتم السبب في تخلفنا و ضياعنا. ثم، و باليد ذاتها، ننسج  لكم علاقة لاشعورية سلبية و منفّرة مع الكتاب حين نجعله وسيلة تعذيبكم؛ فمن خلال الكتاب نمارس الساديّة التعليمية عليكم و نجبركم على الحفظ "عن ظهر قلب"، (أو بمعنى أدق "عن ظهر عقل" فلا داعي لإعمال عقولكم!) فكل ما يهمنا من عقولكم هو مراكز الذاكرة، أما ما عدا ذلك، فيمكنكم استغلالها و تجييرها لأي شيء مثل الـ"پليه ستيشن"، أو في التسكع وإجالة النظر في المارة، أو أي نشاط غير ذي فائدة لأنها لا تعنينا البتة.


نفعل كل هذا بكم، ثم نلومكم إذا ما أنتم نكّلتم بالكتب و رميتموها في ساحات المدارس و قرب مكبّات النفايات بعد أداء الاختبارات. أعلم أن بعضكم يود فيما يود لو يحرق بعض الكتب التي كانت تزوره في كوابيسه، و بعضكم يود لو يلتقى بمن وضعها ليصفي حساباته معه، فلولاها ما شقي و ما عانى، و لولاهم لما تكبّد العناء و الضنى. 

و إذا كانت الكتب تسبب كل هذا، فإن العقل البشري مفطور على الحفاظ على النفس و تجنيبها الألم، لهذا ستجدون أن المركز المختصة في الدماغ ستفعل فعلها الفطري. فحين يرى الطفل سلك الكهرباء الشهي و يمد إليه راحته فيلدغه، حينها يتعلم الدماغ أن هذا الشيء خطر، أن هذا الشيء مدموغ بإشارة الخطر الشهيرة: "جمجمة و عظمتان"، و يرتدع الطفل إلى الأبد عن العبث بالكهرباء. و كذلك الأمر مع الكتب، فعقولكم تتعلم أن الكتاب مصدر للتعب و الأذى و الألم، مصدر لتجميد عقولكم و إلجامها، فكيف نتوقع منكم أن تحبوا القراءة و عقلكم الواعي و اللاواعي يعرفان كم سبّبت لكم من مقاساة؟ كيف نتوقع منكم اللعب مع جلادكم في وقت الفراغ، و عقد صداقة مع خنّاقكم؟! 

و لكل الذين يظنون أنني أهوّن من عظم الكارثة و أني أبرر لجيل كسول خَمول تقاعسه، فإني أحيلكم إلى صورة لأحد كتبي الدراسية التي مثلت بجثتها أيما تمثيل، هذا مع الأخذ بعين الاختبار أن ترتيبي في الثانوية العامة كان الثانية على الكويت (القسم الأدبي) و الأولى على المدارس الخاصة، أي و بالمصطلح العاميّ كنت "شاطرة". 

أعود إليكم يا أصحاب الشأن و الشجن. أعلم أنكم، حتى و إن تساميتم على جراح الماضي و معاركه، فسيعلمكم المجتمع أن القراءة رفاهية لا طائل منها، و ترف بلا مردود. فما تحصل عليه بـ"الواسطة"، لم عليك الحصول عليه بالكد؟ فشعار الناس الجديد صار "من لم يسرع به علمه، أسرعت به واسطته"! و الله المستعان.

لكن مهلا، لست هنا لأبرر لكم ما تفعلون، أو لأطلق أيديكم في تجافيكم عن القراءة، أنا هنا لأخبركم بسبب ضيق الصدر الذي ينتابكم كلما شاهدتم كتابا يلوح إليكم، فلا علاج دون تشخيص، و لا شفاء دون وعي. أنا هنا أيضا لأبشركم أيضا أن نزعتكم نحو العبث بنعمة الوقت ثم الشكوى بأن الملل و النكد و الكآبة تغلّف مصائركم، أمر له بديل جميل شوهنا نحن صورته في عقولكم.


ألا تودون أن تحوزوا "أكسير" الحكمة؟ أن تكبروا سنوات في خلال سنة؟ أن يكون معدل نضوجكم أكبر من معدل تقدمكم في العمر؟ أن تشيخ عقولكم في حين تظل أجسادكم غضة شابة؟ أن تركض عقولكم في حين تمشي أجسادكم الهوينا؟ أن يكون لكم عقل شيخ في الستين و جسد شاب في السادسة عشرة؟ شيء مذهل، أليس كذلك؟

هذا الأكسير السحري موجود، ليس في "ألف ليلة و ليلة" ول ا في أفلام "هاري پوتر"، بل في القراءة.  أعيدوا النظر في المسألة، و احتضنوا الكتب من جديد (جربوا الكتب الإلكترونية كنوع من التغيير)، حاولوا عقد علاقة جميلة معها. عُدُوا الكتب كائنات حية منها الصالح و منها الطالح، كانت {طرائق قددا}، منها ما استخدم في تعذيبكم و منها ما من شأنه بَلْسَمَة جراحكم و تطبيب مللكم و ضيقكم. و إذا كانت الواسطة في زماننا ترفع بيوتا لا عماد لها، هاؤوم اقرؤوا و ارفعوا عماد بيوتكم في عين الرحمن، و اجنوا رحمة منه و رضوان حين تستجيبون لأمره إذ قال {اقرأ}.
هيا نتجاهلهم، نخالفهم، نقلب الطاولة عليهم، و نحل عُقَد السحر أمام بصائرهم، أولئك الذين بغّضوا الكتب إلينا، أولئك الذين قالوا أن الواسطة دواء شاف لكل الأمراض. هيا نتجاهلهم و نقرأ، هيا نكسر الجمجمة و العظمتين، و نضع فوق رؤوسنا و في عقولنا تيجانا و أكاليلَ من الغار.

الرابط :

 

http://www.hayatt.net/articles/social-articles/3325-2010-03-18-02-25-22.html

 

قراءة 1799 مرات آخر تعديل على السبت, 20 حزيران/يونيو 2015 08:38

أضف تعليق


كود امني
تحديث