قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 27 آب/أغسطس 2014 08:00

الابتسامة كم هي رائعة

كتبه  الأستاذة سحر شعير
قيم الموضوع
(0 أصوات)
 

الابتسامة سلوك إسلامي راقي، بل هي عبادة نجني من ورائها الحسنات، عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:".. و تبسمك في وجه أخيك صدقة"رواه البخاري في الأدب المفرد، و صححه الألباني.

     و لكن أحياناً تفارق الابتسامة وجوه أبنائنا و بناتنا، خصوصاً في مرحلة المراهقة، و يغلب عليهم العبوس و الكآبة و استصعاب الأمور، خصوصاً عند استقبالهم لمواسم الدراسة، أو تكليفهم بالقيام ببعض المسؤوليات داخل الأسرة، أو عند تعرضهم لبعض النوازل و المصائب، أو حتى عند حدوث خلاف بينهم و بين الوالدين، أو الأصدقاء.

و قد يرجع ذلك إلى أنهم مازالوا لا يتمتعون بالصلابة النفسية الكافية، التي تمكنهم من عبور الأزمات و اجتياز المواقف الصعبة، و قد تكون طبيعة المرحلة و ما يعتريهم فيها من اضطرابات تصاحب طفرة النمو الجسدي سبباً في ذلك.

     أعزائي: أياً كان السبب، يبقى دورنا نحن الآباء و الأمهات أن نمنح أبناءنا و بناتنا الشحنات الإيمانية العالية، و التدعيم النفسي و الدفء العاطفي اللازم ليكونوا أصحاب شخصيات متفائلة، دائمي البشر لا تغيب عنهم الابتسامة، حتى في أصعب المواقف.

كيف ننقل الأبناء من العبوس على الابتسام؟

إن أفضل الطرق لتنشئة أبناء و بنات بشوشين، لا يعتمدون العبوس و تقطيب الجبين أسلوباً لهم هو أن نكون نحن الآباء و الأمهات كذلك، فللقدوة أثر كبير في توجيه نفسية الأبناء نحو البِشر و الانفتاح و المرح أو العكس، كذلك يمكن التركيز على عدة نقاط في التربية و تغيير الأفكار مع الأبناء، مثل:

- التأكيد على التربية الإيمانية الراسخة: إن تربية المراهق – المراهِقة – على العقيدة الصحيحة في الله تعالى، و ترسيخ عقيدة الإيمان بالقضاء و القدر في نفسه يكسبه الرضا بما قسم الله تعالى له، و عدم الجزع إذا ألمت به مصيبة أو نازلة، كما يجعله ينشأ على عدم الندم أو الحسرة على ما فات، إيماناً بقول النبي صلى الله عليه و سلم:"ما أخطأك لم يكن ليصيبك و ما أصابك لم يكن ليخطئك" – رواه أبو داود، و الترمذي و ابن ماجه، من حديث ابن عباس، و حسنه ابن حجر.

  كما ينشأ الفتى و الفتاة على التفاؤل و الرضا، و الإحساس الدائم بالأمن و الأمان و الطمأنينة و السكينة، المستمدة من الثقة التامة في أن كل ما يقدره الله تعالى للمؤمن هو خير له. (حنان عطية الطوري:الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المسلمة،ص:135 بتصرف)

- تربية الأبناء على أن الإسلام يبني شخصية المسلم على القوة و التفاؤل، و يرتقي بأفراده فوق الهموم و الأحزان التي تجلب الانهيار و الضعف، و قد علمنا النبي صلى الله عليه و سلم أن ندعو الله تعالى بالدعاء التالي: "اللهم إني أعوذ بك من الهم و الحزن و العجز و الكسل و البخل و الجبن و غلبة الرجال" – رواه النسائي، و صححه الألباني،  و كان صلى الله عليه و سلم لا يترك هذه الكلمات كل صباح و كل مساء.

و حبذا لو قصصنا عليهم تطبيقات عملية من سيرته صلى الله عليه و سلم، و حديث أصحابه عنه، و عن تلك الابتسامة الرائعة التي لم تكن تفارقه صلى الله عليه و سلم، و ها هو عبد الله بن الحارث يصف لنا ذلك فيقول: "ما رأيتُ أحداً أكثر تبسمًا من الرسول صلى الله عليه و سلم"رواه الترمذي و صححه الألباني. و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يُحَدِّث حديثاً إلا تبَسَّم، و كان مِن أضحك الناس و أطيَبَهم نَفسًا"رواه الطبراني في الكبير، و ضعفه الهيثمي في المجمع، و ضعفه أيضا الألباني.

     و يأتي إليه الأعرابي بكل جفاء و غلظة، و يجذبه جذبة أثرت في صفحة عنقه الشريف، و يقول: "يَا مُحَمَّدُ مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه و سلم- فَضَحِكَ ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ"متفق عليه.

     و حتى في مواقف النصح و العتاب كانت الابتسامة لا تفارقه، فعلى الرغم من شدة عتابه -صلى الله عليه و سلم- للذين تخلفوا عن غزوة تبوك، لم تغب هذه الابتسامة عنه و هو يسمع منهم، يقول كعب بن مالك - رضي الله عنه- بعد أن ذكر اعتذار المنافقين و حلفهم الكاذب: (فَجِئْتُهُ فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ تَبَسَّمَ تَبَسُّمَ الْمُغْضَبِ، ثُمَّ قَالَ «تَعَالَ» . فَجِئْتُ أَمْشِي حَتَّى جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْه)متفق عليهِ.  (راجع موقع صيد الفوائد/مقالة:ابتسامة مشرقة،د.عمر الشيخ بتصرف)

- تخليصهم من المفاهيم الخاطئة حول الابتسامة، كثيراً ما يكون أسلوب المراهق في تطبيق الأفكار و المبادئ فيه نوع من التطرف و المغالاة، فمثلاً نجد الابن أو الابنة يبالغون إما ضحكاً متواصلاً في كل المواقف، أو عبوساً على طول الطريق، ظنّاً منهم أن التبسم و طلاقة الوجه ينافي الشخصية الناضجة، أو يدل على التدين و الخشوع!

     فنعلمهم أن التوسط لُب الفضيلة، و أن المذموم هو المبالغة في التبسم أو الضحك إلى الدرجة التي يتهم المرء فيها بالسفه، أو قلة الهيبة، و لكن الخير هو التوسط في الأمر كله، يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: (إن الناس ينفرون من الكثيف، و لو بلغ في الدين ما بلغ. و الله ما يجلب اللطف و الظرف من القلوب؛ فليس الثقلاء بخواص الأولياء، و ما ثقل أحد على قلوب الصادقين المخلصين إلا من آفة هناك، و إلا فهذه الطريق – يقصد السنة الصحيحة المعتدلة – تكسو العبد حلاوة و لطفاً و ظرفاً، فترى الصادق فيها من أحب الناس و ألطفهم، و قد زالت عنه ثقل النفس، و كدورة الطبع).

     و هذا ما توصل إليه العلماء المعاصرون الذين بحثوا في النفس الإنسانية و إدارة العلاقات بين الناس، و من أشهرهم "ديل كارينجي" الذي يقول عن الابتسامة: (إنها لا تكلف شيئاً، و لكنها تعود بالخير الكثير، إنها تغني أولئك الذين يأخذون، و لا تفقر أولئك الذين يمنحون، إنها لا تستغرق أكثر من لمح البصر، لكن ذكراها تبقى إلى آخر العمر، إنها راحة للتعب، و شعاع الأمل للبائس، و أجمل العزاء للمحزون. (كريم الشاذلي: الشخصية الساحرة، نقلاً عن:ديل كارينجي: كيف تؤثر في الناس و تكسب الأصدقاء).

- - تدريب الأبناء على اعتماد الابتسامة كأسلوب ممتاز للتواصل و التعامل مع الناس، فقد أثبت الأطباء النفسيون أن الابتسامة تحمل معلومات قوية تؤثر على العقل الباطن للإنسان!

فلكل إنسان ابتسامته الخاصة التي لا يشاركه فيها أحد، و كل ابتسامة تحمل تأثيرات مختلفة عن الأخرى، و أهم ما توصلت إليه هذه الأبحاث أن العلماء يتحدثون عن عطاء يمكن أن يقدمه المرء للآخرين من خلال الابتسامة قد يفوق العطاء المادي لعدة أسباب:

- يمكنك من خلال الابتسامة أن تدخل السرور لقلب الآخرين، و هذا نوع من أنواع العطاء، بل قد يكون أهمها. لأن الدراسات بينت أن حاجة الإنسان للسرور و الفرح ربما تكون أهم من حاجته أحياناً للطعام و الشراب، و أن السرور يعالج كثيراً من الأمراض على رأسها اضطرابات القلب، و لذلك لا نتعجب إذا قرأنا حديث النبي صلى الله عليه و سلم الذي سبق به هذه الدراسات كلها عندما قال: "إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم؛ فليسعكم منهم بسط الوجه، و حسن الخلق"رواه أبو يعلى و البزار، و حسنه ابن حجر، و الألباني.

- من خلال الابتسامة يمكنك أن توصل المعلومة بسهولة للآخرين، لأن الكلمات المحملة بابتسامة يكون لها تأثير أكبر على الدماغ، حيث بينت أجهزة المسح بالرنين المغناطيسي الوظيفي أن تأثير العبارة يختلف كثيراً إذا كانت محملة بابتسامة، مع أن العبارة ذاتها إلا أن المناطق التي تثيرها في الدماغ تختلف بحسب نوع الابتسامة التي ترافق هذه المعلومة أو هذه العبارة.

- بعد ذلك يكون التدريب العملي للأبناء على البشاشة و التبسم و نبذ العبوس و التقطيب، و ذلك بتذكيرهم عند انتظار ضيوف مثلاً، أو إذا كانت الأسرة بصدد القيام بزيارة أو نزهة مشتركة مع الأقارب، ففي مثل هذه التجمعات تكون فرصة جيدة أمام الأبناء لتطبيق ذلك، و هذا التدريب لا يتم إلا بتكرار التذكير، و إسداء المعلومات المحفزة لهم، مثال ذلك: ما ورد في أحد الأبحاث التي قامت بها جامعة كاليفورنيا حيث أكدت الأبحاث و التجارب العملية أن نسبة:70% من المحادثات التي تتم بين الناس لا تعتمد على النطق، و لا تنبع من اللسان، أو تصدر من الفم، و لكنها تأتي عن طريق إشارة أو نظرة أو ابتسامة أو تعبير عن الحزن أو الفرح بملامح الوجه التي تغني عن كثير من الكلام..!  (عاطف أبو العيد: الثقة بالنفس طريقك لكسب ذاتك و الآخرين، ص:80 بتصرف).

و أخيراً كلمة إلى ابنتي الحبيبة:

بابتسامتكِ اللطيفة يمكنك أن تسدي نصائحك لصديقاتك فتكون شفيعك للقبول عندهن.

و بابتسامتك يمكنك تبعدي جو التوتر الذي يخيم على موقف ما، فيهدأ الجميع و يحل السرور مكان الحزن و الاكتئاب.

و بابتسامتك أيضاً.. يمكنك أن تعبري عن رأيك لوالديك – و إن خالفهما -  بأدب و لطف، دون أزمات أو عبوس.

و هكذا أيتها الحبيبة، كوني دائمة البِشر و الابتسام في كل مواقف حياتك، جعلكِ الله من المقبولين عنده سبحانه، و عند عباده الصالحين، آمين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المراجع:

  • الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة: حنان عطية الطوري.
  • الشخصية الساحرة: كريم الشاذلي.
  • الثقة بالنفس طريقك لكسب ذاتك والآخرين:عاطف أبو العيد.
  • مقال:ابتسامة مشرقة:د.عمر الشيخ/موقع:صيد الفوائد:شبكة الانترنت

الرابط:

 

http://www.lahaonline.com/articles/view/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%A8%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%83%D9%85-%D9%87%D9%8A-%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D8%B9%D8%A9/46253.htm

 

قراءة 2091 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 08 تموز/يوليو 2015 19:23

أضف تعليق


كود امني
تحديث