قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 13 تشرين2/نوفمبر 2014 10:44

كيف نكوّن الحسّ الديني لدى الأطفال؟

كتبه  الأستاذ صدر الدين أيدر
قيم الموضوع
(0 أصوات)

إنّ السّؤال المتمثّل في "ماذا نعلّم الطّفل و متى نعلّمه و كيف نعلّمه و من يعلّمه؟" يشغل بال الآباء و الأمّهات و المربّين منذ القديم. و عندما يتعلّق الأمر بالمواضيع الدّينيّة يصبح هذا السّؤال أكثر أهمّية. و اليوم تقال أشياء مختلفة في هذا الموضوع، بل إنّ بعض الأشخاص الّذين تُعرف نواياهم يصرّون على عدم تلقين الأطفال أي تربية دينيّة حتّى سنّ الحادية عشرة، و هذا الأمر يلقي بضغوطه باستمرار على الأسر في بعض البلاد الإسلامية.

لم يلاحظ في زمن من الأزمان أنّ الإنسان عاش خلوا من الدّين. و لقد وجد "الدّين" بلا شكّ في جميع فترات التّاريخ بغضّ النّظر عن اسمه و شكله. فالإنسان الّذي تسكن بين جوانبه ميول ماديّة و تتنازعه جوانب روحيّة و يسعى جاهدًا من أجل مواصلة وجوده المادّي، يبحث من جانب آخر عن الأجوبة المُقنعة بواسطة "معرفة دينيّة" سليمة بشكل خاصّ. فالتّربية الدّينيّة الّتي يتلقّاها الإنسان في مرحلة طفولته تترك آثارها العميقة في نفسه طوال حياته. و لذلك ينبغي أن تقدّم له هذه المعرفة منذ الطّفولة.

و ينبغي ألاّ ننسى أن الغصن إنما يُلوى و هو لا يزال غضّا طريّا. يقول الإمام الغزالي: "إنّ قلب الطّفل فارغ، صاف، له ميل فطري لتلقّي كلّ شيء، و الميل إلى كلّ شيء". و أمّا ابن مسكويه فيقول: "إنّ الطّفل في هذه المرحلة جاهز لتقبّل كلّ التّعاليم و التّلقينات الّتي توجّه له". و كما يقول ابن سينا: "عند ولادة الطّفل تولد معه جملة من القدرات، بيد أنّه يتعيّن تطوير هذه القدرات"، بمعنى أنّ هذه القابليات إذا وجّهت نحو الخير و الدّين نشأ الطّفل مؤمنا، أمّا إذا وجّهت نحو الشّر و الإلحاد فإنّ الطّفل ينشأ غير مؤمن.

و يقول بديع الزّمان: "إنّ الطّفل إذا لم يتلق في طفولته دروسا إيمانيّة حيّة فإنّ نفسه بعد ذلك يصبح من العسير عليها تقبّل الإسلام و أركان الإيمان، بل إنّ هذه الصّعوبة تصل إلى درجة أن يصبح الواحد في علاقته بتقبّل الإسلام شأنه شأن غير المسلم."

و عند النّظر في المراجع المتعلّقة بنفسية الطّفل يلاحظ أنّ مرحلة الطّفولة تنقسم إلى ثلاثة أقسام. و هذه الأقسام الثّلاثة هي بشكل عام على النّحو التّالي:

مرحلة الرّضاعة: بين سنّ 0 - 3 سنوات.

مرحلة الطّفولة الأولى: بين 3-6 سنوات.

مرحلة الطّفولة الأخيرة: بين 6-11 سنة للإناث و بين 6-13 سنة للذّكور.

و تعتبر المرحلتان الأوليان الأكثر تأثيرا في مستقبل الطّفل.

مرحلة الرّضاعة

في هذه المرحلة الّتي تمتد من الولادة إلى سن الثالثة لا يلاحظ لدى الطّفل أيّ تعبير عن أي إحساس أو تفكير ديني. فالطّفل في وضعيّة سلبيّة تماما، و هو يحتاج في كلّ الأمور إلى الوالدين، غير أنّه من جانب آخر ليس معزولا بشكل تامّ عن العالم و عن محيطه. فالطّفل وإن كان لا يمارس أيّ نشاط بدني أو اجتماعي بالمعنى الحقيقي، إلاّ أنّه حسّاس إزاء الأحداث التي تقع في بيئته. فقد أثبتت الأبحاث أنّ الطّفل قد خلق مزوّدا بقابليات "روحيّة" إزاء التّلقينات الدّينيّة الّتي ترد إليه من الخارج. و قد عبّر عن ذلك العلامة حمدي يازر بقوله: "إنّ كلّ فرد قد ركّز في روحه إحساس بالحقّ، و غُرزت في داخله قوّة لمعرفة الله تعالى."

و يقول عالم النّفس الألماني هولنباخ: "يمتلك الطّفل إحساحا شديدا بالرّغبة في المعرفة و البحث عن قدرة غير محدودة تساعده و تحميه. و هي لا تزال غير ظاهرة، و لم يتمّ التّمكّن من شرحها إلى حدّ الآن. و الشّيء الّذي يجعل من الطّفل شخصا متديّنا هو هذا الشّوق و الرّغبة في الاكتشاف إزاء اللاّمحدود، و هذه الرّغبة كامنة في داخله. بيد أنّه من الضّروري أن تشجّع هذه الرّغبة و يُغذى هذا الحماس و يُوجّها من قبل العائلة."

مرحلة الطفولة الأولى (مرحلة التقليد) 

بداية من سنّ الثّالثة يبدأ الطّفل بالاهتمام بمحيطه بشكل مكثّف، و يحاول أن يلعب بكلّ ما يقع في يده، و يحاول كذلك أن يتعرّف عليه. و في هذه المرحلة تبدأ مشاعر مثل الإحساس بالأمان و الحبّ و الإحساس بحبّ الآخرين في التكون بشكل كبير. و يريد الطّفل أن يبيّن أنّه ليس في حاجة إلى الآخرين من أجل تلبية هذه الاحتياجات. و نتيجة لذلك يعمل الطّفل على امتلاك كلّ ما يوجد في محيطه، و يسعى إلى كسره أو تمزيقه، و بهذه الصّورة يعمل على إثبات وجوده. و الأطفال الّذين هم في هذا العمر يتصرّفون أساسا انطلاقا من عواطفهم. و يكون اهتمامهم أقوى إزاء الأشياء الّتي تخاطب عواطفهم. و بالإضافة إلى ذلك، فذكاء الطّفل ليس بوسعه إدراك جميع المفاهيم بعد، و لا يعرف كيف يتفاعل مع الأحداث الّتي تواجهه. و نتيجة لذلك فالتّقليد هو السمة التي تميّز الأطفال بشكل خاصّ في هذا العمر.

و الأطفال الّذين هم في هذا العمر يشعرون بالحاجة إلى اتّخاذ نموذج لهم يتّبعونه. و الأشخاص الّذين يمكن للطّفل اتّخاذهم قدوة هم أفراد العائلة. و قد كشفت الأبحاث أنّ بيئة الطّفل (الأسرة) هي العامل الأكثر تأثيرا عليه، في طبيعة تصرّفاته و مواقفه الدّينيّة. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله  قال: "كل إنسان تلده أمه على الفطرة، و أبواه بعد يهودانه و ينصرانه و يمجسانه، فإن كانا مسلمين فمسلم"(رواه مسلم). فإذا كان الوالدان مسلمين يكون مسلما. فالحديث يشير بذلك إلى أهميّة الأسرة، و بشكل خاصّ إلى الوالدين في تكوين الإحساس الدّيني و الفكري لدى الطّفل.

و الأطفال في هذه السّنّ يستقبلون بكلّ تلقائيّة العبارات و السّلوك الدّيني و جميع العناصر الدينية الّتي يلاحظونها في أفراد العائلة و يعملون على تقليدهم باعتبارهم يمثّلون "النّموذج المثالي" بالنّسبة إليهم. و هذا الميل الفطري للتقليد لدى الطفل مصدره نفسية "تقليد المحبوب"، و هذا مهمّ جدّا فيما يتعلّق بتشكيل الحياة الدّينيّة لدى الطّفل. و من هذا المنطلق على الأشخاص الّذين يتّخذهم الأطفال "نماذج" أن يكونوا حذرين إزاء ما يصدر عنهم من كلمات و من تصرّفات. فالوالدان اللذان يوجّهان النّصح لأطفالهم بغاية تغذية المشاعر الدّينيّة فيهم، ينبغي أن لا يتعارض كلامهم مع حياتهم العمليّة، بل و ينبغي أن يؤكد الكلام بالعبادات مثل الصّلاة و الصّيام و الدعاء و الحج و الإنفاق. فعندما لا يكون كلامهم الجميل متوافقا مع سلوكهم، و عندما تكون أعمالهم غير منسجمة مع أقوالهم فإنّ ما يصدر عنهم من كلام سوف لن يتجاوز آذانهم، بل إنّه في بعض الأحيان يصبح لهذا الكلام تأثير عكسيّ.

حسنا، كيف ينبغي أن يكون سلوك هذا النّموذج (الأسرة)؟

إنّ الأبوين اللّذين يريدان أن يكون لكلامهما وقع في نفوس أطفالهم، عليهما أوّلا أن يطبّقا ما يقولانه بصدق، ثمّ يطلبا بعد ذلك من أطفالهم الالتزام به.

القدوة الصالحة

إنّ استماع الطّفل للأدعية الّتي يدعو بها الأشخاص (القدوة) الموجودون في محيطه و رؤيته للعبادات و المعاملات الدّينيّة الّتي يقومون بها تمثّل أهميّة قصوى بالنّسبة إليهم. فما يسمعونه منهم يترسّخ في اللاشعور لديهم، ثمّ يبدأ الطّفل بعد ذلك شيئا فشيئا في تقبّله. فمثلا، يشاهد الطّفل الّذي هو في سنّ الثّالثة أو الرّابعة من العمر أحد والديه و هو يؤدّي الصّلاة ثمّ يتابع سلوكه ثمّ يحاكيه بعد ذلك. و كذلك عندما يلاحظ الطّفل أنّ والديه يبدآن بالاستعداد للصّلاة مع سماع الأذان، فبعد فترة من الزّمن ما إن يُرفع الآذان حتّى يسارع الطّفل إلى القيام، و يقول لهما "حيّ على الصّلاة"، و هو بتلك الحركة يريد أن يثبت ذاته.

كما أنّ كلمات الأدعية و عبارات الشّكر الّتي تقال في البيت بصوت مرتفع تصبح محلّ محاكاة و تقليد من قبل الطّفل بعد فترة من الوقت. كما ينبغي أن نقول للطّفل بأنّه يتعيّن عليه أن يدعو الله تعالى من أجل تحقيق حاجاته. و على هذا النّحو يترسّخ في ذهنه أنّ الله تعالى هو ملجأه الوحيد. و من ناحية أخرى يجب أن نعلّم الطّفل الإيمان بالله و فوائد العبوديّة لله تعالى و نشرح له مساعدة الله لعباده المؤمنين.

و عند القيام بهذه العمليّة علينا أن نستعين في ذلك بالحكايات و القصص الّتي تشدّ انتباه الطّفل. فالحكايات و المناقب التي لها صلة بالإيمان تسرع من تطوير الأفكار لدى الطّفل، حيث تدل على أنّ وراء الأشياء الماديّة قوة أخرى. و لهذا السّبب يتعيّن أن نقصّ على الأطفال قصص الأنبياء الموجودة في القرآن، و كذلك حياة النّبي صلى الله عليه و سلم، إضافة إلى مشاهد البطولة و الصّبر الّتي ميّزت حياة الصّحابة الكرام، و العزم و الجهد الّذي أبدوه. و على هذا النحو يتشكّل في أذهان الأطفال النّموذج المثالي.

كيف يجب أن تكون اللّعب الّتي نقتنيها للطّفل؟

في هذه المرحلة لا يستطيع الطّفل أن يستوعب المفاهيم المجرّدة، لذلك يهتمّ بالرّموز أكثر. و لهذا السّبب ينبغي أن تكون اللّعب الّتي تعطى للطّفل قادرة على التّعبير عن الحياة الدّينيّة. فمن اللّعب التي تعطى للأطفال و الّتي تحتوي على عناصر دينيّة نجد "ألعاب التّركيب" و الكلمات المتقاطعة و سيديهات الأفلام الكرتونيّة و غيرها.

و إلى جانب ذلك، هناك أسلوب آخر في التّعليم يتمثّل في الهدايا الّتي تقدم من قبل الأشخاص الّذين اتّخذهم الطفل قدوة و نموذجا. و هذه الهدايا يمكن أن تكون سجّادة أو مسبحة و ما شابه ذلك من الأشياء. فالحسّ الدّيني لدى الأطفال لا يمكن أن يُزرع في نفوسهم إلاّ بواسطة الحب و من قبل من يحبّون من النّاس. فربط الأطفال بالله تعالى عن طريق الأمل و الحبّ، أمر مهمّ من حيث جعل ملكاتهم العقليّة و الذّهنيّة في صلة بهذه الأمور مستقبلا. فالتّربية الإيمانيّة القائمة على حبّ الله تعالى تلتحم بالشّعور بالأمل و الارتباط بالله تعالى، و هذان العنصران يعدّان من المشاعر الأساسيّة لدى الطّفل. و بذلك تتكوّن قواعد إيمانيّة قويّة و صلبة.

و أخيرا هناك عبارتان مختلفتان، إحداهما لطفل عمره خمس سنوات و الآخر عمره ستّ سنوات، تلخصان التّربية الدّينيّة الّتي تلقّياها:

مراد (خمس سنوات): "عندما نقيم الصّلاة، و نحسن إلى النّاس يحبّنا الله تعالى. و عندما نخطئ فهو يغفر لنا. و هو يحبّ الأمّهات و الآباء و الإخوة و الجدّات و الأصدقاء و يحبّ جميع النّاس، و يحبّ الأطفال الصّغار بوجه خاص."

علي (ستّ سنوات): "إذا عصيت والديْك فالله يعذّبك بالنّار... و إذا عصيْت والديْك و ضربتهما فكأنّما عصيت الله تعالى. و لذلك فالله يلقي بك في جهنم و يحرقك فيها. أمّا إذا تفوّهنا بكلام سيء فالله يشوي أبداننا بالنّار الحارقة."

و لا داعي هُنا لنقول أيّ الحديثين أكثرُ رشدا؟

الصدر:

http://www.hiramagazine.com/%D9%83%D9%8A%D9%81-%D9%86%D9%83%D9%88%D9%91%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%91-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D9%84%D8%AF%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84%D8%9F

 

 

 

قراءة 2855 مرات آخر تعديل على الأحد, 26 آذار/مارس 2017 14:27

أضف تعليق


كود امني
تحديث