قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 19 تشرين2/نوفمبر 2014 19:02

من أين يتلقون هذه التربية الخاطئة؟!

كتبه  د.جاسم المطوع
قيم الموضوع
(0 أصوات)

أكثر الآباء و الأمهات يركزون على التربية اللفظية من خلال التوجيه الكلامي، بينما هم يربون أبناءهم بتأثير أكثر و أكبر من حيث لا يشعرون من خلال التربية غير اللفظية، و هو ما يعبر عنه بـ (لغة الجسد) من خلال النظر و الإشارة و تعابير الوجه و حركة الجسد و اللباس و الرائحة و اللمس، فالجسد يتكلم و يوجه و يربي أكثر من اللسان، و لهذا نجد أن كثيرا من الآباء و الأمهات يستغربون من سلوكيات أبنائهم و يقولون إنهم لا يعرفون أين تلقوا هذه التربية الخاطئة، بينما لو راجعوا أنفسهم و سلوكهم و لغة أجسادهم لاكتشفوا أنهم هم السبب، فالتربية غير اللفظية تؤثر بالقيم و السلوك أكثر من التربية اللفظية.

و أذكر أن أما سألتني عن سبب كثرة عصبية ابنها بينما هي توجهه دائما بلسانها بأن لا يغضب و لم تجد لتوجيهها أي فائدة، فسألتها: كم مرة تغضبين باليوم؟ قالت: أنا عصبية و لكن ليس على ابني، قلت لها: عندما تغضبين بالهاتف على صديقتك أو ترفعين صوتك على العاملة التي عندك بالبيت أو تتوترين عندما يتأخر عليك الطعام بالمطعم، و يشاهد ابنك سلوكياتك العصبية هذه فتكوني أنت أعطيتيه درسا عمليا بأن العصبية هي الطريق الصحيح للتعامل مع أحداث الحياة، فأنت ربيته بسلوكك و بلغة جسدك و هو الذي نسميه الحوار غير اللفظي و هذا تأثيره كبير جدا، فقد ذكر خبراء الاتصال و التواصل أن الإنسان يتأثر باللغة اللفظية بنسبة 35% بينما يتأثر باللغة غير اللفظية و هي لغة الجسد بنسبة 65%، فلننتبه لسلوكنا أكثر من تركيزنا على كلامنا، فالأب الذي يخبر ابنه بأنه ذاهب للطبيب بينما هو ذاهب للسوق أو عند أصدقائه، فإن طفله يستطيع أن يقرأ وجهه و يعرف أنه يكذب عليه و بالتالي يفقد الثقة به.

فالطفل مثل الإسفنجة يلتقط كل شيء و يتشكل سلوكه بما يشاهد، فلو نشأ في بيت يشاهد كل يوم والده يدخن أمامه ففي هذه الحالة مهما علمناه بلساننا بأن التدخين مضر يبقى تأثير لسان الحال و المقال و السلوك أكبر، و لو راجعنا أنفسنا لاكتشفنا أننا ربينا أبناءنا على قيم كثيرة لم نشعر أننا وجهناهم لها بسبب تركيزنا على التربية اللسانية بالكلام أكثر من مراقبة لغتنا غير اللفظية مثل:

1- هل نحن نتعامل مع عواطفنا بشكل صحي فنعبر عن مشاعرنا و حبنا تجاه الآخرين أم لا؟

2- و هل نمارس المودة عمليا في بيتنا فنحضن و نقبل و نهدي أبناءنا و أهلنا أم لا؟

3- و هل نعتذر لو أخطأنا؟ أم نكابر و نبرر كل سلوك نعمله حتى لو كان خاطئا؟

4- و هل نستهزئ و نحقر من أمامنا أو العاملين في أعمال متواضعة؟

5- و هل نشكر من قدم لنا خدمة أو ساعدنا بما نحتاجه مثل كلمة (شكرا، يعطيك العافية، جزاك الله خيرا) أم لا؟

6- و هل نتحدث عن الأشخاص بسوء و نكشف أسرارهم و عيوبهم بعدما ينتهي اللقاء معهم؟

7- و هل نحافظ على الصلاة و الوضوء و قراءة القرآن و الدعاء أمام أبنائنا أم لا؟

8- و هل نحترم أصدقاءنا و نقدرهم و نساعدهم و نحسن ضيافتهم أم لا؟

9- و هل نأكل الطعام بشراهة و بسرعة و لا نتحدث أثناء الطعام أو نملأ الصحن و نترك الطعام فيه أم لا؟

10- هل نتحكم بردود أفعالنا تجاه المواقف كعطل السيارة أو تأخر السائق أو حالات المرض و الوفاة و الزواج و الطلاق أم لا؟

11- و هل نتعلم و نقرأ ونشارك ببرامج خدمة المجتمع و بالنشاط الخيري أو التطوعي أم لا؟

12- و هل نبتسم و نمارس فن النكتة و المزاح مع الناس و مع العاملين أو مع أهلنا أم لا؟

إن مثل هذه المواقف المذكورة تربي أبناءنا بسلوكنا أكثر منها بلساننا، فالتربية كما قيل بالاحتكاك و المشاهدة و ليست التربية بالكلام فقط، و قد قرأت دراسة نشرتها صحيفة الشرقية اللندنية الصادرة في 15 سبتمبر تقول (إن حس الفكاهة يتطور لدى الأطفال الرضع لما يرونه من ردود أفعال آبائهم)، (و دراسة أخرى نشرت في نفس المصدر تبين أن الأطفال إلى سن 12 شهرا يستطيعون أن يكونوا رأيا لما يشاهدونه بسبب دقة مراقبة والديهم لأي حدث هل هو يستحق الفكاهة أم لا) فإذا كان هذا على مستوى الفكاهة و المرح و عمر الطفل لم يتجاوز سنة فكيف بباقي السلوكيات!! فهي من باب أولى، و مثل هذه القيم الاحترام و التعبير عن الحب و الاعتذار عند الخطأ و عدم الاستهزاء و غيرها يتعلمها الطفل من خلال الحوار غير اللفظي أكثر.

و من يتأمل سيرة رسولنا الكريم في تعامله مع الصغار يكتشف أن رسولنا عليه الصلاة و السلام كان يعطي الصغير حقه و يحترمه و يقدره و يتعامل معه و كأنه كبير، فلا يفرق بينه و بين الكبار في المعاملة و إنما ينظر عليه الصلاة و السلام للحق قبل أن ينظر للسن و يقدم الحق على السن، لأنه عليه الصلاة و السلام لو ظلم الصغير من أجل الكبير فإنه سيترتب على ذلك نشأة جيل يرى أن حقوقه مغتصبة فينتقم هذا الجيل من الكبار و من المجتمع كله، و لكن عليه الصلاة و السلام يربي الصغار من خلال الموقف و لغة الجسد بالإضافة إلى استخدام اللسان في العملية التربوية و قصته مع الغلام تبين لنا ذلك و هي:

(أن رسول الله صلي الله عليه و سلم أتي بشراب فشرب منه و عن يمينه غلام و عن يساره أشياخ، فقال للغلام: أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟ فقال الغلام: لا و الله لا أؤثر بنصيبي منك أحدا) فهذا ما نتمنى أن نصل إليه في تربيتنا، أن نربي بسلوكنا ثم ندعم ذلك القيمة بحوارنا.

http://www.alyaum.com/article/4013046

قراءة 1719 مرات آخر تعديل على الخميس, 09 تموز/يوليو 2015 09:16

أضف تعليق


كود امني
تحديث