قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 25 تشرين2/نوفمبر 2015 07:57

الجد والجدة..(نور البيت)

كتبه  د.فيصل بن سعود الحليبي
قيم الموضوع
(5 أصوات)

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله، و الصلاة و السلام على رسول الله، و على آله و صحبه و من و الاه.
أما بعد: فهما كذلك ـ و الله ـ فعلاً و لا ريب، الجد و الجدة نور البيت و بهجتُه و فرحتُه، نورٌ على نور، فمن اجتمع له النوران فهنيئًا له الضياء و هنيئًا له السناء، إنهما أصل الأسرة، و إليهما ينتمي الأحفاد، و تلتف حولهما القلوب، و تستدفئ بحنانهما الصدور، (نور البيت) نور له أصل في سنة النبي  صلى الله عليه و سلم ، ففي حديث عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ  صلى الله عليه و سلم  نَهَى عَنْ نَتْفِ الشَّيْبِ وَ قَالَ: إِنَّهُ نُورُ الْمُسْلِمِ ) حَدِيثٌ حَسَنٌ.

و الجدان ـ و أقصد بهما في حديثي (الجدَ و الجدة) ـ قد خطهما الشيب، فاستنار البيت بمشيبهما، كيف لا و قد أمضيا من عمريهما في طاعة الله ما لم يمضه أحد غيرُهما من أهل البيت، هذه الطاعات ـ يا أحبة ـ له أثر بالغ في تنزل الرحماتِ و البركات من عند الله تعالى، و هذا الشعور حينما يستصحبه الأولاد و الأحفاد يشعرون به بالطمأنينة و السكينة و خصوصًا حينما يرون الجدين و هما في ذكرهما و تنفلهما و صيامهما، فهنيئًا لكلِ بيت حوى جدًا و جدة.

هذا تمهيد أدلف به إلى عشر وقفات:
أما الوقفة الأولى: فحقوقهما، فإن لهما من الحقوق ما للأب و الأم الأقربَين، بل إن من وجهة نظري أنهما ربما كان البر بهما مضاعفًا حيث يجتمع في ذلك ثلاثة أمور أساسية:
ـ أولها: أنهما والدان، و الله تعالى يقول: (و بالوالدين إحسانا).
ثانيهما: أن ببرهما تبر والديك، لأن البر بالأجداد يسر الآباء، فاجتمع بران في بر، و الحمد لله على فضله!
ثالثهما: أنهما بلغا من العمر ما بلغا، و النبي  صلى الله عليه و سلم  أوصى بالكبير فقال: (لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَ يُوَقِّرْ كَبِيرَنَا) رواه الترمذي و حسّنه.
و على هذا، فإن لههما علينا: البرُ و الإحسان، و خفضٌ جناح الذل من الرحمة، (وَ اخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَ قُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً)، و الدعاءُ و الاستغفارُ لهما، و القيامُ على شؤونهما، و بذل ما في الوسع في إسعادهما من تقديم أطيبِ الطعام و الشراب، و أحسنِ الدواء، و اختيارِ أحسن المكان لسكنهما في البيت، و توفيرُ كل سبل الراحة لهما، و مفاجأتُهما بحفلات التكريم و الهدايا و الولائم، و مراعاةُ ظروفهما الصحية في المناسبات العائلية، و ألا يقدمَ عليهما أحد في مطعم أو مشرب أو مجلس، و أن يكونوا في مقدمة كل احتفالية أو مناسبة، و المؤانسةُ لهما في جلوسهما حيث السؤالُ عن صحتهما، أو عن هموهما، و فتحُ ملفات الماضي معهما، فغالبًا ما يسرهما ذلك، و لربما بدءا الحديث بزفرة تنبئك عن المعاناة التي كانا يعيشانها، و لكنهما حينما يستذكرانها يجدان في ذلك متعة و لذة، حينما يريان النعمة التي أنعم الله بها عليهما.

و من الإحسان إليهما أيضًا: صحبتهما بسفر أو نزهة إذا كانا قادرين على ذلك، من باب الترويح عنهما، و خصوصًا حينما يكون ذلك إلى أداء عمرة أو حج، فالرحلة هنا يكون لها عبق خاص، و متعة لا تمثالها متعة، برٌ..و طاعةٌ..و إحسانٌ..و صحبةٌ..و خدمةٌ..و رعاية!! يا الله..ما أجلها من نعمة إذا وُفقت لها أيها الابن المبارك!! و في حال تعبهما و مرضهما فالأمر يحتاج منك تعبدًا لله تعالى و تصبرًا تحتسبه عند خالقك، فمعروفهما أعظم من أن يرد، و إحسانهما أكبر من يجازى، فابذل وسعك مع والديك في تمريضهما، و أنت أصدق إيمانًا من أن تتأفف منهما أو تضجر من أنينهما، أو تكونَ ـ لا قدر الله ـ سببًا في إبعادهما من منزلكم ـ بل نافس غيرك على خدمتهما، و سارع لإرضائهما، و إن استطعت ألا تُغلب على ذلك فافعل، و أنت أهل لذلك وفقك الله، و هي فرصة أن تستجلب الدعوات الكريمات من لسانهما الرطب بذكر الله، فالمريض منهما مضطر، و الله يقول: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ)، فلا يفوتنك خيرُ هذه الدعوات من رب الأرض و السموات.
يا هنيئًا لك يا من أسعدك الله بجد وجدة أو أحدهما في منزلك يا هنيئًا لك!

الوقفة الثانية: إن وجود الجدين في الأسرة يمنح الأحفاد شعورًا بدفء الحنان و غزارة المشاعر، لما يجده الأحفاد من الحب و الألفة، و ما ذاك إلا لما يتزين به كثير من الأجداد بالحلم و الأناة و الصبر و طيب الخاطر، أسوتهم في ذلك النبي  صلى الله عليه و سلم  فإنه أكرم الأجداد قاطبة ـ بأبي هو أمي ـ عليه الصلاة و السلام، فماذا كان يصنع النبي  صلى الله عليه و سلم  بحفيديه الكريمين الحسنِ و الحسين رضي الله عنهما، إن من ذلك ما جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: (خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم و معه الحسن و الحسين هذا على عاتقه و هذا على عاتقه و هو يلثم -أي يقبل- هذا مرة و هذا مرة حتى انتهى إلينا، فقال: من أحبهما فقد أحبني و من أبغضهما فقد أبغضني)

و عند أبي يعلى من طريق عاصم بن زر عن عبد الله: (كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي فإذا سجد وثب الحسن و الحسين على ظهره فإذا أرادوا أن يمنعوهما أشار إليهم أن دعوهما، فإذا قضى الصلاةَ وضعهما في حِجره، فقال:  مَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّ هَذَيْنِ (.

و غير ذلك من الأحاديث التي ورثها الأجداد سلوكًا عمليًا مع أحفادهم، حتى جاءت معاملتهم ندى شفافًا تترطب به الحياة القاسية، و به يكمّل الحفيد النقص العاطفي الذي ربما وقع من أبويه بسبب انشغالهما، أو ضعف المشاعر لديهما أو أحدهما،  و جملة ليست قليلةً من الأجداد يقومون بواجب الرعاية الكاملة للأحفاد حينما يكون الأبوان في حالة سفر أو عمل بعيد، أو ـ لا قدر الله ـ في حالة مرض أو وفاة، و في مثل هذه الحالة يأخذ الجدانُ مكان الأبوين تمامًا، و هذا متقرر في الفقه الإسلامي حيث أعطى الشرعُ للجد حقَ الولاية مكان الأب في حال عدم وجوده في ولاية النكاح أو التصرف في مال القاصر أو نحو ذلك.
و من هنا نرى كيف يهرب الأحفاد أحيانًا من قسوة الآباء إلى عطف الأجداد، يستنجدون بهما، و يحتمون بوقارهما، و يستشفعون بهما للصفح عنهم، أو طلب الإذن لهم في حاجة من حاجاتهم، في مشهد يجمع بين أبوتين اثنتين، و كلاهما يحمل معنى، الأول: معنى التربية، و الثاني: العطفَ فيها، و لذا رأيت أن أضع استفتاء في حسابي على تويتر: هل ترى أنَّ تدخل الجدين في التربية تعزيز إيجابي لها؟ أو ترى أن هذا يشكل ازدواجية سلبية فيها؟ بالطبع هذه الفرصة التي يمنحني إياها تويتر، وإ لا ففي المسألة تفصيل لعلي أن أشير إليه هنا، فالنتيجة جاءت : (70%) يقولون بأن دخولهما تعزيز إيجابي، و (30%) يرون أنه يشكل ازدواجية في التربية، و الحقيقة أن النتيجة تعكس مدى الانسجام الأسري لدى المشاركين، و أن الجدين في بيوتهم لهما أثر كريم عليهم.
أما التفصيل فإني أرى للوالدين أثر بالغ في التربية، فتوجيههما في الغالب يلقى استجابة سريعة و قناعة من الأحفاد، لأنه في الغالب يصدر عن هدوء و أسلوب رفيق، بعيد عن الغلظة و الشدة، و كلما ابتعد التوجيه عن الترهيب كلما كان أثره أبلغ و أسرع و أبقى، أما إذا رأى الوالد أن عطف الجدين زائد يصل إلى حد التدليل السلبي الذي يميل بالولد عن طريق الجد و التحصيل و الاستقامة، فإن للوالد أن يوصل رسالته للجدين بكل رفق و أدب و احترام، مبينًا بعض الآثار المترتبة على هذا التعامل، و مذكرًا لهما مكانتهما في نفسه و أولاده، و بالمقابل يوصل مثل هذه الرسالة إلى أولاده، من دون تقليل من شأن توجيه الجدين، بل مع غرس لاحترامهما و تبجيلهما.

الوقفة الثالثة: إن وجود الجدة و الجدة في البيت درس عملي للبر و الإحسان، فالأحفاد يرون بشكل مباشر ماذا يصنع الآباء بوالديهم، يسجلون المواقف في ذاكرتهم، و يحللونها، و يوازنون بين أقوال الوالدين ـ في البِرِّ ـ و أفعالهم، و كما تدين تدان، و الحكايات التي تروى في هذا الشأن كثيرة، تعيد المواقف نفسها، أو أصحابها يعيدونها !!

الوقفة الرابعة: على الوالدين ألا يتفردا ببر الجدين، بل عليهما أن يشركا أولادهما معهما في هذا الخير، ليوطنوهم على الإحسان إليهما، و حتى لا ينفروا من خدمة الكبير التي في الغالب تحتاج إلى مهارة عالية في التعامل و التمريض أيضًا، و حتى إذا صرفت الصوارفُ الأبناءَ عن برهم للجدين، كان الأحفاد قد تمرسا على ذلك، فيقومون بهذا الدور الجليل.

الوقفة الخامسة: وجود الجدة و الجد في البيت، هو فرصة رائعة لنقل الخبراتِ المتوارَثةِ و المتراكمةِ عبر الأجيال، و اختصارٌ لمسيرة إرثها، في تدبير الأمور، و إدارةِ الأزمات، و التعامل مع الشخصيات، و البيع و الشراء، و العاداتِ و التقاليد و الأعراف، فالجدان شخصيتان مرتا على ظروف متنوعة، فأكسبتهما الخبرةَ العميقة، و على الأولاد و الأحفاد استثمارها و عدمُ التفريط فيها، و يكون ذلك بالمخالطة و المجالسة و السفر و الصحبة في أزمنة و أمكنة و ظروف مختلفة.

الوقفة السادسة: الجدان في المنزل صمام أمان للتمسك بالسمت و الفضائل و الأخلاق النبيلة، فلقد رأيت كم يهاب الأحفاد أجدادهم أكثرَ من والديهم  ـ أحيانًا ـ حينما يعزمون على فعلٍ تأباه القيم، و ترفضه المروءة، و هذا باب جليل القدر، لو تنبه له الوالدان فاستثمراه لفازا بثمره فوزاً عظيمًا، و هو التكامل التربوي بينهما و بين أولادهما، و لا ينقص ذلك من قدر الوالدين الأقربين مثقالُ ذرة أمام أولادهما، بل هي سلسلة عتيدة يمسك بعضها بعضًا، ترث الفضيلة أبًا عن جد.

الوقفة السابعة: الجدَّان..نور البيت، خيمة ظليلة على جميع أفراد الأسرة، بندائهما تجتمع النفوس، و برحابة صدريهما تأتلف القلوب، يتصدران الإصلاح بين الأولاد و أحفادِهم في حال الخلاف، و بواقرهما يُربأ الصدع، و تغلق أبواب الفرقة، و تموت الفتنة في مهدها، فحياتهما امتداد للوصل، و نماء للأسرة، و لذلك يتوجب على الآباء أن يربطوا بين جيل الأجداد و الأحفاد، مساندة لدور أجدادهم، بحيث ينسقوا اللقاءات الدورية الممتعة بينهم، بحيث لا يتخلف عنها إلا ذو عذر، فمشاغل الحياة لو تركناها لعبثت بنا، و لفرقتنا، و هذه اللقاءات الأسرية أثبتت نجاحها و آتت ثمرتها، و هي إرث حسن، و فكرة إيجابية كريمة.

الوقفة الثامنة: أدرك الجدان المعاصران حياة التقنية التي لفّتنا في ليلنا و نهارنا، و في نومنا و صحونا، و الأولاد هنا يجب أن يدركوا أنه لا يصح أن ننشغل بهذه التقنية في برامجها التواصلية المذهلة عن واجب الوصل لأجدادنا، و خصوصًا حينما نكون بين أيديهم، و خصوصًا ـ أيضًا ـ حينما يكونا في غربة واقعية عن تقنيتنا !! فكم يحزننا أن نرى الأحفاد ناكسوا رؤوسهم عند أجهزتهم، هم في واد و الجدَّانُ في واد آخر، ثم يحسبون لأنفسهم الزيارة و البر و الإحسان! لقد أعجبتني تلك الجدةَ التي وضعت سلة بجانب الباب عند الدخول عليها، و كتبت عليها: (يا بني: ضع جوالك هنا..ثم تفضل بالدخول !(، ليكون بكليته إلى محياها، فإما لي، و إلا فأنت في حلٍ من زيارتي، هكذا كأنها تقول، و لله درها من جدة مربية، و إلا فأين أدب الإنصات و الإصغاءِ و القرب و الإدناء، فكم دنت منك و من أبيك و أمك! فليس حقهما عليك البعدُ و الانشغالُ و الهِجران.

الوقفة التاسعة: إن البيت الذي يعيش أفراده مع جدين، حتمًا سيرى أفراده كيف هي دائرة الحياة العجيبة، التي حكاها الله تعالى بقوله: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَ شَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَ هُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ)، يرى الحفيد كيف سيؤول إلى هذا الضعف من بعد قوته فلا يطغى بصحته و فتوته لأنه حتما إلى هذا المآل من الضعف و الشكوى، فيعود المرء كما بدأ، (وَ مَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ )، نعم..أفلا يعقلون، و هم يرون بأم أعينهم كيف ستدور عليهم الأيام دورتها كما دارت على هذين الجدين الحبيبين، فتجعل من بعد قوتهم ضعفًا و شيبة، ثم المآل إلى الله تعالى، فمرحلة الشيخوخة لا تعقبها إلا الآخرة، فيا لها من عظة ما بعدها عظة.

الوقفة العاشرة و الأخيرة: كان الله في عون كل بيت عُمرت زواياه بالجدين الكريمين، أو بأحدهما، ثم فجأة، غاب القمر، و غربت الشمس، أي خسوف هذا الذي حصل، و أي كسوف حلّ! الذكريات، و الحكايات، و الابتسامات، و النظرات الحنونات، رحلت، و رحَلتْ معها القلوب، ومضت، و بقيت لنا الدعوات، فيا من ودع له جدة أو جدًا، تذكره بالاستغفار و الدعاء له بالرحمة و المغفرة، و برِ أصحابه، و التصدقِ عنه، و اذكره بالخير، و العملِ بما أوصاك به من العمل الصالح، فإنَّ له مثل أجرك.
لقد رثا أخي د.محمود بن سعود الحليبي جدي  ـ رحمه الله ـ بأبيات تفيض شجى، اخترت منها:


جداه..جداه..و اجداه جداه   ---    و حلّقتْ عن دنايا الأرضِ عيناهُ
و استعبرتْ بالأذانِ الحرِ مئذنةٌ    ---     كانت تسامره و اليومَ تنعاهُ
و أقفرَ البيتُ بعد الشيخ و انطفأتْ   ---    أنوارُ أُنسٍ تنامت في زواياه
و راح جدي، و لاحتْ للغروب يدٌ  ---  تحثو على القبر تبرًا حين واره
مات الذي إن دنا منك امتلأتَ هدىً --- و إن نأى أسعدتْ جنبيك ذكراهُ
حياته صفحةٌ بالخير عاطرةٌ  ---    ليهنأ الموت، مِسْكًا قد وهبناه
و راح جدي و صاحتْ في النخيل أسى ---  فسيلةٌ كم سقتها الحبَّ كفاه
لا..لا تلمها، فراق الشيخ قاصمةٌ  ---   ما أفظعَ البين يا خلي و أقساه
فارحم إلهي فقيدًا سُلَّ من دمنا ---   و اجعل جنانَك مثوانا و مثواه([1])

 
أسأل الله تعالى أن يمد أعمار أجدادنا على الطاعة و الصحة و العافية، و أن يعيننا على برهم و الإحسان إليهم، و أن يغفر لمن توفاه الله منهم، فإن الله غفور رحيم، و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحيه أجمعين.
  

---------------------------------------
([1])
القصيدة كاملة في ديوان (تقولين) لأخي د.محمود بن سعود الحليبي.

http://www.saaid.net/Doat/faisal/33.htm

قراءة 8254 مرات آخر تعديل على الجمعة, 27 تشرين2/نوفمبر 2015 07:47

أضف تعليق


كود امني
تحديث