لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار
في مرحلة مقتبل العمر تكون أمامك فرصة عظيمة لكي تفتحي أمام شخصيتك العديد من المجالات الرحبة التي يمكنك من خلالها إشباع مواهبك و إرضاء طموحك الإنساني، المطلوب منك بشكل أساسي و أنت تتفتحين كالزهرة على هذه الحياة المقبلة أن يكون عنوانك الرئيس الذي تنطلقين منه هو "البحث عن الجمال"، فالفتاة التي تبحث عن الجمال في الحياة من حولها هي الفتاة التي يمكن أن تعيش حياة سعيدة حتى آخر لحظة في عمرها.
ألم يخطر ببالك فتاتي الغالية أن الكثير من النساء عندما يتقدم بهن العمر يشعرن بصدمة عنيفة تهزّ كيانهن و ربما تطيش بعقولهن و أفئدتهن؟ ذلك أنهم يكتشفن أن تيار الحياة قد جرفهن ما بين الأحلام و الطموحات و الأحلام و ما بين هموم الأسرة و الزواج و الأبناء، و ما بين البحث عن اللحظات القادمة مما أدى إلى غمر قلوبهن في معترك الدنيا فنسين أنفسهن ليستيقظن ذات مرة على هول المفاجأة أن كل الأوضاع تتقلب من حولهن و أن الحياة تسير في الاتجاه العكسي و أن القادم أقل بكثير من الماضي، فتصيبهن اللوعة و يمزق قلبهن الالم و تنهشهن الحسرة.
هل تريدين أن تكوني واحدة من هذه النساء التي تضيع سنوات حياتها فيما يمكن أن يكون أشبه بالسراب الزائف و الوهم الخادع البراق؟ إن كانت الإجابة بلا فلا مناص و لا مفرّ أمامك سوى البدء من الآن من مرحلة ربيع العمر بالبحث عن الجمال الإنساني الجمال الروحي الجمال الشعوري الجمال في الكون من حولك، الجمال في الأنشطة الخاصة بذاتك بكيانك الجمال في وعيك و إدراكك، الجمال في تدفق نبضات قلبك، الجمال في إخلاص توجيه محياك لوجهة واحدة هي وجهة الجميل الذي يحب الجمال تبارك في علاه.
البحث عن الجمال ممكن و سهل إذا كانت لديك الرغبة الصادقة فالكون من حولك يشهد بالجمال في كل لمحة من لمحاته و نفوس البشر تفيض بالجمال في خيرها و عطائها رغم احتمالات القسوة و الكذب و الجحود فلا تزال قلوب البشر تنبض بالخيرات الباعثة على رسم الجمال الإنساني، عليك فقط أن تكون لك وقفات هادئة مع النفس تستعيدين فيها الجدية و الأمل و التأني و فوق كل ذلك التفكر.. فكم يكون نصيب الفتاة التي تسكن في محراب التفكر من إدراك أسرار الجمال في الحياة من حولها؟
لا تجعلي شواغل الدنيا و همهمات الصديقات و حصار مواقع التواصل الاجتماعي و طوفان القنوات الفضائية و إدمان التعامل مع الهاتف الجوال.. لا تجعلي كل هذه الشواغل تنحرف بفؤادك عن الهرولة إلى محراب التفكر الذي يقود روحك إلى تلمس كل أسرار الجمال فتضمني أن حياتك ستسير في طيبة و من خير إلى خير بلا صدمات مفاجئة أو حسرات جاثمة.
اعلمي أن الأيام تمرّ و السنين تمضي و لا شيئاً يبقى على حاله، لكن تستطيعي أن تصحبي معك وجدانك في كل المراحل إذا كان وجداناً تعهدتيه بالرعاية و العناية جعلتيه رانياً على الدوام نحو آفاق الجمال و متطلعاً إلى رضا ربه في كل الأحوال.
