قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 06 كانون2/يناير 2016 08:25

العقاب البدني تحت المجهر 1/2

كتبه  الأستاذ سعيد بن محمد آل ثابت
قيم الموضوع
(0 أصوات)

مقدمة:
أسهم العقاب البدني في محاضن شتى و عقود متراكمة للتعديل و الحد من السلوكيات الخاطئة، و باتت هذه القناعة سائدة عند عدد من المباشرين للعملية التربوية، و قد خاض في هذه القناعة كثير من العقول و الأقلام التربوية بين المؤيد و المعارض و المحايد، و قد استمر هذا الجدل و لا زال لاسيما عقب قرارات و تنظيمات وزارات التربية و التعليم بمنع العقاب البدني و حتى النفسي، و سوف أتحدث هنا بتجرد و شفافية حول هذه القناعة، و تأصيلها شرعاً، و نظرية التربية حولها، و من ثم نظائر هذا العقاب و عواقبه، و بدائله. و الله أسأل لنا و لكم الهداية و السداد.

مسوغات و دوافع:
1-
حديث الضرب على الصلاة لعشر سنين، عن عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ: "مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَ هُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَ اضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَ هُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَ فَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ" حسنه الألباني في صحيح سنن أبي داود [2 / 401]. و على اختلاف الحكم على هذا الحديث فنلاحظ أن البعض من خلال هذا النص النبوي اعتمدوا عليه كمنهج للعقاب البدني على أي وجه، و كيفما شاء، و لأي سلوك خاطئ، و هذا مخالف لحقيقة النص؛ لأسباب منها: الأمر المتعلق به هو الصلاة، و كون الصلاة هي عمود الإسلام، و الصلاة الفريضة ركن قائم على الصغير و الكبير و الذكر و الأنثى و الحر و العبد، فليست كغيرها من المأمورات، و قد أورد المصطفى –صلى الله عليه و سلم- الوسائل التي تبذل حتى يُباح الضرب (التربوي بلا شك)، و الوسائل تقوم على أمور منها (التدرج، الاستمرارية، الصبر، المتابعة و التحفيز)، و لو عد الإنسان عدد الصلوات طيلة الثلاث السنوات التدريبية إذا افترضنا السنة فيها (360) يوماً لتكن المعادلة:


360
(يوماً في السنة) × 3 (عدد السنوات التدريبية) × 5 (عدد الصلوات في اليوم)= (5400) صلاة.

و بالتالي شُرع الضرب بعد هذا الكم الهائل من التعليم و التدريب و الصبر في ذلك، على أن يكون حتى ضرباً ليس مبرحاً، و لا يعُبر عن غضب و انتقام، و فيه الإيلام غير المؤذي، و من هذا المنطلق نجد أننا مكابرين إذا استمررنا نجور على أبنائنا الطلاب بالعقاب البدني تحت هذا النص.

 2- حديث تعليق السوط، قال –صلى الله عليه و سلم-: "علقوا السوط حيث يراه أهل البيت"(حسن، السلسلة الصحيحة[3/ 431])، و يعني التلويح بالعقوبة و ذلك من وسائل التأديب الراقية، و لذلك جاء بيان السبب من تعليق السوط أو العصا في البيت في رواية أخرى: "علقوا السوط حيث يراه أهل البيت، فإنه لهم أدب" (حسن، السلسلة الصحيحة[3/ 432]).

و رؤية أداة العقاب معلقة يجعل أصحاب النوايا السيئة يرتدعون عن الأخطاء، و يكون زاجرا لأصحاب السلوكيات المقيتة عن الزيغ، باعثاً لهم على التأدب و التخلق بالأخلاق الفاضلة، قال المناوي- رحمه الله -[1]: (علقوا السوط حيث يراه أهل البيت) فيرتدعون عن ملابسة الرذائل خوفا لأن ينالهم منه نائل، قال ابن الأنباري: لم يرد به الضرب به لأنه لم يأمر بذلك أحد (و في هذا نظر سوف آتي عليه لاحقاً)، و إنما أراد لا ترفع أدبك.

و الضرب ليس هو الأصل أبداً، و لا يلجأ إليه إلا عند استنفاد الوسائل الأخرى للتأديب، أو الحمل على الطاعات الواجبة، كما فيقوله تعالى: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَ بِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَ اللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَ اهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَ اضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً ﴾ [النساء: 34]، و مثل الحديث السالف: "مروا أولادكم بالصلاة و هم أبناء سبع سنين، و اضربوهم عليها و هم أبناء عشر..."، أما استعمال الضرب دون الحاجة فإنه اعتداء، و روى مسلم في صحيحه عن فاطمة بنت قيس: (أن زوجها طلقها، فأمرها رسول الله أن تعتد في بيت ابن أم مكتوم، و قال: إذا حللت فآذنيني، قالت: فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان و أبا جهم خطباني، فقال رسول الله: فأما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه، و أما معاوية فصعلوك لا مال له، انكحي أسامة بن زيد، قالت: فكرهته، فقال: انكحي أسامة، فنكحته، فجعل الله فيه خيرا، و اغتبطت به) فانظر إلى ما كان يكرهه النبي –صلى الله عليه و سلم- من صفات الرجل لاسيما صفة أبي الجهم، و رسول الله لا ينطق عن الهوى، أما من يرى عدم استخدام الضرب مطلقاً فرأيه خاطئ يخالف النصوص الشرعية لاسيما في الحدود، و ما أوصى به الشرع الحنيف لتأديب المرأة، و تعليم الولد الصلاة أصل في ذلك، و لكنها على الترتيب كما ورد.

3- الحدود المقامة على أصحابها، و منها الجلد، و كلنا يعلم أن منها ما أنزله الوحي، و منها ما يكون تعزيراً، و كلها ليست في حق المربي أياً كان، و إن التزم البعض في ذلك فلا يزيد على ثلاث، و لا يجرح، و لا يضرب في الوجه، (قال ابن خلدون: و قد قال محمد بن أبي زيد في كتابه الذي ألفه في حكم المعلمين و المتعلمين: لا ينبغي لمؤدب الصبيان أن يزيد في ضربهم إذا احتاجوا إليه على ثلاثة أسواط شيئاً)[2].

 4- كثرت شكوى المعلمين في العقود الأخيرة من انخفاض مستوى ما يلقونه من تقدير و احترام، و من ثم تدني مستوى مكانتهم في نفوس طلابهم، و بالتالي تنخفض هيبة المدرسة أو المحضن التعليمي، و حين نبحث (بحياديه) في صميم هذا نجد أن للمعلم دور بارز في ذلك، فأنت ترى المعلم حين يتسم ببعض الصفات هي بلا شك باعثة جمهور المتربين على التمرد، و الفوضوية، و من ذلك ما ذكره الدكتور عبد الكريم بكار[3]: (تماسك شخصية المعلم و مدى سيطرته على انفعالاته. و من المعروف أن كثيراً من هيبة المعلم يمسي موضع تساؤل نتيجة كثرة ضحكه و سرعة غضبه و تدني مستوى اهتماماته).

1الموانع و التبعات:
1-
روى الترمذي و غيره عن أنس -رضي الله عنه- أنه قال: (خدمت النبي صلى الله عليه و آله عشر سني، فما ضربني، و لا سبني، و لا عبس في وجهي)، إن في هذه الحديث قمة البلاغة التربوية، و التي تنصت معها أسماع المربين النابغين، و لقد تجاوز المصطفى –صلى الله عليه و سلم-كل إشكاليات العقاب البدني و النفسي حتى أصبح مع فتاه الذي عاش معه عشر سنين يضرب أروع النماذج في التعامل، و إن من أراد أن يكون كذلك ما عليه سوى أن يُقرر ابتداءً ثم يخلق جميع الفرص للسير مع هذا المنهج الرفيع الذي لا يزيد المربي إلا قبولاً و رفعةً و سلامة من الإثم.

2- وجود البدائل التي تحول دون العقاب البدني، و من ذلك ما يُسمى بـ(التعزيز السلبي)، و الذي يقضي على السلوك السلبي من خلال فعل يؤمر به المتربي، أو يُمنع منه، و من أمثلة ذلك:
الحرمان الجزئي مما يستهويه المتربي و يُحبذه مما له علاقة بالسلوك كمن تأخر مع زملائه ليلاً فُيمنع من مسامرتهم ليلة قادمة، أو من تأخر في إحضار عملٍ ما فإنه يؤخر من الخروج للفسحة الدراسية، أو غير ذلك.

الهجر التربوي، و الذي نأخذ آدابه من فعل المصطفى -صلى الله عليه و سلم- مع الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك، فكان السبب عظيما، و لم تزد المدة عن خمسين يوماً، و لم يتعرضوا لأذى، و كان هجراً مؤلماً حتى لم يكد يُعرف في المصطفى –عليه الصلاة و السلام - أرد السلام أم لا؟ و لذا يتحرز المربي كثيراً في استخدام هذا العقاب و الأولى تركه مالم تقم الأسباب و المقتضيات لاستخدامه.

 3- كره الطالب للمحضن التعليمي، و اشتعال نار الحقد و الكره، و بناء حاجز بين الطالب و تحصيل الفائدة من المربي.

 4- اضطراب الشخصية لدى المتربي، و يجعله خائفاً وجلاً حتى و لو لم يُذنب.

 5- خنوع النفس و سهولة التبعية جراء التهديد، سواءً في مرحلته الحالية، أو في مستقبله، و هو ما نراه في بعض من هُتك عرضه فقد رجعت بعض الأسباب لأنه كان ضعيفاً في الشخصية ينهزم مباشرة حين يهدد.

 6- ضعف البنية الجسدية، و قد يتسبب في بقاء بعض الآثار البدنية و التي ربما تسبب تشوهاً في الأعضاء، بل إتلافها.

7- تعلق المربي بهذا العمل و إهمال الإبداع في القضاء على المشكلات، و إدارة المواقف و الأزمات.

رابط الموضوع: http://www.alukah.net/social/0/32410/#ixzz3w6BmSHEh

قراءة 1774 مرات آخر تعديل على الجمعة, 08 كانون2/يناير 2016 01:26

أضف تعليق


كود امني
تحديث