قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 06 كانون2/يناير 2016 08:23

العقاب البدني تحت المجهر 2/2

كتبه  الأستاذ سعيد بن محمد آل ثابت
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يقول الدكتور بكار معلقاً على ممارسة العقاب البدني[4]: (إن ضرب المعلم للطالب ينافي جوهر العلاقة التي ينبغي أن تقوم بينهما، و هي علاقة حب و احترام و تقدير و امتزاج روحي، و إن الأصل أن يمتلك المعلم القدرة المهنية التي تمكنه من تقويم اعوجاج الطلاب، و حملهم على القيام بواجباتهم دون اللجوء إلى الضرب أو التهديد بعقوبة جسدية قاسية. و علينا أن نعتبر كثرة لجوء المعلم إلى هذه الأمور دليلاً على نقص في كفاءته المهنية، و نقص في قدرته على إدارته للمشكلات و المعضلات، بل دليلاً على ضعف عام في شخصيته. و علينا أن نحكم مرة أخرى على المعلم الذي يعجز عن تصحيح مسار طلابه من غير اللجوء إلى الضرب أو الضغط النفسي بأنه قد قطع الطريق على إمكانية قيام علاقة حميمة بينه و بين كثير من طلابه، و أنه بسبب ذلك فقد الكثير من فاعلية أدائه التعليمي).

المرادفات و التطبيقات المشابهة:
سنورد بعضاً من الوسائل و الطرق التي تعود على الطالب بما يعود به العقاب البدني، و هو ما يُسمى بـ(العقاب النفسي)، و ربما أثره لا يزول كما يزول البدني أو أشد:
1-
التهكم و السخرية، و الاستهزاء بالذات، و ربما بالذوق، و ليعلم كل منا أن تسفيه الذات و تهميشها هو القنبلة الناسفة لإيجابية الشخص.

2- التشهير، و التوبيخ العلني، و من آثاره عدم بث روح الرجعة عن الخطأْ و الرجوع عن السلوك السيء، بل يُضيف عزماً و قوة أشد في المضي فيما هو عليه، إذ لسان حاله يقول: ماذا أستفيد من تعديل سلوكي، و قد عرف الجميع ذلك.

3- المقارنة بينه و بين أقرانه و إخوته، هذا يجعل الحسد و البغضاء و الأنانية و استنقاص الأصدقاء و المضي في الخطأ خلقاً دائماً في نفس الطالب أياً كان -إلا ما رحم الله-.

4- الرسائل السلبية (أياً كانت)، و التي توحي بعضها إلى جلد الذات، و احتقار الإنجاز، و ضعف الإرادة في التغيير، و طغيان السلبية.

إشارات:
1-
علينا دائماً أن نحكم على الخطأ من جهة عقلية و علمية، و هنا بعض المحددات:
يوجد العمر الزمني، و العمر الذكائي أو الذهني، و هناك البالغ و الطفل، و هناك الذكي و الأبله أو الغبي، و كل أولئك له طريقته و أسلوبه، و أنت معه لا بد لك من اختيار الطريقة و الأسلوب الأنفع، فمنهم من يحتاج التكرار و التأكيد، و منهم من لا يؤاخذ في الأصل، و منهم من يكون خطأه مقبولاً في مرحلته التي يمر بها كحب التملك عند الأطفال، و إظهار الذات عند البالغين، و هكذا.

فرق بين الخطأ المكرر و الخطأ الأول، و بين المكرر غير المقصود و بين الأول المقصود، و هناك أيضاً جوانب في الاعتبار كالنسيان، و الجوانب النفسية عند المخطئ[5].

مراعاة الحالة الاجتماعية، فربما كان المسؤول عن بيته، و ربما هو المدلل الوحيد، و ربما يكن يتيماً، و ربما كان يعاني من مرض مزمن، كمن منع أحدهم من الذهاب لدورة المياه لتكراره المستمر عليها، و قد انصدم كثيراً حين علم أنه مصاب بمرض السكر.

الخطأ المتعدي و الخطأ الفردي، و الخطأ المشاهد و غير المشاهد.

2- إن وجود محفزات و وسائل ترغيبية لدى المربي تزيد على وسائل المنع تخلق فرصاً كثيرة ليُحقق نصيباً هائلاً من العمل. و أذكر تجربة لي سابقة حين جعلت في قاعة الدرس جزءًا لألعاب الذكاء و المرح، و خصصت فترات لها أثناء الحصة الدراسية لمن يُحقق إنجازًا أو يأتي بالعمل المكلف به في الوقت المحدد و قد استفدت منها فائدة جمة في جوانب عدة منها خلق روح التنافس، و إقصاء جانب العقاب و التهديد، فكانت الدائرة تحيط بالترغيب و التحفيز، بل و أسهمت كثيرًا في اكتشاف مواهب و قدرات صاعدة من الطلاب قد حُكِم على بعضهم بالغباء و عدم القدرة على مواصلة الدراسة.

3- محاولة التدرب على كظم الغيظ، و ضبط النفس لاسيما في المواقف الحرجة، يقول الدكتور محمد الثويني[6]: (فالمربي بالذات يدرب نفسه على التعايش مع المواقف لتكون ردود فعله متلائمة مع ما يقتضيه الموقف، ففي كل الأمور هناك تدريب...لكن ليس هناك تدريب على الانفعالات. لذا من الممكن أن نجد شخصاً مؤهلاً لأن يخطط لدولة بينما يقف عاجزاً أمام انفعالاته فلا يستطيع أن يتحكم بها، فنحن لا نستطيع أن نتحكم بانفعالاتنا السريعة، و لكن بإمكاننا أن نوجهها عن طريق الوقاية و الخبرة، و التدريب... فقد تجد أن 10% من انفعالات المربي المبدع تكون انفعالات سريعة، و 10%تكون انفعالات متمالكة، و 80%من انفعالاته متزنة، و يكون ذلك عكس عامة الناس التي تكون 90% من انفعالاتهم سريعة).

4- إضافة جو الدعابة و المرح تسهم كثيراً في إزالة الأجواء المشحونة و الملتهبة، يقول الدكتور بكار[7]: (هناك دراسات و تجارب عديدة مر بها بعض المدرسين؛ تدل على إن إضفاء جو الدعابة و المرح و الطرفة على الجو التعليمي يعود بآثار إيجابية جدًّا على أمزجة الطلاب و على قابليتهم للتعلم و حبهم للمدرسة و الدراسة، و تفريج الكروب العصبية و النفسية، و زوال الفوارق الاجتماعية، بالإضافة إلى مساهمتها في تثبيت المعلومات، و تحبيب الطلاب في المواظبة).

5- إننا لا ننفي مساهمة العقاب البدني في علاج بعض الحالات السلوكية، و لكن حين يُقنن و يكون موجهاً لسلوك يحتاج العقاب بالفعل، و قد بذل المربي ما في وسعه الذهني و الزمني في البحث حول الحلول و الأفكار لتعديل هذا السلوك أو تهذيبه، و لكن ما نشاهده اليوم من ممارسات لهذا العلاج تجعلنا لا نؤمن بفعاليته أبدًا، و قد رأينا ما يندى الجبين له من مشاهد تفت الفؤاد، و أذكر أني في أحد المدارس (المرحلة المتوسطة) رأيت جل المعلمين إن لم يكونوا كلهم يحملون في أيديهم العصي، و لا أكاد أجد معلماً إلا و هو آخذ برفع عقيرته ليسكت هذا، و يجلس هذا، و من ثم يستمع بداية الحصة الدراسية للأسماء التي يمليها عليه (عريف الفصل) جراء الحركة التي أحدثوها في الخمس الدقائق (و هي بطبيعة الحال من حقوقهم المرتهنة)، فيُنزل بهم العقاب الشديد و الأليم، و ربما كان لخطئه هو فلربما كان متأخرًا عن الحصة أو غيرها، فأقول لا يشعر أحد أني أُنكر شرعية العقاب البدني، و فعاليته، و لكني هنا أدعو إلى ممارسة الترغيب و الثواب، و تصحيح الخطأ بالوسائل المتاحة حتى يُباح لنا أمام الله -عز و جل- العقاب فيما بعد.

و أخيراً؛ أقول إن من يهمه أمر التغيير و التأثير و الرقي بالطالب و المتربي، سيهمه أمر الثواب و العقاب، و هذا عنصر في مادة التربية لا ينفصل أبدًا، و هو بالتالي سيكون على درجة عالية من الاهتمام و الشعور بالطالب، و البحث عن الدوافع المعينة له في سير حياته، و من ثم يحرص كل الحرص على اجتناب كل ما يضر هذا المتربي، و ما قد يعرقل عجلة حياته بأسباب نفسية، أو صحية..


قد لا يروق مثل هذا الموضوع للبعض جهلا أو مكابرة كما رأينا بعض ردود الفعل في بعض اجتماعاتنا و منتدياتنا، و البعض الآخر يعتبرها خطوة جريئة و صعبة في نفس الوقت حين يقرر عدم استخدام العصا في التأديب، و يسره ما قد يجده من الطلاب من بكاء و عويل و استجداء لهذا المعلم المحترم ريثما يتنازل عن حقه الخاص الذي ربما كان هو السبب الأول في خوضه تجربة العقاب البدني.

دعوة لمربي الأجيال إلى التناغم و التفاهم مع المتربي النجيب، و خلق التصور الإيجابي المحمود تجاه كل متربي سواء ظهر السوء منه أو عدمه، و حينها سوف يبدو في ناظرنا أخاً و ابناً نصبر على خطئه، و نساعده في تصحيحه بعيدًا و بعيدًا ثم بعيداً عن العقاب البدني.


[1] "فيض القدير"، (4 /325)، للإمام عبد الرؤوف المناوي.

[2]نقلاً من "كتاب: نحو تربية إسلامية راشدة" (ص:96)، لـ: د/محمد موسى الشريف.

[3] "بناء الأجيال"، (ص: 148)، للدكتور عبدالكريم بكار.

[4] "بناء الأجيال "، (ص:174-175).

[5]للاستزادة انظر (الأساليب النبوية في التعامل مع أخطاء الناس) لمحمد صالح المنجد.

[6]باختصار "الأسرار التسعة في تربية الأبناء"، (ص:72-74)، للدكتور محمد فهد الثويني.

[7] "بناء الأجيال "، (ص:173-174) بتصرف.


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/social/0/32410/#ixzz3w6BmSHEh

قراءة 1776 مرات آخر تعديل على الجمعة, 08 كانون2/يناير 2016 01:26

أضف تعليق


كود امني
تحديث