قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الثلاثاء, 30 كانون2/يناير 2024 10:17

الصهيونية زمن الخلافة و السلطان عبد الحميد الثاني المُفترى عليه

كتبه  الأستاذ محمد شعبان صوان من فلسطين الشقيقة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

إن كتاب “دور السلطان عبد الحميد الثاني في تسهيل السيطرة الصهيونية على فلسطين” للدكتورة فدوى نصيرات من منشورات مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت 2014، هو ذروة ما تم تأليفه في الهجوم على السلطان و موقفه من الصهيونية، و هو مليء بالمعلومات غير الصحيحة، و التحليلات غير الدقيقة، و الازدواجية في الطرح، و تطويع الحقائق لتتلاءم مع نتائج مسبقة أعدت سلفًا في سبيل التوظيف السياسي و ليس الهدف العلمي الأكاديمي.

الافتراء والرد

و على كل حال ليس هذا هو مكان الرد عليه فقد أفردت لذلك دراسة خاصة (نظرات في كتاب دور السلطان عبد الحميد في تسهيل السيطرة الصهيونية على فلسطين) (1)، ما أريده هنا هو الاستشهاد باعترافاتها الكافية لتبرئة موقف متهمًا بعيدًا عن أي رد مطول عليها، فهي ترد على نفسها، و المهم أنه رغم تطرف الدكتورة في إدانة السلطان عبد الحميد فقد اضطرتها مواقفه الصلبة للاعتراف بما يلي:

“و نقول إن عبد الحميد كان عنده رغبة شديدة بحل كل مشاكل الدولة العثمانية المالية و رفع السيطرة الأوروبية على الدولة، لكن المحرم و حدود المحرم هو الذي وقف في طريق عبد الحميد، فهرتزل أراد التعهد و عبد الحميد أراد المال، و عبد الحميد لم يكن قادرًا على منح التعهد بشكل مباشر.

كان السبب الرئيسي لعدم توصل هرتزل إلى اتفاق مع الأتراك هو إصراره على الجمع بين المالية و مشاريع الاستيطان، و العثمانيون بدورهم فصلوا بين السندات المالية و الحصول على التعهد من أجل فلسطين، و عندما أصر هرتزل على التعهد أسقط السلطان أي ضمانة أو حتى الوصول إلى أي تفاهم مع الصهاينة في الأمور المالية.” ص 176.

الغريب أن الدكتورة تعترف أن سبب عدم التوصل إلى اتفاق صهيوني-عثماني هو رفض السلطان عرض هرتزل المالي مقابل الموافقة على الاستيطان. و لكن طرحها يدافع عن أنظمة عربية تستجدي الاتفاق مع الصهاينة و السبب الرئيس في فشل الاتفاق هذه المرة ليس صلابتنا في رفض الاستيطان بل رفض الصهاينة لطرح “الشرعية الدولية” رغم كونه يعترف بتسليم أكثر من ثلاثة أرباع فلسطين للاستيطان الذي تعترف به رسميًا هذه الأنظمة على اختلاف توجهاتها.

و تتابع الدكتورة فدوى نصيرات وصف موقف السلطان عبد الحميد في كتابها المكرس للهجوم عليه: “إن عبد الحميد مع تقدم المفاوضات و انكشافها أصبح يدرك أن هناك مشاعر إسلامية ضد المشروع تزداد قوة يومًا بعد يوم، فكان من نتيجة ذلك أن تناقصت رغبته في عقد الصفقة، و زاد حرصه على عدم إغضاب الرأي العام الإسلامي الذي كان السلطان قد بدأ يتزلف إليه ليستميله ضد أوروبا”. ص 176-177.

السلطان الدموي الأحمر

أين هو إذن استبداد السلطان الدموي الأحمر الذي يجاري بل يتزلف الرأي العام في أمته مقاومًا رغبته الشخصية بالاتفاق مع أعداء الأمة ؟ و أين هو من ديكتاتوريات التجزئة التي كانت حريصة على التزلف إلى الغرب و حضارته

و مقاومة الرأي العام في بلادهم بالقوة و القهر و الدم لإجباره على قبول رغبات القادة الشخصية في الخضوع و الخيانة و الاستسلام لأعداء الأمة؟

قالوا إن السلطان مستبد و هو يتزلف إلى أمته و يفضلها على دول أوروبا العظمى و يقف ضد رغباته الشخصية التي زعموا أنها تميل للتفاهم مع الصهاينة. و قالوا إن قادة التجزئة عظماء و هم يتزلفون إلى أوروبا و أمريكا و الصهيونية بتسليم فلسطين ضد رغبة أمتهم و يفرضون انحرافاتهم الشخصية على شعوبهم!

اعترافات د. فدوى

تكمل الدكتورة فدوى نصيرات اعترافاتها في أثناء هجومها على السلطان عبد الحميد و موقفه من هرتزل و الصهيونية: “إن عبد الحميد، المشهود له بالذكاء و المهارة الدبلوماسية في تسيير الأمور، لا يمكنه أن يتورط في عمل كهذا و بالصورة التي أرادها هرتزل، لكنه أبقى على شعرة معاوية بينه و بين هرتزل و ذلك لمحاولته التخلص من الدين العام و إنعاش البلاد اقتصاديًا بالأموال اليهودية. و في المقابل كان لا يستطيع أن يقدم شبرًا واحدًا من فلسطين فكان يريد الأخذ دون عطاء، إلا أن هرتزل لم يقم وزناً لأي عطاء من قبل السلطان خارج فلسطين.” ص 177.

هل من يريد مصلحة بلده عميل؟

رجل يفاوض عدوه ليأخذ منه ما ينعش بلاده الواسعة و المنهارة و لكن دون أن يتنازل له عن شبر واحد، ما هي بالضبط جريمته؟ و هل بيننا فعلاً أي اختلاف على موقف السلطان؟ و كيف يستحق الإدانة من لم يجرؤ على تقديم شبر واحد من فلسطين في الوقت الذي يستحق التبجيل من قدموا رسميًا و قانونيًا و دوليًا أكثر من ثلاثة أرباعها للصهاينة؟

 

و مما قالته الدكتورة فدوى نصيرات أيضًا أثناء هجومها الحاد على موقف السلطان عبد الحميد: “لم يكن غريبًا أن يرفض السلطان إغراءات الصهيونية المالية، و ليس غريبًا أن يرفض كل ما عُرض عليه من مال رغم حاجة الدولة إليها، لأن المقابل كان أرض فلسطين و هو مستحيل.” ص 180.

فإذا كان السلطان قد رفض كل ما عرض عليه من مال، فكيف يُتهم بعد ذلك بعدم الحسم؟ فما هو الحسم إذا لم يكن كذلك؟ أو يُتهم بأنه يسعى للحصول على المال اليهودي و هو يرفضه كله؟ أو يتهم بأنه غض النظر” عن تسلل الصهاينة؟ أليس في هذا الغض تنازل من غير مقابل في الوقت الذي يُعرض عليه ثمن كبير؟ و هل يقدم عاقل، فضلًا عن دبلوماسي مشهود له بالذكاء، باعتراف الدكتورة المحترمة، على عدم قبض الثمن الكبير المعروض عليه مقابل تنازلاته؟ و إذا كان هرتزل صاحب العرض يرفض الصفقة إلا وفقًا لشرطه و هو البيع الرسمي الفرماني، أليس من الأولى أن نُفسر التسلل بعوامل أخرى أكثر قبولًا من التنازل المجاني، كالهجرة غير الشرعية و الفساد الإداري و الضعف السياسي لدولة تلفظ أنفاسها الأخيرة و مع ذلك ترفض الاستسلام بصك رسمي؟

و إذا كنا نهاجم سلطانًا رفض كل ما عُرض عليه من مال و كانت فلسطين ثمنًا مستحيلًا لديه، فما بالنا نبجل حكامًا استسلموا رسميًا و قانونيًا، و مخازن أسلحتهم تعج بالمشتريات الفلكية و مع ذلك كانت فلسطين ثمنًا مقبولًا لمجموعة من المناصب الشكلية و الصدقات الدولية و التعويضات الزهيدة؟

خلاصة موقف دولة الخلافة من الصهيونية بلسان الأعداء

خلاصة موقف دولة الخلافة من الصهيونية كما اعترف به ذروة الأدبيات المعادية له:

  • رفض السلطان عبد الحميد التنازل عن شبر واحد من فلسطين.
  • رفض كل ما عرض عليه من أموال رغم حاجة دولته الماسة في زمن إفلاسها.
  • دخل السلطان في مفاوضات للحصول على المال دون تنازله عن شيء.
  • سبب موقف السلطان الذي اتهم بالاستبداد و الدموية، هو مراعاته بل تزلفه للرأي العام الإسلامي الذي كان يناهض المشروع الصهيوني (و مع ذلك يوصف حكمه بالفردية!)، و كانت بطانة السلطان العربية مثل عزت باشا العابد و أبي الهدي الصيادي (الذي صورته الدعاية بصورة سلبية جدًا كراسبوتين) هي السبب في تشجيع السلطان على هذا الموقف.
  • كان السلطان يتزلف لأمته ليستقوي بها ضد أوروبا و ليس العكس كما حدث في زمن التجزئة، فأين الذين يتزلفون للغرب اليوم على حساب أمتهم ثم يوصفون بالخلفاء الجدد؟
  • كان أقصى ما أُخذ على الموقف السلطاني غضه النظر عن تسلل اليهود إلى فلسطين و إصداره فرمانات جزئية في محاولة لاستجلاب المال اليهودي دون منحهم براءة رسمية تشوه منصب الخلافة. لكن هذه النظرية (أي غض النظر المتواطئ) لم تفسر لنا كيف يرفض السلطان منح فلسطين بصفتها ثمنًا مستحيلًا مقابل مال وفير، ثم تصبح الآن ثمنًا مقبولًا ما دامت في النهاية ستصبح لليهود؟

و كيف سيفسر ذلك لأمته وهو حريص على التزلف لرأيها العام ضد أوروبا، و كيف يرفض التنازل عن شبر بثمن كبير جدًا ثم يتنازل بهذه السهولة مقابل مبالغ مبهمة لم يتم تحديدها و لم يتم رصد أي اتصالات أو وعود بشأنها كما فعل هرتزل مثلًا.

و كيف يمنح هرتزل ميزة التسلل مع أن هرتزل نفسه كان ضدها و لا يريد سوى الترخيص الفرماني؟ و هل يصح في عملية التأريخ أن نربط ربطًا عشوائيًا و اعتمادًا على خيوط متخيلة بين أي تعامل مع مؤسسات أوروبية يمثلها شخصيات يهودية و بين تسلل اليهود إلى فلسطين دون أدنى دليل يربط وثائقيًا بين هذه الظواهر؟

و لم تنجح الخطة المتخيلة أصلًا لأن عملية التسلل نفسها كانت تواجه عقبات كثيرة ذكرها المؤرخون مما جعل عشرات الآلاف من المهاجرين يعودون أدراجهم و هو ما لا يتفق مع فكرة غض النظر أو التواطؤ الخفي التي تطلبت حشدًا من الأكاذيب و التحريفات و التأويلات التي تتجاوز المعلومات الموثقة (مما تم رصده في دراسة خاصة في كتاب السلطان والتاريخ).

في وقت نجد هناك تفسيرات أكثر نجاحًا لتسلل اليهود المحدود من فكرة التواطؤ و هي الفساد الإداري والهجرة غير الشرعية التي ما زالت إلى اليوم مشكلة في العالم رغم تطور وسائل التحكم و الاتصال، بالإضافة إلى الضعف السياسي الذي كانت تعاني منه الدولة العثمانية و هي تلفظ أنفاسها الأخيرة و مع ذلك ترفض الرشوة و الاستسلام بصك رسمي.

المهم بعد كل هذا، كيف يتم التطابق بين هذا الموقف الذي وقفته الخلافة زمن انهيارها فضلًا عن مواقفها في أزمان القوة و العزة و بين الموقف التركي الحالي في زمن زهوه؟ ثم ماذا كان موقف دولة التجزئة في أبهى صورها؟ و هل تفوقت على الموقف العثماني في أضعف حالاته و الذي لم يعجب أنصار الدولة الوطنية؟

الرابط :https://tipyan.com/zionism-in-khilafa-time/

قراءة 179 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 31 كانون2/يناير 2024 16:46

أضف تعليق


كود امني
تحديث