قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الثلاثاء, 19 آذار/مارس 2024 10:13

أهمية التاريخ عند المسلمين والصهاينة

كتبه  الأستاذ محمد الأمين مقراوي الوغليسي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

التاريخ كلمة تتردد على أسماعنا يوميًّا، و يتناقلها العامة و الخاصة من الناس، و تعقد لها الدول الندوات و الملتقيات، و تطبع فيها مئات الكتب و المنشورات، لكن المتأمل في درجة وعي أمتنا بأهمية التاريخ فإنه يجد نتائج مخالفة تمامًا، لدعوى أهمية التاريخ في حياتنا، فهل ندرك معنى التاريخ حقيقة، أم أن فهمنا لهذا العلم لا يزال سطحيًّا لدرجة ارتباطه في الوعي الجمعي للأمة بحوادث و تواريخ معينة تحفظ و تردد في مناسبات معينة لا أقل و لا أكثر، ترديدًا يابسًا يفتقد للوعي و لروح الأصالة و العمق في التناول و الطرح والاستفادة، و قد عرف أسلافنا أهمية التاريخ فأبدعوا في حركة التأليف و تركوا أثارًا ضخمة، وصل إلينا منها الكثير، برغم ما خسرناه في المحرقة العلمية ببغداد، عندما أحرق المغول ملايين الكتب، ثم المحرقة الثانية التي قام بها الصليبيون بعد سقوط الأندلس، و قد تركوا لنا أقوالًا ذهبية تشير إلى مدى اهتمامهم و وعيهم بشرفه و مكانته عندهم، يقول الصلاح الصفدي: «التاريخ للزمان مرآة، و تراجم العلماء للمشاركة و المشاهدة مرقاة، و أخبار الماضين لمن عانته الهموم ملهاة، و قد أفاد التاريخ حزمًا و عزمًا، و موعظة و علمًا، و همة تُذهب همًّا، و بيانًا يزيل وهنًا و وهمًا، و صبرًا يبعث التأسي بمن مضى، و احتشامًا يوجب الرضا بما خفى و جلا من القضاء. {وَ كُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ} [هود: ٠٢١] {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ} [يوسف: ١١١].

التاريخ ذاكرة الأمم:

التاريخ هو مرآة الأمم، على صفحاته ينعكس الماضي و يتجسد الحاضر، و منه يُستشرف المستقبل، التاريخ هو كل لحظة تركناها وراءنا، بحملها و مخاضها و نتاجها، التاريخ هو ذاكرة الأمم، و لا حاضر و لا مستقبل لأمة دون ذاكرة، و هذا ما تعيه الشعوب المتحضرة، التي توليه أهمية بالغة، و تعطيه مكانة مقدسة.

هذا العلم الشريف و الخطير إن أهملته أي أمة كانت النتيجة البوار الحضاري و فقدان ريادة الذات و العالم معًا، تقول الحكمة اليونانية: «لا يتصور على وجه الكرة وجود أمة تشعر بذاتها، تعرف نفسها قائمة بنفسها إلا إذا كانت حافظة لتاريخها، واعية لماضيها، متذكرة لأولوياتها و مبادئها، مقيدة لوقائعها مسلسلة لأنسابها، خازنة لآدابها مما لا يقوم به إلا علم التاريخ الذي هو الوصل بين الماضي و المستقبل، و الرابط بين الآنف و المستأنف».

 لقد شدني إلى هذا الموضوع ما يشاهد اليوم من اهتمام اليهود بتاريخهم اهتمامًا عجيبًا فريدًا في عصرنا الحالي، حتى أعطوه المكانة الأولى في منظومتهم للتربية في الكيان الصهيوني، و الدليل على ذلك أنهم يجعلون معدل مادة التاريخ الأعلى بين كل المواد، بل إن مُعامل التاريخ عندهم بلغ ثماني درجات، حيث يتقدم هذا المقياس العلمي على اللغة العبرية نفسها، كما يحرصون على أن يُدَرِّسَ أبناءَهم يهودٌ أبناء يهود، أبًا عن جد، و لا يشوب نسبهم عرق مدسوس، حيث يجرون تحقيقات دقيقة في حق كل أستاذ مرشح لتدريس هذه المادة؛ كل ذلك يدل على خطورة التاريخ و أهميته عندهم، و ما اهتم اليهود بشيء إلا لعلمهم أنه من ركائز الحياة، و من عصبها المحرك للبشرية، فهم يعلمون أن صناعة الصهيوني تبدأ من التاريخ و التاريخ فقط.

أما في المنطقة العربية عمومًا فإن التاريخ هو آخر ما يهتم به القائمون على المنظومات التربوية و التعليمية، و الدليل أن الكثير من المنظومات العربية مثلًا تخصص ساعة واحدة في الأسبوع لدراسة التاريخ، و إن عرجنا على محتوى ما يدرس في تلك الساعة أو الساعتين لوجدناه لا يخرج عن كونهإما مادة جافة يهرب منها الطلبة، و إما تاريخًا مسيسًا، و إما تاريخًا مزورًا كتبه أعداؤنا، و إما تاريخًا يحاول ربط الأجيال بجذور وثنية لا تنفع و لا تغني، بل ضررها أكبر على هوية الإنسان المسلم، فهي تربي في نفوس الناشئة التعصب للتراب و الوثن و الأصنام و صنميتها، مثل تدريس تاريخ الفراعنة، و النوميديين، و الآشوريين، و البابليين، و الفينيقيين؛ على أنهم امتدادنا و أصلنا الأصيل

أجيال بلا وعي .. تحتاج للتوعية:

إن إهمال المنظومات التربوية للتاريخ؛ أنتج لنا أجيالًا منقطعة عن ماضيها البعيد، معادية لعبقه الزكي، بل إن الأجيال الحالية غالبًا تجهل الكثير عن ماضيها المعاصر و القريب، ما جعلها تقع فريسة سهلة للدسائس المسمومة، التي تربط تخلف المسلمين بتمسكهم بالإسلام و العربية و الأصالة، خاصة أن الغرب حرص كل الحرص في الحقبة الاستعمارية الماضية، على صب كميات هائلة من الأكاذيب و الأيديولوجيات المصادمة لحقيقة المسلمين، و هو الأمر الذي تشربه الكثيرون من بني جلدتنا، و ضاعف تهميش التاريخ من ضعف المناعة الاجتماعية لديهم

بين التاريخي الواعي و اللحظاتي الضائع:

أدى الإهمال الواسع لعلم التاريخ إلى ظهور أجيال لحظاتية حاليّة تفهم ما يحدث أمامها آنيًّا فقط، ثم ما تلبث أن تنسى تلك اللحظات و الأحداث، خاصة مع كثرة الأحداث و تواليها السريع، هذا التهميش الآثم أنتج لنا أجيالًا لا ترى في التاريخ سوى مادة ثقيلة على النفوس، تدرس في آخر اليوم، و من أستاذ لا يفقه شيئًا مما يقول، بل يقرأ قراءة عمياء لما بين يديه من نصوص، هذا إن لم يجعل من حصة التاريخ مادة إملاء ممل و متعب، و لذلك نتواجه يوميًّا مع أجيال باردة أمام أحداث تاريخية غيرت مجرى العالم، و باردة حتى مع أحداث تقع و تغير مجرى الحياة و الجغرافيا، و هذا الأمر يثير الخوف في نفوس الكثير من المصلحين، إن استمر و تفاقم، فالعرب في جاهليتها لم تكن بهذه الصورة المأساوية، يقول المؤرخ المسلم ابن الأثير: «و قد كانت العرب على جهلها بالقلم و خطه، و الكتاب و ضبطه، تصرف إلى التاريخ جمل دواعيها، و تجعل لها أول حظ من مساعيها، فتستغنى بحفظ قلوبها عن حفظ مكتوبها و تعتاض برقم صدورها، و عن رقم سطورها، كل ذلك عناية منها بأخبار أوائلها و أيام فضائلها، و هل الإنسان إلا ما أسسه ذكره و بناه؟ و هل البقاء لصورة لحمه و دمه لولا بقاء معناه».

آن لنا أن نهتم بالتاريخ:

إنه من الحري بنا جميعًا أن نشيع الوعي بأهمية التاريخ في حياتنا، و أن نطالب بإعادة الاعتبار لتاريخ أمتنا العظيم الشامخ في سماء البشرية، و لن يكون لأية محاولة أية أهمية، ما لم يتم يُهتم به في المدارس، و تنشئة الأجيال على الاهتمام بتاريخنا و احترامه و التنقيب فيه و الاستفادة منه

 استغلال الوسائل الحديثة لخدمة تاريخنا:

و من المهم بمكان الاهتمام بتدريس التاريخ عن طريق الفيديو و الصور و الأفلام التاريخية، الموثقة توثيقًا صحيحًا المشهود لها بالصحة، فإن للصوت و الصورة أثرًا واضحًا في التأثير على النفوس و تحريكها؛ حتى نخرج من الطريقة الجافة الجامدة في تدريس التاريخ.

حين يتغنى ابن القيم بالتاريخ:

إن من أسباب تخلفنا إهمال التاريخ و محاربته بالتهميش و الاحتقار، فمن هذا الباب خرجنا من الحضارة و منه سنعود إن أردنا، و اسمع لقول ابن القيم إذ يتحدث عن التاريخ و كأنه يعيش بيننا إذ يقول: «التاريخ من أعظم العلوم أدبًا و أعذبها منبعًا، و أهناها مشربًا، و أنورها مطلعًا و أحلاها في القلوب موقعًا لم تزل محاسنه تروق، و فوائده تفوق، و فرائده تشوق، به تعرف أخبار من سلف من العرب و العجم، و أحاديث ذوي المراتب و الهمم، تستفاد منه محاسن الأعيان و تفهم مواقف الشجعان، و مقاتل الفرسان و أوقات مواليدهم و مدد أعمالهم، و مواضع منازلهم، و معاهد ديارهم، و سيرة الكرماء في كل وقت و من اختص بفيض هباته بالهيبة و غيره بالمقت».

فإن أرادت الأمة أن تكون رائدة في الحياة، فيجب أن تهتم بتاريخها الاهتمام اللائق و الواعي، فإنه لا مستقبل لأمة لا تحترم تاريخها، فالمستقبل تصنعه الأمم التي تحترم تاريخها و ترعاه حق الرعاية.

الرابط : https://www.albayan.co.uk/MGZarticle2.aspx?id=4376

قراءة 139 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 20 آذار/مارس 2024 09:49

أضف تعليق


كود امني
تحديث