قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 07 أيار 2015 06:53

فلسطين بين الوعود البلفورية ووعود رب البرية

كتبه  الأستاذ أيمن شعبان
قيم الموضوع
(0 أصوات)

مما لا شك فيه أن هذا الوعد -وعد بلفور- نقطة سوداء و خنجر مسموم في قلب الأمتين الإسلامية و العربية، و خيانة عظمى و دسيسة كبرى، ارتكبتها بريطانيا بحق جميع العرب و المسلمين لا سيما الفلسطينيين، و الذي جاء تثمينًا و تتويجًا لليهود، لمكرهم و خداعهم و دورهم بإضعاف ألمانيا و تغلب الحلفاء في الحرب العالمية الأولى.

كثير من العرب و المسلمين يظنون أن بداية الحقبة المظلمة في أرضنا الحبيبة فلسطين، و إقامة كيان سرطاني إحلالي هجين، و الاستيلاء على مقدساتنا و قرانا منذ سنين؛ مرتبط بالوعد المشؤوم و النص المعلوم، المسمى "وعد بلفور" الذي مَنَحَ بموجبه من لا يملك الأرض لمن لا يستحق، في الثاني من نوفمبر عام 1917، حيث وعد وزير خارجية بريطانيا آنذاك (آرثر بلفور) اليهودبإقامة وطن قومي لهم في فلسطين.



على الرغم من أن وعد بلفور عالق بأذهان كثير من المسلمين لشهرته و صيتِه الواسع، و اعتباره انعطافة حرجة بتاريخ فلسطين، إذ هو نواة تكوين الدولة اليهودية و السيطرة تدريجيًا على معظم الأراضي الفلسطينية في شتى المجالات؛ إلا أنه  مؤامرات عديدة و وعود مختلفة و مكر مستمر و تربص دائم، لتجميع اليهود في أرضنا المباركة قبل ذلك التاريخ، {وَ لَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} [البقرة من الآية:217].

فكرة إقامة وطن قومي لليهود لم تنطلق أو تتزامن مع هذا الوعد المشؤوم، إنما لها جذور تاريخية و اليهود لهم صولات و جولات، مستندين و ملتجئين لأي قوة تحقق لهم مكاسبهم و مصالحهم، ناهيك عن المصالح المرجوة و المكاسب المتبادلة لتلك القوى، و التي تستثمر مكر و خداع و دسائس اليهود في أماكن تواجدهم، فلم يجد الغزاة و المحتلون أنفع لهم من اليهود لتمزيق الأمة الإسلامية و تفتيت وحدتها، ثم الانقضاض عليهم و الانفراد بكل منهم على حدة، و هذا ما يحصل.

هنالك وعود بلفورية قبل ذلك، فأول شخصية أوربية غير يهودية تطالب بإقامة وطن لليهود في فلسطين هو نابليون بونابرت عام 1799م، حيث دعا يهود الشرق إلى العودة، و هو أول غاز لبلاد المشرق في العصر الحديث، و يتلخص وعده بأن: "تقدم فرنسا فلسطين لليهود و تدعوكم لا للاستيلاء على إرثِكم، بل لأخذ ما تم فتحه و الاحتفاظ به بضمانها و تأييدها ضد كل الدخلاء"، و قبل ذلك قديمًا عودة اليهود المسبيين إلى بابل بعد سماح الملك الفارسي كورش المنتصر على البابليين بالعودة إلى فلسطين، و الذي يطلق عليه وعد (كورش) -هتسهارات كورش-.

بغض النظر عن جدية نابليون و تكتيكه و مدى الاستفادة من تواجد اليهود في فلسطين و خدمة مخططاته و انعدام وجود تنظيم يهودي، إلا أن قسمًا من اليهود اعتمدوا على ذلك و بدأوا بترتيب أوراقهم، و ارتكزوا على هذا الوعد، ليتحقق لهم وطنهم المزعوم بعد 250 عامًا، و كان هذا الوعد بمثابة حجر الأساس و النواة لفكرة الحركة الصهوينية و المؤتمر الصهيوني المنعقد عام 1899 بقيادة سيىء الصيت (ثيودور هرتزل).

و من تلك الوعود أيضًا خطاب (دون إيلونبرج) باسم حكومة قيصر ألمانيا إلى هرتزل في سبتمبر 1898م، و كذلك وعد وزير الداخلية الروسي المعادي لليهود (فون بليفيه) عندما قابله (هرتزل) بتفويض من المؤتمر الصهيوني الخامس عام 1901م، ثم تبع ذلك المواقف الأمريكية في ترسيخ دعائم تلك الوعود، و تحويلها لإستراتيجيات يتم تنفيذها وفق أجندة و مخططات تآمرية تصب في خدمة الغزاة الطامعين في أرضنا العربية.

و قبل وعد بلفور كان هنالك وعد فرنسي بتاريخ 4 حزيران عام 1917 من خلال جول كامبون الكاتب العام الوكيل لوزارة الخارجية الفرنسية آنذاك، و مما جاء فيه: "إنك تقدر أنه إذا سمحت الظروف و تحقق استقلال الأماكن المقدسة، فإنه سيكون من الإنصاف إذا ساهمنا من خلال حماية دول الحلفاء، في إحياء الجنسية اليهودية على أرضها حيث الشعب الإسرائيلي كان قد طرد منذ قرون عديدة خلت" [1].

إن الحضارة الغربية لعبت دورًا بارزًا وكبيرًا في فكرة تجميع اليهود بمكان واحد و وطن ثابت، بعد أن اكتشفوا عن تجربة و معايشة حقيقة عقيدة اليهود و فسادهم و سلوكياتهم المنحرفة، و خداعهم و مكرهم و أكاذيبهم، و حقدهم و دسائسهم و مؤامراتهم، و شرهم المستطير و خبثهم المستقاة من تعاليم تلمودهم، فكانت أولى فوائد تجميعهم في فلسطين، التخلص من تلك الطباع و الأخلاق السيئة في المجتمعات الأوربية.

يقول مارتن لوثر في كتابه (نفاق اليهود): "التوراة تصورهم تصويرًا رائعًا و هم يمارسون من الوثنيات أقبحها، و من النزعات الشاردة أوغلها في الشر، و قلوبهم غلف، و كان اليهود يحاولون مرضاة الله بقتل الأنبياء و يدعون أنهم خدام الله، و كتب ذلك كله تحت عنوان: (اليهود منافقون سفاحو دم)، فقال: "و هم على الحقيقة المنافقون سفاحو الدم بلا مراء، و لم يكتفوا بتحريف التوراة و تزييف كلامها من أولها إلى آخرها، بل أضافوا إلى ذلك تفاسيرهم المضلة" [2].

المصلحة الثانية تكمن في أن الصهيونية النصرانية تعتقد أن مجيء المخلص لهم المسيح عليه السلام، يسبقه إقامة دولة لليهود في فلسطين، تكون القدسعاصمة لها، و الهيكل رمزًا لهم و لا بد من بنائه على أنقاض المسجد الأقصى، فلا بد من الإسراع بطلب مجيء المسيح، المرتبط بالإسراع بإقامة الدولة اليهودية بفلسطين!

المنفعة الثالثة لدول الغرب من إنشاء هذا الكيان السرطاني في قلب الأمة الإسلامية، إضعاف الأمة و تفتيت وحدتها، و الاستفادة من الولاء اليهودي الصهيوني للغرب باعتبارها قوة ضاربة، بالإضافة كونهم حارسًا لمصالحهم في المنطقة و تقوية لاقتصادهم.

لم يتمكن اليهود عبر التاريخ من تكوين كيان مستقل و دولة تجمعهم، إلا باستعطاف دول و أمبراطوريات قوية، و طلب العون منهم و الدفاع عنهم و عن حقوقهم الضائعة المزعومة، و هذا كله مبني على مصالح مشتركة مع تلك القوى، و ما تلك الوعود و التطمينات بإنشاء كيانهم المستقل لبرهان واضح.

يقول ربنا عز وجل بحق اليهود: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَ حَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ} [آل عمران:112]، "و هو خاص باليهود لا محالة، و معنى ضرب الذلّة اتَّصالها بهم و إحاطتها، و المعنى لا يسلمون من الذلّة إلاّ إذا تلبَّسُوا بعهد من الله، أي ذمّة الإسلام، أو إذا استنصروا بقبائل أولى بأس شديد، و أمّا هم في أنفسهم فلا نصر لهم" (تفسير ابن عاشور).

و هذا فعلا الذي حصل إذ منحت الأمبراطورية البريطانية اليهود أرض فلسطين على طبق من ذهب، حيث كانت الدولة المنتصرة و المتغلبة أبان الحرب العالمية الأولى مع حليفاتها فرنسا و روسيا، لكن مع تقادم الزمن تتغير موازين القوى فتبرز بعضها على الأخرى، و تتراجع غيرها بعد تقدمها، فترتمي الدولة اليهودية و تتوغل بأحضان القوى ذات التقدم و الظهور و السيطرة، كما هو الحال في التأثير الكبير للقرار الأمريكي من قبل اليهود.

فلسطين ضاعت يوم ضاعت عقيدة *** و بات فساد الحال أقبح مقتنى


دولة الكيان اليهودي حاليا قلقة و تحاول إيجاد بديل عن أميركا، و يفضل أن يكون قريب جغرافيا، لأن الولايات المتحدة في طريقها للانهيار و التلاشي نتيجة الظلمالذي فاق كل التصورات، لضرورة وجود تطمينات و وعود من دولة أو أمبراطورية، أو تكتل عالمي يحمي مصالحهم و يدافع عنهم، لكن السؤال هنا من الذي يحمي مصالح العرب و المسلمين و يعيد لهم مجدهم؟ و من يمنح الوعد الذي ترجع فيه المقدسات لأهلها و الأراضي لأصحابها الشرعيين؟!

نقول و بالله نستعين، العاقبة للمتقين طال الزمان أو قصر، و نحن نستلهم وعودنا و قوتنا من ذي العرش المجيد الفعال لما يريد، بعيدًا عن المقاييس المادية و الحسابات البشرية، لأنها مهما عَظُمت و كبرت و انتفشت فمآلها إلى زوال، لأن الباطل متغير متلون لجلج، و الحق ثابت قوي أبلج، فهل نعي هذه الحقيقة و ما ضربه الله عز و جل لنا من مثل عجيب بين الحق و الباطل حيث يقول جل في علاه: {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَ مِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَ الْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَ أَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ} [الرعد:17].

و الحق غالب منتصر متفوق و لو بعد حين {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} [الأنبياء:18]، و وعد الله عز و جل مُنجزٌ إذا ما حققنا مقدماته و أسبابه كما أراد الله عز و جل منا {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَ مَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور:55].

قال أبو العالية في هذه الآية: "مكث النبيصلى الله عليه و سلم بمكة بعد الوحي عشر سنين مع أصحابه، و أمروا بالصبر على أذى الكفار، و كانوا يُصْبِحُونَ و يُمْسُونَ خائفين، ثم أمروا بالهجرة إلى المدينة، و أمروا بالقتال و هم على خوفهم لا يفارق أحد منهم سلاحه، فقال رجل منهم: (ما يأتي علينا يوم نأمن فيه و نضع السلاح؟) فأنزل الله هذه الآية" (تفسير البغوي).

اليهود تمكنوا من أرضنا بحبل من الناس، و لضعفنا و تشرذمنا و ذنوبنا و هواننا، و لن تُسترد إلا بالاعتصام بحبل الله عز و جل، و التمسك بكتابه و اقتفاء سنة نبيه عليه الصلاة و السلام، و سلوك أسباب النصر و العزة و التمكين، و أغلاها و أنفسها تحقيق التوحيدلرب العبيد، و غرس عقيدة الولاء و البراء في جميع الأجيال: {وَ لَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [الأنبياء:105].

و إن كان المراد أرضاً من الدنيا، أي مَصيرَها بيدِ عباد الله الصالحين كانت هذه الآية مسوقة لوعد المؤمنين بميراث الأرض، التي لَقُوا فيها الأذَى، و هي أرض مكة و ما حولها، فتكون بشارة بصلاح حالهم في الدنيا بعد بشارتهم بحسن مآلهم في الآخرة (تفسير ابن عاشور).

لست أبكي ترابها و مُرُوجاً *** نَضَبت أو حِجَارة صَمّاء!
إنما أندبُ العقيدةتذوي *** في نفوسٍ تعيسة و الإباءَ
ما هجرنا ديارنا غير أنّا *** قد هجرنا العقيدة السمحاءَ
لفظتنا الديار إذ ذاك لفظاً *** و أحالت كرامنا غرباءَ
قُلُلٌ أمسِ! ما عهدناكِ إلا *** شَامخاتٍ تُعانقُ الجوزاءَ[3]


و قد وعدنا عليه الصلاة و السلام بوعد الله عز و جل حيث قال: «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود. فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهود من وراء الحجر و الشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم! يا عبد الله! هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد، فإنه من شجر اليهود» (رواه مسلم).

فهذه بشارة نبوية و وعد بالغلبة آخر الزمان، و الانتصار على اليهود و استرداد أرضنا الحبيبة المغتصبة فلسطين، لكن متى؟! عندما نستسلم لله عز و جل و نخضع و نحقق معنى العبودية «يا مسلم يا عبد الله» فهذه هي الحقيقة و هذا هو الوعد الرباني {وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} [النساءمن الآية:122]، {إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَ لَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [يونس من الآية:55].


إن القلبليتشقق و يتفطر حزنًا و كمدًا و أسى من حال المسلمين اليوم، حتى اختُزلت القضية من كونها إسلامية إلى قومية! ثم بعد ذلك تحولت إلى قضية تخص دول الطوق! ثم بعدها إلى قضية فلسطينية! و أخيرًا أصبحت فلسطينية-فلسطيينة، و صراع واضح، حتى ضاعت القضية بين حيص بيص، و اختلطت الأمور و الأنكى من ذلك و الأمرّ أن يظهر لنا بعض مدعي العروبة بل والإسلام و يصرحوا و يناقشوا قضايا بدهية و أساسية في صراعنا مع اليهود، كأن يستفهم لمن الحق في تلك الأرض؟! و من سكنها أولاً؟!

و شبه ليس لها أول و لا آخر، و هذا يذكرنا بمقولة المؤرخ البريطاني أرنولدج توينبي في مقدمة كتابه تهويد فلسطين: "من أشد المعالم غرابة في النزاع حول فلسطين هو أن تنشأ الضرورة للتدليل على حجة العرب و دعواهم".

عندما ضاعت العقيدة الصحيحة الراسخة، و انعدم التوحيد و النهج السديد، انحرفت البوصلة و اضطربت المفاهيم، حتى أضحى بعضهم يقول: "إن صراعنا ليس ديني"! و آخر يدندن حول: "الثوابت الوطنية"! و ثالث يريد التحاكم للشرعية الدولية و النظام العالمي! و هلم جرا، و ما أجمل قول مفتي القدس الشيخ أمين الحسيني رحمه الله: "عودوا إلى الله تعودوا إلى فلسطين".
 

أنا مؤمن أن اليهود و إن طغوا *** ستؤول دولتهم إلى أيدينا
و الله لن يحظو بنوم هانئ *** ما دام عرق الدين ينبض فينا
إسلامنا لا يقبل استسلامنا *** اسأل به كسرى وقسطنطينا
و اسأل عماد الدين عن حصن الرُّها *** و اسأل صلاح الدين عن حطينا
لا نصر إلا بالتضامن مبدأً *** صدقا و إلا بالحنيفة دينا[4]


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]
التصريحات الفرنسية الموالية للصهونية( 1917-1918)، الدكتور أبو القاسم سعد الله، الجامعة الجزائرية.
[2]
قراءة و تحليل لكتاب "نفاق اليهود "، عيسى القدومي.
[3]
ديوان "الأرض المباركة"، الدكتور عدنان علي رضا النحوي، ص125.
[4]
تذكير النفسبحديث القدس:3/334.

http://ar.islamway.net/article/47514

قراءة 1506 مرات آخر تعديل على الخميس, 09 تموز/يوليو 2015 17:19

أضف تعليق


كود امني
تحديث