قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 11 حزيران/يونيو 2023 03:37

"نرى تجاعيد المرآة و نضارة أرواحنا"

كتبه  الأستاذ ماهر باكير دلاش من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

بين شخوصنا و شخصياتنا نرى تجاعيد المرآة و نضارة أرواحنا، أليس الصورة الخيالية غير الواقعية هي في الحقيقة نتاج عقل نائم يوجد في الحاضر و لا يوجد فيه، و يقيم منطقه على عاطفة المرء و مشاعره، و من ثم يرى نفسه في مركز العالم، و يعمل تحت سيطرة تامة من اللاوعي؟!

ثمّة قيمة مهمّة نغفلها في أحيانٍ كثيرة في علاقاتنا التي نرتبط بها بشخصياتنا وعلاقات نرتبط بها بشخوصنا، فالشخوص تحدد العلاقات المادية و هي علاقات سريعة الانتهاء، أما الشخصيات فهي صقل لطبيعة الروح و أساس العلاقات الروحية و الروحانية التي تحدد مسار تلك العلاقات الإنسانية، و ليس من باب الاعتياد أو من باب أفضل الموجود، و هي اقتناعنا بالطرف الآخر.
أن ننظر في انعكاس وجوهنا في المرآة و لا نرى تجاعيد المرآة و نرى نضارة أرواحنا، أن نفهم لماذا نحبّ و لماذا نكره، لماذا يستحقّ هذا الآخر أيّ شيء نقدّمه في سبيله، أن نكون على قناعة بأنه يستحقّ المشاعر الّتي تكبر فينا كلّ يوم بعد أوّل شعور لم يكن تمامًا من اختيار عقولنا.. أن نكون معه قادرين على إعادة الكرّة مرّات و مرّات، فنختار هذا دون سواه، الوعي للجميل فيمن نحبّهم، للتّفاصيل الّتي تجعلهم ما هم عليه، للقبح الّذين يجاهدون للتّخلّص منه، لما يقدّمونه في سبيل ضمان وجودنا في حياتهم.

بين الحب السامي و الحب الراقي شعرة واحدة.. فإن وصل الحب الراقي إلى السمو، تحول إلى وداد و يتشكل في سلوك إنساني فطري "مودة".
قد يلوذ المرء من ضيق نفسه بسعة حرف ملتو على نفسه يأتيه بعد انتظار...متى سيأتي ذلك الحرف ليتفتح كالوردة من حرف داخله مشاعر؟!
لكي يبقى الجميل في عينيك جميلاً، و يستمر الوداد لا تقترب كثيراً.. البعض أجمل من بعيد، فحافظ على المسافة بينك و بينهم.. لقد علمتنا الكتابة أن نترك مسافة بين الكلمة و الكلمة لكي يفهم الآخرون ما نكتب.. و علمتنا حركة المرور أن نترك مسافة أيضاً بيننا و بين السيارة التي أمامنا؛ حتى لا نصطدم بها.. و كذلك علمتنا حركة الحياة أن نترك مسافة بيننا و بين الآخرين؛ حتى لا نصطدم بهم، أو نتصادم معهم.
يقول شوبنهاور في قصة رمزية من باب إيصال الفكرة و الاسقاط على الواقع "إن مجموعة من القنافذ اقتربت من بعضها في إحدى ليالي الشتاء المتجمدة طلباً للدفء، و هرباً من الجو الجليدي شديد البرودة، لكنها لاحظت أنها كلما اقتربت من بعضها أكثر، كلما شعرت بوخز الأشواك التي تحيط بأجسادها، مما يسبب لها المزيد من الألم.. و أنها كلما ابتعدت عن بعضها البعض شعرت بالبرودة و تجمدت أطرافها، و بحاجتها للدفء في أحضان أصدقائها! بقوا على هذه الحال بين ألم الاقتراب، و هجير الانفصال؛ الى أن توصلوا الى المسافة المناسبة التي تقيهم من برودة الجو الجليدي و تضمن لهم أقل درجة من ألم وخز أشواك الأقارب!!"
كل منا له عيوبه عيوبه و أشواكه الخاصة التي قد لا تظهر و لا نشعر بآلام وخزاتها إلا عندما نكون على مسافة غير مناسبة.. البعض يعتقد أنه كلما ازداد قرباً من الآخرين فإن هذا سيشعرهم بالسعادة، و هذا ليس صحيحاً على الدوام، فحتى الاهتمام الزائد قد يفقد معناه و حميميته و يتحول الى اختناق يشعر معه الآخرون بالضجر و التململ الذي قد يتحول الى نفور و كراهية.. فلكل إنسان خصوصيته و حدوده التي يحرص على أن يحترمها الآخرون مهما كان.. بل ربما تكون علاقاتك الانسانية أجمل و أكثر قدرة على النمو و الازدهار إن تركت لها المسافة الكافية للنمو؟!
وجدتُ الكتابة بلسماً... جنّبتني خيبات أمل من لا يحالفهم الحظ، إذ طالما كانت موضع سرّي و جليستي المفضلة.. أجل لنبتسم من قلوبنا و ننسى الماضي... فالمستقبل كلّه ينتظرنا... و الحبّ كفيل أن يلأم كل الجراح...بت عاشقاً من غير سبب سوى أن خيالي هيأ لي صورة جميلة، صورة فخمة لقصة حب أسطورية ذات أبعاد ثنائية  و ربما ثلاثية.. و كلما جمعت المزيد عنها كلما اعتقدت أني اعرفها أكثر!!
كنت اصغر من أدرك أن خيطاً رفيعاً يفصل بين الكراهية و الحب و أننا أثناء الحب نتأرجح فوق ذاك الخيط بلا تحديد.. أحيانا هنا و أحيانا هناك قبل أن نستقر على جانب و لا نستقر!!
ما كنت اعلم في ذاك الوقت أن الإنسان في عمق العمق ليس حراً.. فهناك الحب و هناك الحرب و هناك المرض و الشيخوخة و هناك الحوادث  و الصدفة.. و هناك الموت.. أمور ننكرها و نحن صغار لفجاجتنا ثم ندرك أن الأقدار تكسرنا و لا تتكسر!!
لا تقلق إن بادلك الآخرون الحب أم لا.. إن تجاوبوا معك أم لم يتجاوبوا... بل كن سخيًا معطاء بحبك.. كنهر متدفق.. و سيأتي الفرح مهرولا إليك... الفرح يتبع الحب تلقائيًا و هذا هو جمال الحب و روعته، فابحث عن نضارة الروح حتى لو كانت المرآة مهشمة... إنه لا يعتمد على استجابة الآخرين، بل يعتمد عليك بالكامل...

قراءة 275 مرات آخر تعديل على الأحد, 11 حزيران/يونيو 2023 07:22

أضف تعليق


كود امني
تحديث