كلمة تعتبر وصفا في بلاد الشام للرجل كبير السن، ولكنها احيانا تطلق على ذي الفطنة والحكمة والفراسة حتى لو كان طفلا صغيرا..
كان والدي ختيارا منذ صغره.. كنت اسمع الناس ينادونه بهذا اللقب منذ نعومة اظفاري، واستمر هذا اللقب معه حتى اعتادت اذني على سماعه حين كبرت.. وبالرغم انه قد آثر المكوث بجوار ربه منذ سنوات، الا ان الناس الى الان يقولون لي "الله يرحم الختيار".. ولا زلت ادعو له بنفس لقبه " رحمك الله ايها الختيار، واسكنك فسيح جناته"..
قال لي الختيار يوما وانا طفل صغير: يا ولدي لا تأبه بالظلام ولا تخافه.. ولا تصدق وجود الأشباح ولا تخافهم.. فالموتى لن يعودوا.. والظلام سينقشع.. وعليك أن تخاف ضوء الشمس.. فالأحياء يطعنونك في وضح النهار.. يسرقون حلمك، ويدمرون نفسيتك..
يا ولدي: قدس نفسك ولو للحظات.. ولا تكن فرصة ثانية ولا خطة احتياطية.. كن انت فقط، ولا تكترث لأحد.. ولا تسمــحَ لنفســك ولــو لمــرةٍ واحــدة فــي حياتــك أن تكــونَ مُجــردَ رجــل يضــافُ إلــى قائِمَــةِ أحــد..
يا ولدي: ان نظر لك أحدهم بعين فانظر له باثنتين.. واحذر أنَ تُسْرَقَ في وضح النهار.. فاللص يسرق ليلا ليأكل، وأما لص النهار فيسرق نهارا ليقتل.. يقتل كل جميل في حياة الآخرين..
يا ولدي: لا تروي مــعاناتك لأشخاص لا يُقدرون مشاعرك، فلن تستفيد منهم إلا دمار نفسيتك..
فكر كثيراً.. واستنتج طويلا.. وتحدث قليلا.. ولا تهمل كل ما تسمعه!! فمن المؤكد أنك ستحتاجه في المستقبل
ممارسة بعض الأمور الجنونية في حالة الألم القصوى تشعرنا بأننا نعيش حالة من السعادة حتى لو كانت وهمية...!!
"ستظل تنظر في وجوه خاذليك، محدقا في أعينهم!!عندها ستصبح شاعرا لتكتب قصيدة يصحبها نوع مؤذٍ من الضجيج، يصنعه الشاعر.."
في كثير من الأحيان أشعر بحالة من الاختناق.. قلمي يعجز عن ترتيب الحروف.. الكلمات تستعصي على لساني.. وتبقى الكلمة الوحيدة المعبرة " يا رب".
قال الختيار يوما!!