هل القناعات تتغير مع تقدم السن و تراكم التجارب و الخبرات ؟
طبعا....و هذا لمسته شخصيا، هناك مجموعة ثوابت ترافقنا إلي القبر و صنف آخر من الحقائق و القناعات تتغير و تتطور و تنحسر أحيانا و هكذا هي مدرسة الحياة. فالبقاء متشبثين بما نعتقدة صحيح فيه قدر من العناد و أي كانت المبررات الإنسان كائن متعلم، يتقدم إلي الأمام و ليس إلي الخلف و رؤاه تتأثر بنوعية الإبتلاءات التي أبتلي بها. فما نفكر فيه و نحن في العشرين من العمر ليس ما نعتقده و نحن علي أعتاب الأربعين.
كثيرة هي المحطات التي قررت مسيرتنا و كثيرة هي القرارات التي هيأتنا لنكون ما نحن عليه و كثيرة هي الخيارات التي أقدمنا عليها و ندمنا علي بعضها. في المحصلة نحن إجتهدنا بحسن فهمنا و إستيعابنا للواقع كما هو.
يبدو غير معقول إصرار البعض علي نفي أي تغيير و الثبات حيث لا ينفع ذلك. الظروف متغيرة و المزاج أيضا و المعيب الجمود و عدم التفاعل مع المتغيرات و كل ما يطرأ من جديد في دنيا الفناء هذه.
نحن لا نغير جلدنا أو نخون أنفسنا إن غيرنا أراءنا في مساءل معينة، هذا و المواقف تنبني علي صحتها و ليس علي مدي ثبوتها،لا شيء يبقي كما هو و المرونة ليست تنازل بل تصحيح أو لنقل إعادة النظر. فأي كانت فلسفتنا في الحياة، نحن نتعلم يوم بيوم و ساعة بساعة، و ما يحتمل الصواب اليوم غدا ينقلب إلي خطأ، فهل لدينا الشجاعة في الإعتراف بالخطأ ؟
هل نقبل بالرأي الآخر لنؤيده ؟ هل نحن مستعدين لمناقشة أي قضية دون أحكام مسبقة ؟ نعم إن كنا نتمتع بقدر كبير من السماحة و الشجاعة الأخلاقية و روح المسؤولية.