"طلبت من إبني عدم إبداء فرحته بنجاحه مراعاة لشعور أخيه الذي رسب". بقيت شاردة و أنا أستمع لأم حريصة علي مشاعر أحد أبناءها. في رأي المتواضع إخفاء الفرحة شكل من أشكال العقاب التي لا يستحقها الناجح، بينما كان الأحري مكافأة الإثنين بكعكة أو جائزة رمزية و بعث الأمل في الراسب.
في بعض الأحيان يبالغ الأباء و من حيث لا يشعرون يبذرون أسباب الغيرة و الكره بين الأبناء. من إجتهد و رسب لا لوم عليه و من نجح نكافئه ليحذو حذوه الآخرون. علي الأولياء أن لا يحولوا الفشل في عمل ما إلي عقدة، يتعامل البعض مع إخفاق دراسي كأنه جنازة، موت ما و هذا كل الخطأ. أي طفل موعود بمستقبل زاهر، المطلوب أن تكون البداية سليمة. فلنتعامل وفق ضوابط و إهتمام، يريد منا الأبناء عدم الإكتراث كثيرا بالنقاط بقدر ما يتوجب علينا الإعتناء بمشاكلهم و تعزيز ثقتهم بأنفسهم.
أن يعيد السنة مرة أو مرتان فهي فرصة لتجديد معارف التمليذ و تدارك مواضع الضعف و الإنطلاق من جديد، ليس هناك مدعاة للقلق و من الطبيعي الفشل في فصل. في حالات سبب المشاكل المحيط المدرسي أو الأستاذ نفسه. فالمسؤولية ملقاة علي عاتق عدة أطراف و ليس التلميذ وحده و الذهاب إلي المعالجة يقتضي إشراك أيضا كل الأطراف. فلا نبخس نجاح أحد و لا نيأس من أحد، المشوار العلمي طويل و ما زالت هناك فرص للصغير كي يثبت نفسه و يجلب السعادة لوالديه. هذا و التلميذ نفسه معني بنجاحه، من لا يتمني التألق ؟