كثيرة هي المحطات التي تشغل بال الأولياء و فترة المراهقة أصعب مرحلة و إن "كان فن الإصغاء لايحسنه الكثير من الآباء" كما قالت قيمة عامة في متوسطة من سنين. في توقيت، يتميز بغياب الوالدين معا عن البيت، يجد المراهق نفسه حر طليق و في أغلب الأحيان من يحضن رغبته في إثبات الذات الشارع.
من المستحيل أن نغلق باب البيت علي الأبناء لنقول عنهم أنهم في مأمن و قد بات النقال و اللوحة الإلكترونية أخطر سلاح بين أيدي المراهقين، فما العمل ؟
الحوار و إحترام شخصية المراهق خطوات إيجابية و لنعوض لغة التوجيهات بالإستماع و عرض رأي ولي الأمر و لنترك الفتي أو الفتاة حرية الإختيار و تحمل مسؤوليتهما. فالتحذير المستمر يولد نوع من التمرد التلقائي و لا سبيل لحماية دائمة، فالإنسان يتعلم من أخطاءه و كما قال أب "يرتكب إبني حماقات يستحق عنها التعنيف لكنني سرعان ما أضبط أعصابي لأكتفي بالتعبير عن عدم رضاي و أتركه لضميره."
ينتج عن الحرص المفرط حساسية كبيرة من وصاية الأب و عدم اللامبالاة أيضا ينجر عنها كوارث و من يدفع ثمنها المراهق مع ولي أمره. و المراهقة سن التقلبات العاطفية و كيف يتحرر من الحنان الأبوي بحثا عمن يفهمه و من غير المجدي إعتباره قاصر و زمن الزواج و تحمل المسؤوليات لا يزال بعيد.
علي المراهق الإجتهاد للفوز باكرا بإستقرار عاطفي، لنتجنب خطاب اليأس و لا يكره شيء الفتي مثل كلمة "مستحيل". فليجتهد الأولياء لكسب صداقة و ثقة أبناءهم. تبدأ التربية السليمة من السنين الأولي لتنمو علاقة صحية بين الأب و أبناءه، فالبعض بحسب وصفهم "يكتشفون ابناءهم فجأة و هم في الرابعة و الخامسة عشر من العمر...!!!"أين كان الأباء إذن ؟
الفتي لا يتغير كلية إلا لأسباب موضوعية و لا سبيل لمعرفتها إلا بالجلوس إليه و منحه فرصة للتعبير عن نفسه و حتي إن رفض الحوار فلا بأس من إمهاله الوقت الكاف، المراهق إنسان طور النمو و المشاكل التي يعاني منها في كثير من الأحيان وليدة عدم فهم و غياب الصبر و الحكمة في إدارة العلاقة بين الطرفين.
فلا نغتم و لا نفقد الأمل ما دام إرادة الحل واردة...