قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 12 شباط/فبراير 2015 08:32

مسببات العنف الأسري ودواعيه..

كتبه  الأستاذة أمال السائحي.ح
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يعتبر العنف من أهم القضايا الاجتماعية التي لا بد أن نتوقف عندها لنعرف أسبابها و مضارها، و معرفة الحلول الممكنة أو الأساليب الملائمة للتصدي لهذه الظاهرة.

فالمجتمع إذا كان يعاني من هذه الهزات، التي تعصف بالخلية الأولى في المجتمع، من عنف كلامي و عنف جسدي، لا بد من إعادة النظر في كل ما هو تربوي و أخلاقي... فاليوم ليس بإمكان المواطن العربي المسلم عامة، و الجزائري خاصة إلا أن يعيد النظر جيدا فيما يراه و يسمعه من حوادث عجيبة، و يتساءل عن قيام بعضهم بتوظيفه بطريقة مريبة، لا يستطيع أن يستوعبها أي عقل بشري، و ذلك من شدة بشاعتها، و ألمها، تلكم الأحداث التي لم ولن تخطر أبدا على قلب إنسان عاقل سوي...

فما هذا الذي نسمعه أو نقرأه يوميا في الجرائد و على شبكات التواصل، من جرائم، على سبيل الذكر لا الحصر، أصبح الابن يقتل أمه، التي حملته تسعة أشهر في بطنها و هي فرحة مرحبة بقدومه، ثم تعهدته بالتربية إلى أن أصبح رجلا، و كانت هذه هي مكافئته لها بعد عمر طويل شاق، ممزوج بالفرح و الألم معا....هكذا بكل بساطة أراد أن ينهي حياة والدته التي أمدته من حياتها أياما و أيام، و هكذا أراد بكل بساطة أن ينهي حياته هو كذلك في الدنيا و الآخرة، لو بحثنا عن مسببات هذه الجرائم البشعة، لوجدناها تمت من أجل بعض النقود، أو زواج كانت ترفضه والدته، أو من أجل مشاكل عائلية ما...

إن ظاهرة العنف و إن كانت غريبة عن ثقافة مجتمعنا الجزائري و تقاليده المتعارف عليها، فإن تسللها إليه يعني بالضرورة أن مجتمعنا قد أصيب بداء ضعف المناعة، فلابد لنا أن نتساءل عن سبب ذلك، أيرجع الخلل   إلى نظامنا التربوي، أو جهازنا الثقافي، أو جهازنا القانوني؟ ليس من الطبيعي أبدا أن تجد هذا النموذج في شخص تربى في أحضان أم ترعرعت في بيت فاضل، له عادات و تقاليد راسخة، ترتكز على شريعة الإسلام السمحة، و إنما يقع ذلك للأسر التي افتقرت إلى تنشئة دينية سليمة فانعدمت لديها الضوابط الأخلاقية، التي تحدوها إلى إتيان الخيرات، و تردعها عن فعل المنكرات ... تلك الأسر هي التي تنعدم فيها قداسة الرابطة الأسرية فلا تتميز فيها الأم و لا الأب فهما فيها مجرد فردين لا وزن لهما و لا ثقل، فمن الطبيعي أن يتطاول عليهما الأولاد، و أن يتجرأ عليهما الأحفاد...

و إذا جئنا لنقارن بين الأسرة في الماضي والأسرة في الحاضر، فإنه تَحضرنا نقاط عدة نقف عندها...و سيتبين لنا أن التحديات التي باتت تعيشها الأسرة الجزائرية ليس لها أول من آخر، و نستطيع أن نحصرها في عدة نقاط، و قد ترتبت عليها مساوئ أخلاقية و لا إنسانية عدة، منها السرقة من البيت، و الكذب، و القتل، و القذف...إلخ

كانت الأسرة فيما مضى الجد و الجدة يربيان أحفادهم، إضافة إلى دور الأب و الأم، و يأتي بعدهم الشقيق أو الشقيقة الكبرى، كانت الأم ماكثة بالبيت، فتجدها ترى و تسمع كل صغيرة و كبيرة يقع فيها الأطفال، و كان هناك نوع من تلاحم العلاقة الأسرية ككل، فاليوم أصبحت هذه الكلمة خالية من معناها، لأن كل واحد على حدة و ذاك منذ الصغر، فقد يتربى الطفل في الروضة، و بعدها في المدرسة، و هكذا ينشأ بين أبوين منشغلين تماما عنه، و عن الأسرة ككل... فهذا الانفصال الأسري المبكر حرمه من اكتساب الضوابط الأخلاقية التي تساعده على التحكم في علاقاته، و وما توجبه المكانة الاجتماعية من تقدير واجب لكل واحد بحسب الدور الاجتماعي الذي يضطلع به...إن هذا الانفصام حال بينه و بين أن تتشكل في نفسه مكانة الأمومة و الأبوة و تنطبع في ذهنه بحيث تكون عنده ضابطا سلوكيا اتجاههما يحمله على تبجيلهما و حسن معاملتهما وفقا لمقتضى مكانتهما...

و لعل من الأسباب المباشرة التي عصفت بالروابط الأسرية و أهدرتها السبب الثقافي على وجه الخصوص، فقد أثبتت الدراسات الاجتماعية في الكثير من البلدان، أن هناك علاقة وثيقة بين ما يبثه التلفزيون من أفلام عنف و بين ما يحدث في المجتمع من جرائم، بمعنى أن الجرائم التي تقع في المجتمع هي تقليد و استنساخ لما تعرضه الأفلام...فالمسلسلات و الأفلام التي تعرض للصراع الأسري و تركز عليه قد تعصف بالرابطة الأسرية و تتسبب في إهدارها...فضلا عن التركيز على البعد المادي للحياة مما يجعل الفرد ينصرف للتفكير في ذاته و لا يتعامل مع الآخرين إلا باعتبارهم وسائل لتحقيق رفاهه و تلبية مطالبه ليس إلا...

و إن من الأسباب التي لها علاقة بالظاهرة عدم الاهتمام الجدي لمنظومتنا التربوية بالتربية الإسلامية، و لو فعلت، لأمكن للمدرسة أن تسد الفراغ الذي تسببت فيه الأسرة في هذا المجال، و لساهم ذلك في تقويم نظرة الابن للأبوين ...

أما السبب الثالث فهو يتمثل في محدودية الدخل و البطالة التي جعلت بعض الشباب ينقلبون على والديهم لعجزهم عن تلبية مطالبهم لهذا السبب أو ذاك...

و السبب الرابع هو شيوع المخدرات التي تجعل من المدمن عليها آلة إجرام بحق، لا يقف في وجهه أي مانع يحول بينه و بين الوصول إلى المال لتأمين احتياجاته من المخدر الذي أدمنه...

فإذن ما هو الحل لهذه المعضلة؟ أعتقد أنه لا يوجد أفضل من المنهج الإسلامي على الإطلاق للعودة بالأسرة إلى وضعها الطبيعي المعتاد، فهو منهج رباني من قبل الله تعالى المهيمن على الحياة بأسرها، المحيط بكل دقائق الأمور و تعقيدات الحياة، و هو منسجم مع الفطرة   الإنسانية، و إلى جانب هذا و ذاك فإنه يلقى القَبول من طرف الأسرة المسلمة و لا تعترض عليه، فضلا عن أن هذا المنهج وضع قواعد كلية في التعامل و العلاقات و الأدوار و السلوك.

فعلى الوالدين في إطار هذا المنهج الاتفاق على تفاصيل التطبيق، و على قواعد و معايير ثابتة و مقبولة من كليهما، سواء في العلاقات القائمة بينهما، أو علاقتهما مع أطفالهما...و الأسلوب التربوي الذي يجب إتباعه معهم...

قراءة 1518 مرات آخر تعديل على الأحد, 26 آذار/مارس 2017 14:21

أضف تعليق


كود امني
تحديث