قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 26 آذار/مارس 2015 15:53

ما أحوج أبناءنا إلى الإشباع العاطفي والتقدير الذاتي...

كتبه  الأستاذة أمال السائحي.ح
قيم الموضوع
(0 أصوات)

صدر للدكتور محمد فهد الثويني _ الحاصل على دكتوراه في مجال السلوك الحركي من بوسطن، و مُعد و مدير لعدة دورات في فن التعامل مع الأبناء _ كتاب قيم بعنوان:" كيف أختار صديقي؟ (المراهق نموذجا) يقول فيه:" إن الأخوة الإسلامية فقدت الكثير من واجباتها و حقوقها، و قيمها، و الصحبة السيئة باتت ذات تأثير أكبر من الصحبة الصالحة".

ثم يضيف قائلا أنه قد روى له شخص شخصيا:" أن أحد الشباب (في سن المراهقة) فقد صلة الصداقة مع والديه فزادت الخلافات بينهما إلى أن بلغت حد الطرد من البيت، و لم يجد مأوى إلا عند بعض الزملاء، و الشاب ناجح في دراسته و حياته اليومية، إلا أنه فقد الصاحب داخل البيت، فبحث عنه خارجه، و للأسف انضم إلى مجموعة ضمته و احتضنته، و وفرت له المسكن و الطعام و الشراب...و لكن الضريبة كانت تركه الصلاة، لأنهم لا يصلون، كما اعتاد شرب الخمر لأنهم يشربون".

و أنى له أن يعيش معهم و لا يتأثر بأفعالهم؟ و كيف يؤاكلهم و يشاربهم دون أن يأكل مما يأكلون و يشرب مما يشربون؟ و هم اللذين استقبلوه لما طرده والداه، و هو شاب لم يتعد عمره السادسة عشرة".

تلكم هي المشاكل التي يعيشها الشباب و الشباب المراهق خاصة، و لا أظن أيها القارئ الكريم، أن تلك المشاكل وليدة اللحظة، بل هي نتاج أخطاء شابت حياة الطفل الأولى عبر المحطات التي عاشها الطفل بين أحضان و الدين مسؤولين عن تعليمه و تربيته أفضت في نهاية الأمر إلى توتر العلاقة بينه و بين والديه، عوض أن تفضي إلى تعزيز العلاقة و تمتينها...

فالأسرة و الوالدان أساسا هم المسؤولون عن ما ينشب من خلافات بينهم و بين الطفل، الذي هو في طور تكوين نفسه كرجل مستقبل، فإذا كانت المشاكل تحل بالضرب، و الطرد، و الصياح، و عدم الفهم لما يمر به هذا الفتى، أو تلك الفتاة، هي التي تؤدي بالفعل إلى هذه الكوارث التي ترتد أولا و أخيرا على الأم و الأب....

فالأولى بالوالدين أن يحققا الصحبة الطيبة بينهم و بين أولادهم، و يعطونها كل الرعاية التامة، بحيث يصبح الشاب لا يخشى أن يقوم بتقديم أصدقاءه لأبيه، و الفتاة كذلك تقوم باصطحاب صديقاتها لبيتها لأجل التعرف بالعائلة ككل، مما يتيح للأبوين الانتباه للتأثيرات السلبية لتلكم الصداقة و التدخل في الوقت الملائم لتنبيه فلذات أكبادهم لذلك، و من شان ذلك أن يجنبهم المرور بتجارب قاسية لا يقوون على تحملها، و ذلك عن طريق إسداء بعض التوجيهات اللبقة التي لا يجد المراهق غضاضة في تقبلها من والديه، خاصة إذا قدمت له في إطار المشورة و النصيحة لا في إطار الأمر و الإلزام...

و نحن إذ نتأسف اليوم لما نراه من مشاكل تشب بين الشباب و والديهم، لانشغالهم بوظائفهم عن تتبع ما يطرأ على أبنائهم من تحولات ذهنية و سلوكية قد لا تكون حميدة، و في ظنهم أنهم يوفرون لهم الأهم في هذه الحياة المأكل و المشرب و الملبس، في حين أن الإشباع العاطفي و الدعم النفسي قد يكون أهم من ذلك بالنسبة للأبناء في أحيان كثيرة، كما نبه إلى ذلك أمير الشعراء أحمد شوقي في قوله:

ليس اليتيم من انتهى أبواه         هم الحياة و خلفاه ذليلا

إن اليتيم هو الذي تلقى له         أما تخلت أو أبا مشغولا.

و قد شدني مقالا للأستاذ "عماد سعد" المنشور على موقع الأديبة عفاف عنيبة.نت، تحت عنوان "إلى صديقي المراهق ...هل فهمت"، مفاده أن فتى وقع في حب زميلته، التي لم يعد يرى غيرها، و بعدها قام الكاتب بتحليل المشكل و تبعاته، و قد أدرك الكاتب نقطة مهمة جدا ، حيث قال:" إننا معروفين ببخلنا العاطفي، فإن الأبناء الذين يحرمون التقدير و الحب من أوليائهم و داخل أسرهم، بل و لا يجدون فيها غير التعنيف و التحقير و الأوامر، و نادرا ما يسمعوا كلمات الحبّ أو الإعجاب أو التشجيع- على ضرورتها للإنسان في أطوار حياته خاصة الطفولة و المراهقة- تجد لديهم جفافا عاطفيا، و شعورا بالنقص، و بحاجة إلى الإشباع...حتى أنك لو بحثت في لهجتنا لوجدتها فقيرة من ألفاظ التعبير عن الحب و التقدير.....".

فأجابه الفتى:" و هو يقول: هذا صحيح فأنا منذ وعيت لم أسمع يوما من والدي، أو من إخوتي، كلمات الحب أو التقدير، رغم أنّ أفعالهم تعبّر عن ذلك، و إذا قالوها، فإنها تأتي في صيغة الحب المشروط " أحبك أن تدرس" ،"أحبك لما تفعل كذا " " أفتخر بك لما تشرفني بكذا "...حتى أنني أحيانا أحسد أخي الصغير ذي الأربع سنوات إذ يمطرونه بها، و أعتقد أنه سيحرم منها لما يبلغ سنّ التمييز، كما حصل معي و ابتسم ..

و لا شك أن هذا الحوار الذي جرى بين الأستاذ و المراهق يكشف بجلاء أن الإشباع العاطفي و الحاجة إلى التقدير ليست أقل شأن من المأكل و الملبس فكما أن الجسد في حاجة لهذه و تلك لكي يقوى عوده و يشتد، و يتمكن من النمو المرجو له الذي يؤهله للقيام بما هو منتظر منه في الحياة، فكذلك هو الشأن بالنسبة للنفس و الروح فهما أيضا بحاجة إلى سماع عبارات الاستحسان و التشجيع و الزجر و التوبيخ حتى تستطيعا التمييز بين السلوك المحبذ و السلوك المرذول و المستهجن مما يساعدهما على التطور في الاتجاه السليم، فالإنسان ككل يحتاج منا إلى تلك الرعاية و ذلك التعهد يتمكن من انتقاء القيم الضابطة لسلوكه في هذه الحياة فلا تحرموا أولادكم من الشعور بحبكم و لا تغفلوا عن إسماعهم عبارات التقدير و الاستحسان عند الاستحقاق فإن ذلك لا يدفعهم إلى التمسك بالسلوك الإيجابي فحسب بل هو يوطد العلاقة بينكم إذ يشعرهم بانتباهكم إليهم و إقبالكم عليهم و اهتمامكم بهم...

قراءة 1865 مرات آخر تعديل على الأحد, 26 آذار/مارس 2017 12:17

التعليقات   

0 #1 سمية 2015-08-31 14:24
صاحبة المقال تحية وبعد،

اصبتي الهدف في حاجة أبناءنا إلى الإشباع العاطفي أكثر من الملبس والمأكل، اليوم نرى الأمهات والآباء همهم الوحيد الجانب المادي فقد وصلت الكثير من الأسر إلى الجحيم مع أبنائهم.
اقتباس

أضف تعليق


كود امني
تحديث