الجزوع ضد الصبور على الشر، فلا يصبر و لا يرضى بما قضى الله.. الجزوع يصرخ و يفزع عند أدنى مصاب.. يتحدث عن مصيبته كما لم تقع للأولين و لا للآخرين، بطريقة يتضح فيها الاعتراض على القدر و إن لم يقل ذلك صراحة و لكن بكثرة التشكي و التأوه و التسخط من أقدار الله..
و قد قيل: من ضاق قلبه اتسع لسانه. فإن قلت له: مابك؟ قال: ما الذي ليس بي؟؟ لشدة جزعه و كفره للنعم فهو ينسى أنه يملك 90% من النعم في حياته و يركز على 10% التي يفقدها! الجزوع يشتاق لسانه لكلمة (الحمد لله) و إن قالها فممزوجة بالتضجر و التأفف.. و هذا التحسر يولد الجزع في نفسه، بسبب نظره لمن هم أعلى في أمور الدنيا، و الأصل أن ينظر لمن هم أعلى في أمور الآخرة، و لمن هم أدنى في أمور الدنيا حتى لا يكفر نعمة الله و يستقلها فتهنأ نفسه و يرتاح باله و لا يجزع. لتعيش سعيدًا ابتعد عن أسباب الجزع :
1- تذكر المصيبة فلا ينساها، و لا يصبر نفسه عليها، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : "لا تستفزوا الدموع بالتذكر"و قيل: "لا يبعث الأحزان مثل التذكر."
2- الأسف و شدة الحسرة فلا يرى من مصابه خلفًا، و لا يجد لمفقوده بدلًا، فيزداد أسفًا و حسرة و هلعًا،
و لذلك قال الله تعالى: {لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَ لَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ} [الحديد من الآية:23].
3- كثرة الشكوى و بث الجزع فقد قيل في قوله تعالى: {فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا} [المعارج:5] ، إنه الصبر الذي لاشكوى فيه و لا بث، و هذه منزلة عالية و رفيعة و هي من علامات الإيمان و قوة اليقين.
4- اليأس من جبر مصابه، فيصيبه اليأس و القنوط فلا يبقى معهما صبر فيحدث الجزع.
5- النظر إلى أهل السلامة و النعمة و الثروة و السعة، فيرى أنه ابتلي من بينهم بالمصائب و حوادث الدنيا فلا يستطيع صبرًا على بلوى، و لا يشكر على نعمة عنده، و لو أنه نظر إلى من يشاركه في المصائب و النوائب، لهان عليه الصبر و قرب الفرج (نضرة النعيم [4351/9]). علاج الجزع والهلع :
1- الصلاة، قال الله تعالى {إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا. إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا} [المعرج:20،19]. المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون، لايضجرون بتكرارها عليهم لأنهم يحتسبون بها الثواب، و إذا مسهم الشر صبروا و احتسبوا .
2- ذكر الله عز و جل، قال الله تعالى: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّـهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد من الآية:28]. ذكر دائم في اليوم و الليلة. 3- الرضا بالقضاء و القدر، مع الصبر الجميل و احتساب الأجر من الله (نضرة النعيم [4352/9]).
4- ربي أولادك على الصبر و قوة التحمل و التكيف مع الظروف المختلفة لتبني عقيدتهم بناءً سليمًا متينًا، و أخفي عنهم جزعك حتى يكون حولك أشخاص أقوياء يعينونك على الثبات و الصبر و الرضا في مستقبل أيامك و لا يهولون عليك الأمور لأنهم تربوا على الرضا بالقدر خيره و شره .
5- لا ترافق أشخاصًا جزوعين فهم يمسحون كلمة الصبر من قاموس حياتك.
6- استشر أهل العلم و الحكمة في حل مشاكلك ليصبروك و يساعدوك، و أخفي أمرك عن الجزوعين لئلا يحبطوك و يصيبوك بالجزع.
بتصرف عن الرابط : https://ar.islamway.net/article/31257/%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D8%AC%D8%B2%D8%B9