-طيب، سأكون في الموعد.
صرفت بعض أعمالها ثم أوصت ميرنا بإستقبال ضيفة كانت تنتظرها للعمل في قضية علي وشك الحل:
-قولي لها لن أتأخر عنها أكثر من ساعة و وفري لها كل ما تطلبه. قالت هجرة لميرنا.
خارج البيت، أخذت هجرة العائد ميترو الأنفاق، في أقل من ربع ساعة وجدت نفسها في أكبر ساحات العاصمة حيث توجد المكاتب الأمنية لوزارة الداخلية.
علي الساعة الرابعة إستقبلها عبد الرحيم .ف:
-تفضلي إجلسي. قال لها مرحبا.
جلست، و بعد نظرة قصيرة للرجل، إنتبهت إلي أنه كان مهموما:
-سيدة هجرة أنت أخت لي في الإسلام و من واجبي أن أنصحك، قضية إغتيال السيدة أميرة القدسي لا يجب أن تبحثي فيها.
-عجيب إستغربت هجرة، أنت لم تتركني أشرح لك شيء و لا تعرف شيء عن أسئلتي و عن سبب سؤالي لك، من أين لك أن تعرف بأنني مكلفة بالبحث عن قاتلها ؟
-مجرد سؤالك و نطقك بإسمها، أفهمني بأن شخص ما إتصل بك و سلمك القضية، أليس كذلك ؟
أومأت المرأة موافقة.
صمت عبد الرحيم، هجرة كانت تتسآل حائرة، هذه أول مرة تراه في مثل هذه الحالة من التوجس:
-قل لي من فضلك، هل لحق من حققوا إلي حد الساعة في مقتلها سوء ؟
أشاح الرجل بوجهه عن هجرة و ظل ساكتا.
-أرجوك سيد عبد الرحيم تكلم.
-التحقيق لم يبدأ بعد، ننتظر من الوزير نفسه الضوء الأخضر، أما التحقيقات الأوليية كشفت لنا أمرا رهيبا، أن كل ما جمعناه من معلومات تسرب إلي الجهة القاتلة و الشخص الذي كان وراء جمع المعلومات و هو ضابط سام في مصالحنا، قد إختفي منذ 73 ساعة.
-الله اكبر، تمتمت هجرة. في تلك اللحظة فهمت أنه يتعين عليها مغادرة مكتب السيد عبد الرحيم، دقة الموقف كانت تستلزم موافقة زوجها، لم يكن بإمكانها أن تمضي قدما في القضية دون إستشارة الرجل القوام عليها.
رآها عبد الرحيم تنسحب و هو غير مطمئن.شيء ما في نفسه أمره بأن يطلب من أحد حراس الأمن أن يرافق هجرة عن بعد إلي غاية بيتها.
خرجت هجرة في البداية ساهمة و عند وصولها إلي محطة الأنفاق شعرت بأن أحدهم يتبعها، عندما صعدت في المركبة الأولي، حاولت أن تعرف من كان يقتفي خطواتها لكن سرعان ما إعتراها إحساس بالإطمئنان، و في لحظتها وصلتها رسالة من عبد الرحيمّ لا تنزعجي، فقد وضعت حارسا لك سيرافقك إلي بيتك"شكرته. إلا أنها و هي جالسة في زاويتها، كانت تتابع بنظرات فاحصة حركة الناس من النافذة، عادت بفكرها إلي أميرة القدسي:"يا إلهي ماذا بوسعي أن افعل؟"