-لنأكل و سنتكلم فيما بعد.
طيب. وافقها زوجها.
بعد وجبة العشاء، صلا معا صلاة العشاء و جلسا في غرفة الإستقبال مستمتعين بالنسمات المنعشة التي كانت تدخل إلي المكان من خلال نافذة كبيرة.
-هجرة في هذه الحالة بالذات عليك بصلاة إستخارة، نصحها جهاد.
قامت علي الفور و صلت الإستخارة، و بمجرد ما أنهت الدعاء الذي رددته ثلاثت مرات، إنتابها شعور بالهودوء الشديد، نظر إليها جهاد، فأنتبه إلي ملامح وجهها النيرة و أدرك علي الفور شيء ما:
-توكلي علي الله و إمضي في طريقك و كان الله في عونك. قال لها.
بقت صامتة، عادت لتجلس إلي جنب زوجها. كانت تري جزأ من السماء من مكانهما، كان سواد الليل يتلألأ بفضل نجوم منثورة علي صفحته.
-جهاد، نطقت فجأة هجرة.
-نعم.
-لا أدري و لكن أنت تعلم أين هي وصيتي ؟
-نعم.
-طيب.
لم يسهرا طويلا، كانا ينامان باكرا. في الصباح الموالي كانت ستشرع فورا هجرة في التحقيق في مقتل أميرة القدسي.