طيب، حان وقت الغداء، هل ترافقيني إلي المطعم لنتناول وجبة الفطور في إنتظار وصولهما ؟ سألت الضابطة سعاد، هجرة.
-نعم و لكن شرط أن أدفع مبلغ الوجبة، فأنا لست عضوة في طاقم أطباء المستشفي ! وافقت هذه الأخيرة.
إكتفت سعاد القدري بإبتسامة و أعادت الجثة إلي مكانها في براد الموتي.
-قمتم بتغسيلها علي ما رأيت ؟
-نعم.
معا توجهتا إلي قاعة المطعم التي كانت موجودة في أعلي طابقي بالمستشفي العسكري، في الجناح المخصص للطبيبات النساء، إختارتا طاولة بمقعدين
و جلستا بعد ما قامت بجلب الأطباق المعروضة في حافظ للأكل زجاجي.
مر الوقت بسرعة و قبل أن تنسحب الضابطة سعاد القدري، رافقت هجرة إلي بهو إستقبال عائلات المرضي، هناك لم تنتظرا طويلا، خمسة دقائق بعد ذلك دخلا السيد المقدسي الجد و السيد هشام المقدسي الإبن، الرجلان الأول شيخ و الثاني كهل كان يحملان ملامح متشابهة تكاد تكون متطابقة، إلا أن وقار خاص كانا يميز كلاهما. علامات الحزن بادية علي مظهرهما إلا أن ذلك الأسي كان شكل من أشكال الرضي بقضاء الله و قدره.
السيدتان حرصتا علي تقديم تعازيهما الصادقة للرجلين و حينما سألت الضابطة عن مكان دفنها :
-أسئلكم هذا السؤال من أجل التصريح بالدفن الذي يجب أن تستخرجوه من وزارة الداخلية في حالة ما سينقل جثمان الأخت أميرة المقدسي رحمها الله إلي بلدها الأصلي ؟
-نحن حصلنا علي إذن بالدفن هنا في بلدكم، فأميرة حفيدتي الحبيبة شهيدة و الشهيد يدفن حيث يقتل سيدتي. رد الجد.
قررت هجرة التعريف بنفسها للرجلين:
-إنني محققة خاصة، أسندت لي عملية التحقيق في جريمة قتل أميرة المقدسي من طرف غير معلوم إلي حد الساعة و وزارة داخلية بلدنا علي علم بمهمتي، فأرجو منكما أن تعطوني من وقتكما بعد جنازة الفقيدة رحمها الله.
عند سماعهما لهجرة نظرا الرجلين أحدهما الآخر ثم أجاب الجد:
- يهمنا الآن الإسراع بدفن الشهيدة التي نحسبها كذلك و بعدها لا بأس من مقابلتك.
-ها هو رقم هاتفي و إسمي و عظم الله أجركم.