-كيف لي أن آخذ عطلة في هذا الوقت بالذات و قد إستقبلنا الأمس طلبين بالتحقيق في إغتيالين مشبوهين سيدتي ؟
-سنؤجل النظر و التحقيق في كل القضايا المعروضة إلي تاريخ لاحق، سأكون مشغولة بقضية معينة إلي حين ما أنتهي فيها إلي نتيجة.
-إذن أنت في حاجة إلي عملي و وجودي إلي جنبك سيدتي ؟ إحتجت ميرنا.
-لا، ليس صحيح، هذه المرة سأخوض في تفاصيل كل شيء لوحدي، لا تحاولي معرفة السبب، كلما تعرفين أقل كلما ستكونين في مأمن. أنت تستحقين عطلة، فقد أجهدت نفسك كثيرا ميرنا في القضية الواحدة و العشرون ما قبل الأخيرة التي حللناها بالنجاح و لله الحمد، فأرجوك إقبلي هذه العطلة و أعفيني من الرد عن أي سؤال.
إستسلمت ميرنا و قبلت العطلة علي مضض. بعد ساعة زمن عادت أدراجها إلي بيتها. بينما جلست هجرة إلي مكتبها و من خلال اللوح الإلكتروني و بالدخول في بيانات الأسماء الخاصة لأهم الشخصيات في البلاد، حصلت علي رقم هاتف السيد رفح. قبل أن تهتف له، إتصلت بالسيد عبد الرحمان عبر اللوح الإلكتروني دائما:
-هل لديكم أي جديد فيما يخص إختفاء الضابط الرفيع المحقق في قضية القدسي ؟ سألته.
-لا، لا شيء إلي حد الساعة.
-إرسل لي من فضلك رخصة، تسمح لي برؤية جثة أميرة القدسي و هل خضعت إلي تشريح ؟
-لا، عائلتها في بلدها الأصلي سمحت لنا فقط بتشريح جهة المخ التي إخترقتها الرصاصة و هم سيستلمون اليوم في الظهيرة جثتها، عليك بالذهاب الآن إلي المشرحة في المستشفي العسكري للقيام بواجبك.
-طيب لكن لماذا أحيلت علي المستشفي العسكري ؟
-ستعرفين ذلك في حينها لكن سيدة هجرة هل فكرت جديا في الأمر، حياتك مهددة ؟
-نعم فكرت مليا و توكلت علي الله سيدي.
-طيب، كان الله في عونك و فيما يخص مجريات التحقيق من جهتنا سأخبرك أول بأول.
- و أنا من جهتي لا أعدك بشيء حتي أقابل عائلتها و أستأذنهم في ذلك.
-لك ذلك، في آمان الله.
سارعت هجرة في الخروج بعد ما إطمأنت أن وجبة الفطور جهزت، في الطريق إلي المستشفي العسكري، كان عقل هجرة يعمل بسرعة:" هل يعقل أن تقتل هذه السيدة في أرض غريبة لسبب واه ؟ حتما هناك سر رهيب وراء هذا الإغتيال ثم إنها فعلا أول مرة نقف علي ظروف مثل هذه تحيط بعملية قتل، كل ما يتصل بهذه الجريمة ينبيء بأن الطرف القاتل نافذ و قد نجح في إختراق الأجهزة الأمنية لدولتنا، نحن الذين كنا نظن أننا أمنا حد أدني من المناعة ضد عصابات الإجرام و الأعداء الخارجيين و الداخليين، ها أننا مكبلين في قضية المقدسي، نتحرك و السيف مسلط علي رؤوسنا."