قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 25 شباط/فبراير 2015 19:30

منهج القرآن الكريم في تحقيق السعادة الزوجية2 / 2

كتبه  الأستاذ أحمد حسين الشيمي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

نستكمل مناقشة أبرز الأفكار التي تضمنتها دراسة الباحثة سها محمد القطاع التي جاءت تحت عنوان" منهج القرآن الكريم في تحقيق السعادة الزوجية"، و الخاصة بتأثير جهل المرأة بحقوق الزوج على الوفاق الأسري، و كيف يمكن تحقيق السعادة الزوجية كما رسمها القرآن الكريم.

منغصات الحياة الزوجية:

الحياة الزوجية قوامها المودة و المحبة، و الحب و التفاهم، و حسن العشرة، و المشاركة و التعاون، و لكن لا يخلو بيت من وجود مشاكل قد تنغص حياتهم، لذلك على الزوجين لا يقفوا عند هذه المشاكل، بل لابد من مواجهتها بالتفاهم.

و يمكن القول أن تقصير الزوج في حقوق زوجته و كذلك تقصير الزوجة في حقوق زوجها لهي السبب الرئيسي في حدوث هذه المشكلات، لذا فإنه يتعين على الطرفين أن يعلم كل منهما واجباته تجاه الآخر، لأن الحياة الزوجية مشاركة بين طرفين هما الرجل و المرأة و لابد أن يقوم كل طرف منهما بمسؤولياته التي حددتها الشريعة الإسلامية.

و من أبرز الأخطاء التي ترتكبها بعض الزوجات هي نقل المشكلات الزوجية خارج نطاق البيت، للأم أو للأخت مثلاً، و هذا يؤدي إلى ازدياد اشتعال نارها، و قد تأخذهم الحمية لإنقاذ ابنتهم فيضرمون نار العداوة و البغضاء بين الزوجين إضراماً يذهب بالبقية الباقية من أواصر المحبة بينهما.

إن وجود طرف ثالث في مسرح الحياة الزوجية يفسد أكثر مما يصلح، و قد تكون المشكلة أساساً بسبب هذا الطرف الدخيل الذي قد يقترح أشياء ـ بدعوى المحبة و الحرص على مصلحة الزوجة ـ قد تكون بداية لسلسلة من المتاعب و المشكلات، خاصة إن وجدت من الزوجة أذاناً صاغية.

كان أبو مسلم الخولاني إذا دخل منزله سلم، فإذا بلغ وسط الدار كبر و كبرت امرأته، فإذا بلغ البيت كبر و كبرت امرأته، فيدخل فينزع رداءه و حذاءه، و تأتيه بطعام فيأكل، فجاء ذات ليلة فكبر فلم تُجبه، ثم أتى باب البيت فكبر و سلم و كبر فلم تُجبه، و إذا البيت ليس فيه سراج و إذا هي جالسة بيدها عود في الأرض تنكت به.

فقال لها: مالك؟، فقالت: الناس بخير، و أنت أبو مسلم!!، لو أنك أتيت معاوية، فيأمر لنا بخادم، و يعطيكم شيئاً تعيش به، فقال: اللهم من أفسد عليّ أهلي فأعم بصره، قال: و كانت أتتها امرأة فقالت: أنت امرأة أبي مسلم الخولاني، فلو كلمت زوجك يكلم معاوية ليخدمكم و يعطيكم!!. 

قال: فبينا هذه المرأة في منزلها و السراج يزهر، إذ أنكرت بصرها، فقالت: سراجكم طفئ؟ قالوا: لا، قالت: إنا لله، ذهب بصري، فأقبلت كما هي إلى أبي مسلم، فلم تزل تناشده الله و تطلب إليه فدعا الله فرد بصرها و رجعت امرأته إلى حالها التي كانت عليها.

و من المشكلات التي تعصف بالتوافق الأسري نشوز المرأة عن زوجها، فقال تعالى: (وَ اللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَ اهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَ اضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً) النساء: 34، و قال القرطبي: " فاعلم أن الله عز وجل لم يأمر في شيء من كتابه بالضرب صراحاً إلا هنا و في الحدود العظام فساوى معصيتهن بأزواجهن بمعصية الكبائر و ولى الأزواج ذلك دون الأئمة و جعله لهم دون القضاة بغير شهود و لا بينات ائتماناً من الله تعالى للأزواج على النساء".

لذا فإن نشوز المرأة يؤثر على الحياة الزوجية، و يعتبر منغص أساسي من منغصات السعادة الزوجية، و إذا استمر نشوزها و لم يصلح حالها سواء بالوعظ أو الهجر أو الضرب و استمر الشقاق بينهما، هدمت الأسرة و تشتت الأطفال، و قطعت الصلات و العلاقات بينهما.

فلابد أن تعلم الزوجة أنه يجب عليها أن تلبي أمر زوجها و متطلباته كلما أرادها و إن لم يكن لديها ميل إليه إلا لعذر مانع، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " و الذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها" رواه مسلم.

و كذلك فإن انحراف الزوج أو الزوجة يؤثر سلباً على الحياة الزوجية و ينغص على حياتها، لاسيما أن انحراف الأزواج يرجع في معظم الأحيان إلى جهل الزوجات بالأسلوب الذي يجب أن يتعاملن به مع أزواجهن لتحصينهم أمام رقة و نعومة أي امرأة أخرى، و قد تنشغل الزوجة عن زوجها إما بتدبير شئون البيت أو تربيتها لأطفالها، أو زيارات مع جيران و غير ذلك من هذا النوع على حساب زوجها.

لذلك على المرأة الفطنة الحكيمة أن تقسم وقتها في بيتها و تربيتها لأطفالها، و أن تشعر زوجها و لا تجعله ينحرف و تكون الزوجة هي التي جلبت التعاسة لبيتها، و إن من الأفضل إشراك الزوج في بعض الشئون الأسرية مثل بعض الرعاية بالأطفال و عدم الاعتقاد بأن إبعاده تماماً عن هذا المجال يهدف إلى خدمة أسرتها.

و هناك بعض المخالفات التي انتشرت في بعض البيوت فهددت كيان الأسرة و فرقت شمل أفرادها، و التي قد يرجع بعضها إلى عدم قيام الزوجة بإشباع رغبات زوجها، مما يدفع الزوج إلى ارتكاب المحرمات رغبة منها في سد العجز لديه في هذه الرغبات أو تعويض هذا النقص بطرق غير شرعية، مثل قيامه بمشاهدة الأفلام الخليعة، أو قراءة المجلات الماجنة، أو الاستماع للأغاني المحرمة المثيرة للغرائز، و غير ذلك من المعاصي التي لا تخفى و التي تعود بالشؤم و البلاء العاجل و الآجل على عش الزوجية، فيقول تعالى: (وَ مَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) الشورى: 30، و كم تفرق شمل و تشتت جمع، و اضطرت بيوت و طلقت نساء، و ضيع أولاد بشؤم المعصية في وقت يتصور الزوجان أنهما بهذه المعاصي يحققان السعادة و الهناء.

التوافق النفسي و أثره في تحقيق الوفاق الأسري:

إن اختلال التوافق النفسي لدى الزوج أو الزوجة يؤثر بصورة سلبية على مجريات الحياة الزوجية، فإهمال الزوج أو التقصير في حقه في أي جانب من الجوانب أو عدم مراعاة الزوجة لحاجاته النفسية، يجعله دائما الخلاف معها، فعلى الزوجة العاقلة أن تستوعب زوجها و تلبي متطلباته الشرعية حتى تفوز بالسعادة في الدارين الأولى و الآخرة.

و يمكن التأكيد على أن التوافق النفسي نعمة من الله يمنحها للأزواج الأوفياء المخلصين الذين يمنحون حبهم و رعايتهم لزوجاتهم أو لأزواجهم، و التوافق في العلاقة الزوجية أمر بالغ الأهمية، لأن هناك حاجات لا يمكن أن تلبى إلا من خلال هذه العلاقة و منها الإشباع العاطفي، و تستطيع أن تلمح علاقات التوافق على زوجين محبين بسهولة، فترى علامات الراحة بادية عليهما في صورة نضرة في الوجه و راحة تبدو في الملامح، و إحساس بالأمان و البهجة و نجاح في البيت و العمل و الحياة.

و التوافق النفسي و ما يشمل من الطمأنينة و السكينة التي تغمر الزوجين من أهم نجاح الزواج الصالح، و قد وثق الله سبحانه و تعالى عرى الرابطة الزوجية بهذا السكن النفسي، فقال: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) الأعراف: 189.

و التوافق النفسي بين الزوجين يكمن في حسن المعاشرة، فقال ابن كثير: " و كان من أخلاق النبي صلى الله عليه و سلم أنه جميل العشرة، دائم البشر، يداعب أهله، و يتلطف بهم، و يوسعهم نفقته، و يضاحك نساءه"، و قال جل شأنه: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) الأحزاب: 21.

فلابد من وجود توافق بين الزوجين بالكلمات الطيبة و التعبير العاطفي بالكلمات الدافئة و العبارات الرقيقة، فإعلان الحب للزوج مثلاً، و إشعاره بأنه نعمة من الله عليها، و العكس للزوج، فكم لهذه الكلمات الأثر في نفس الزوج، و كم ستحدث من الترابط و المودة بين الزوجين. 

http://www.wafa.com.sa/arabic/Subjects.aspx?ID=8006

قراءة 1501 مرات آخر تعديل على الخميس, 09 تموز/يوليو 2015 15:46

أضف تعليق


كود امني
تحديث