قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 25 آذار/مارس 2015 19:46

المنعطف الأخطر في تاريخ المسلمين

كتبه  الأستاذ جودت سعيد
قيم الموضوع
(0 أصوات)

هناك في تاريخ البشر منعطفات كبيرة، سواء كان ذلك سلباً أو إيجاباً يظل أثرها فعالاً لقرون طويلة، من هذه المنعطفات في تاريخ المسلمين الانقطاع عن عهد الراشدين و العودة إلى عالم آخر، يتحكم هذا الحدث في تاريخنا إلى هذا اليوم الذي نعيش فيه، و لإلقاء أضواء على هذا التحول و هذا الامتداد الطويل الأثر لهذا التحول، ينبغي أن نلاحظ الصدمة الكبيرة التي حدثت للمسلمين بهذا التحول، فهم قد عرفوا أنه حدث تحول كبير في مسيرتهم، و أنهم أعادوا الهرقلية -إذا ذهب هرقل جاء هرقل- و أحسوا أن هذا الرشد الذي كانوا يعيشونه و فقدوه ليس ما يعيشه عالمهم المعاصر لهم المعروفين في ذلك الوقت على الأقل.

نستطيع أن نعطي ثلاث ملامح كبيرة. وَدّعوها إلى غير رجعة إلى يومنا هذا، هذه الملامح هي :

  1. مجيء الحكم بغير إكراه
  2. و أنه ليس وراثة
  3. الحكم بالعدل بين الناس

و يمكن أن نلاحظ على هذا الحدث الذي حول العالم الإسلامي إلى ما يمكن تسميته بالغّي إن المسلمين قاطبة لم يسموا أحداً من حكام المسلمين من تاريخ ذاك التحول إلى يومنا هذا أنه من الحكام الراشدين، و ما راود المسلمين من محاولة تسميته بخامس الخلفاء الراشدين لما اجتهد فيه الرجل بالحكم بالعدل، و ذهب و لم يتمكن أن يغير أسلوب المجيء و لا وراثة الحكم، و ميزة الخلفاء الراشدين الأربعة أنهم لم يأتوا بالإكراه و السيف، و لم يجعلوا الملك وراثة في أولادهم، و هذا شيء واضح المعالم لا يقبل الاشتباه فيه، و هذا الاسم الذي خصوا به هؤلاء الراشدين لعله من قوله تعالى (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت و يؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها) فالدين الذي يأتي بالإكراه لا يكون ديناً، و الحكم الذي يأتي بالإكراه لا يكون حكماً راشداً، و إنما غياً و بغياً و قبولاً بالطاغوت و شريعة الغاب، هذا الذي قلناه إلى الآن كان واضحاً لدى السابقين و اللاحقين إلى يومنا هذا، و لكن الذي بقي خفياً هو كيف يعيدون الرشد بعد أن فقدوه بالإكراه و صار الشعار "الخليفة هذا و إن هلك هذا فالخليفة هذا و يشيرون إلى ابنه و من رفض هذا فله هذا و يرفعون السيف" و سواء صدق هذا القول و قيل ذلك فعلاً أو لم يحدث قول ذلك، فإن التاريخ سجل أن هذا المضمون ظل ساري المفعول من غير خروج عنه و لو شذوذاً، بل أطبق الجميع على هذا الأسلوب الجديد الذي أطلق عليه بعضهم "الهرقلية"، و لما كان إمكان إعادته صار خفياً و الواقع صار مربكاً و اُتُخذ قرارٌ خطير جداً بإجماعٍ سُكوتي غير معلن، و لكن استبطنه الجميع بشكل أقوى من أي عقد أو عهد تعاهد عليه قوم من الأقوام، على أن من استطاع أن يعيد الرشد بالقوة و قصر في ذلك فقد بخع المسلمين، و أن هذا القرار أُودع في سويداء القلوب للأمة بأكملها، فانغرس في جيناتهم الثقافية، و ربما القول السياسي الذي أطلق على مشكلة فلسطين من أنه لا يمكن أن يستعاد ما أخذ بالقوة بغير القوة، كان هذا القول استمراراً لتلك المعاهدة الضمنية التي عاهد الناس فيها أنفسهم.

فلهذا -حسب قانون ابن خلدون- لما مضى أربعة أجيال على حُكم الأمويين جاء العباسيون بالرايات السوداء ليرفعوا السيف، حتى لا يبقى على ظهرها أموياً، و هكذا توالت الأحداث كلما جاءت أمة لعنة أختها إلى يومنا هذا، و لا قدرة لنا على الخروج من هذا الخروج، كأنه يمكن أن يقضى على الخوارج بالخوارج، و يمكن أن نقول أن السابقين الذي حدث في عهدهم هذا الانفصال و التحول عن الرشد إلى الغي، يمكن أن نعذرهم حيث كان العالم جميعاً على أساس شريعة الغاب الحق هو القوة، من ملك القوة صار حقاً، و ليس عجيباً أن يخفى عليهم هذا و خاصة أنهم فسروا الحدث النبوي تفسيراً خوارقياً و ليس تغييراً سُننياً، و هذا منعطف آخر لم نستطع أن نتخلص منه إلى الآن أيضاً، إذن التفسير الخوارقي حسب نظر الذين فقدوا الرشد و الذين لا يعرفون إلى يومنا هذا طريقاً للعودة إلى الرشد هو الذي سيطر علينا، و لم يعد يمكن تصور ما جاء به الأنبياء من الخروج من شريعة الغاب أو من عبادة القوة، إن هؤلاء الذين كانوا يشعرون أنهم ابتعثوا لإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد تحولوا إلى عبادة العباد فرجعوا إلى ما كان عليه العالم جميعاً في ذلك الوقت حيث كان الناس أمة واحدة، الناس جميعاً مستكبرين و مستضعفين، فجاء الأنبياء للقضاء على الاستكبار و الاستضعاف معاً ليكون الناس أمام كلمة سواء، و لكن البشرية إلى الآن ترفض كلمة السواء بما فيه العالم الذي يمثل الحداثة، و حتى المسلمون لن يقبلوا أن يفيضوا من حيث أفاض الناس، إنهم ينبغي أن يعطوا لأنفسهم خصوصية، و هذا ربما منعطف ثالث للانهيار الذي ننحدر إليه، و لكن آيات الآفاق و الأنفس أرغمت بعض المجتمعات أن يكتشفوا الرشد بشكل سنني لا خوارقي، في هذا العصر الذي نعيش فيه نرى مجتمعات هم الذين يؤتون الملك من يشاؤون و ينزعون الملك ممن يشاؤون، و ليس ربهم الذي يؤتي الملك من يشاء و ينزع الملك ممن يشاء، و هذا بحاجة إلى تأويل و توضيح، لعلنا نحاول أن نفعل ذلك مستقبلاً.

حتى المسلمون المعاصرون لما شاهدوا بأم أعينهم عودة الحكم الراشد أي الحكم الذي يأتي بغير إكراه و لا يصير ملكاً وراثياً في أبنائهم أو أسرهم بل حتى أنهم تمكنوا من إبقاء ملوكهم بعد أن تحولوا إلى رموز للتاريخ و هياكل للماضي و ليس لهم الحكم و تحول مصدر الحكم إلى الناس حتى بعد أن رأى المسلمون هذه المشاهد التاريخية، لم يخطر في بالهم أن هذا هو الشيء الذي فقدوه و لم يعرفوا كيف يمكن إعادته فقد استعاده بعض الناس في التاريخ، و هذا من نور الله الذي يريد أن يطفئه الناس و لكن الله يأبى إلا أن يتم نوره، فإن علم الله في الإنسان من أنه سيتغلب على الفساد في الأرض و سفك الدماء الآن بدأ الإنسان يلمح شيئاً من هذا و يسير إليه مسوقاً و مضطراً بسوط العذاب الذي يؤدب به التاريخ الذين يتنكبون طريق العدل بين الناس، ليتحقق كرامة بني آدم حيث ينتسبون إلى آدم الذي تعلم من خطئه و تاب منه، فاستأهل أن يستخلف في الأرض ليتحقق علم الله في هذا الإنسان الذي يمكن أن يكشف السنن و يسخر ما في السماوات و ما في الأرض جميعاً، إننا نعلم نقائص هؤلاء الذين تولد على أيديهم زوال الهرقلية، و لكن زوال الهرقلية بمعرفة سنن التاريخ و تعلم الإنسان من التاريخ، و مع كل عيوبهم فهم الذين يتحكمون في العالم غير الراشد، بل وصل بهم الأمر أن يصنعوا الآن الوحدة الأوربية بغير القوة و إنما بالإقناع و ليس بالإكراه، و ما يفعله هؤلاء أقرب إلى الله و رسوله وإلى العقلاء من الناس أكثر مما نفعله نحن و نعيشه من الخوف من بعضنا من خلال القرار الخطير الذي اتخذناه يوم فقدنا الرشد من أن ما أخذ بالقوة لا يمكن أن يستعاد إلا بالقوة، و إن اهتز هذا القول فأقر الجميع أن يستعيدوا ما أخذ بالقوة بغير القوة، و لكن علينا أن نتعلم أننا علينا أن نتغلب على خوفنا من بعضنا و هذا أشد من خوفنا من إسرائيل و من أمريكا، بل إن هذين العدوين صارا مصدر أمن للعرب حتى لا يأكل بل يزدر بعضهم بعضاً، و هذا الوضع الذي لا يمكن أن ينكره أحد بل هو في أعماق سويداء القلوب، لأن من صارت له القوة و لم يوحد العرب و المسلمين يشعر بأنه خان الأمة أشد الخيانة، و لا مانع أن نستعيد هذه الوحدة و لو بالخيانة و الغدر، هذا الذي تغلغل في نفوس العرب و المسلمين من ذاك اليوم الذي اتخذ فيه القرار الضمني من أن من أمكنه أن يستعيد الرشد بأي أسلوب كان و لم يفعل فقد خرج من الأمة، و لهذا نخاف من أن يصير أي بلد عربي أو مسلم قوياً لأن قوته أخطر علينا من أي قوةٍ على الأرض، و هم بالغريزة التي صُنعت بعد المنعطف الأخطر يفهمون هذا بكل الحس المرهف، و لهذا لا خوف من السلاح النووي الإسرائيلي و لا الأمريكي، و إن الخوف كل الخوف من أن يملكه أحد من العرب، إن هذا الخوف يعادل تمني الجميع أن يصلوا إليه، بل إن خوف أمريكا من إمكان اتحاد العرب بأي أسلوب كان سواء بالرشد أو بالغي يعتبرونه محك أمن مكانتهم في العالم، كيف يخرج العرب من هذه المعقدات؟ هذا ما نحاول أن نقتلعه بإبرة جلال الدين الرومي.

http://jawdatsaid.net/index.php?title=

قراءة 1617 مرات آخر تعديل على الخميس, 09 تموز/يوليو 2015 15:57

أضف تعليق


كود امني
تحديث