قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 03 حزيران/يونيو 2015 05:13

عيد الأم ! نبذة تاريخية .. و حكمه عند أهل العلم (1 /2)

كتبه  الشيخ محمد بن صالح المنجد
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله

تمهيد

فقد أخبر النبي صلى الله عليه و سلم عن وقوع متابعة أمته للأمم السابقة من اليهود و النصارى و الفرس، و ليس هذا – بلا شك – من المدح لفعلهم هذا بل هو من الذم و الوعيد، فعن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " لتتبعن سَنن من قبلكم شبراً بشبرٍ و ذراعاً بذراعٍ، حتى لو سلكوا جحر ضبٍّ لسلكتموه، قلنا : يا رسول الله اليهود و النصارى ؟ قال : فمن !؟ "، رواه البخاري ( 3269 ) و مسلم ( 2669 ).

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبراً بشبرٍ و ذراعاً بذراعٍ، فقيل : يا رسول الله كفارس و الروم ؟ فقال : و من الناس إلا أولئك ؟ ".

رواه البخاري ( 6888 ).

أخذ القرون : المشي على سيرتهم.

و قد تابع جهلة هذه الأمة و مبتدعتها و زنادقتها الأمم السابقة من اليهود و النصارى و الفرس في عقائدهم و مناهجهم و أخلاقهم و هيئاتهم، و مما يهمنا – الآن – أن ننبه عليه في هذه الأيام هو اتباعهم و مشابهتم في ابتداع " عيد الأم " أو " عيد الأسرة "، و هو اليوم الذي ابتدعه النصارى تكريماً – في زعمهم – للأم، فصار يوماً معظَّما تعطَّل فيه الدوائر و يصل فيه الناس أمهاتهم و يبعثون لهن الهدايا و الرسائل الرقيقة، فإذا انتهى اليوم عادت الأمور لما كانت عليه من القطيعة و العقوق.

و العجيب من المسلمين أن يحتاجوا لمثل هذه المشابهة و قد أوجب الله تعالى عليهم بر الأم و حرَّم عليهم عقوقها و جعل الجزاء على ذلك أرفع الدرجات.

تعريف العيد

قال شيخ الإسلام ابن تيمية :

فالعيد اسم لما يعود من الاجتماع على وجه معتاد، عائد : إما بعود السنة أو بعود الأسبوع أو الشهر أو نحو ذلك " اقتضاء الصراط المستقيم " ( 1 / 441 ) .

و قال ابن عابدين – رحمه الله - : " سُمي العيد بهذا الاسم ؛ لأن لله تعالى فيه عوائد الإحسان ، أي : أنواع الإحسان العائدة على عباده في كل يوم، منها : الفطر بعد المنع عن الطعام، و صدقة الفطر، و إتمام الحج بطواف الزيارة، و لحوم الأضاحي، و غير ذلك، و لأن العادة فيه الفرح و السرور و النشاط و الحبور ".

" حاشية ابن عابدين " ( 2 / 165 ) .

كم عيد في الإسلام ؟

يلحظ المسلم كثرة الأعياد عند المسلمين في هذه الأزمنة، مثل " عيد الشجرة "، و " عيد العمال " و " عيد الجلوس " و " عيد الميلاد " …الخ و هكذا في قائمة طويلة، و كل هذا من اتباع اليهود و النصارى و المشركين، و لا أصل لهذا في الدين، و ليس في الإسلام إلا عيد الأضحى و عيد الفطر.

عن أنس بن مالك قال كان لأهل الجاهلية يومان في كل سنة يلعبون فيهما فلما قدم النبي صلى الله عليه و سلم المدينة قال : كان لكم يومان تلعبون فيهما و قد أبدلكم الله بهما خيراً منهما : يوم الفطر، و يوم الأضحى.

رواه أبو داود ( 1134 ) و النسائي ( 1556 )، و صححه الشيخ الألباني.

بر الأم

قال الله تعالى : { وَ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ لا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَ بِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَ بِذِي الْقُرْبَى وَ الْيَتَامَى وَ الْمَسَاكِينِ وَ الْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَ الْجَارِ الْجُنُبِ وَ الصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ وَ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً } [ النساء / 36 ] .

و قال تعالى : { وَ قَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَ بِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَ لا تَنْهَرْهُمَا وَ قُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً } [ الإسراء / 23 ] .

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك، قال : ثم من ؟ قال : ثم أمك، قال : ثم من ؟ قال : ثم أمك، قال : ثم من ؟ قال : ثم أبوك.

رواه البخاري ( 5626 ) و مسلم ( 2548 ) .

قال الحافظ ابن حجر :

قال ابن بطال : مقتضاه أن يكون للأم ثلاثة أمثال ما للأب من البر، قال : و كان ذلك لصعوبة الحمل ثم الوضع ثم الرضاع فهذه تنفرد بها الأم و تشقى بها ثم تشارك الأب في التربية، و قد وقعت الإشارة إلى ذلك في قوله تعالى { و وصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهنٍ و فصاله في عامين }، فسوَّى بينهما في الوصاية، و خص الأم بالأمور الثلاثة، قال القرطبي : المراد أن الأم تستحق على الولد الحظ الأوفر من البر، و تقدَّم في ذلك على حق الأب عند المزاحمة، و قال عياض : و ذهب الجمهور إلى أن الأم تفضل في البر على الأب، و قيل : يكون برهما سواء، و نقله بعضهم عن مالك و الصواب الأول.

" فتح الباري " ( 10 / 402 ) .

بل و حتى الأم المشركة فإن الشرع المطهر الحكيم رغَّب بوصلها :

فعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت : قدمتْ عليَّ أمِّي و هي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستفتيتُ رسول الله صلى الله عليه و سلم قلت : قدمتْ عليَّ أمِّي و هي راغبة أفأصل أمي ؟ قال : نعم صِلِي أمَّك.

رواه البخاري ( 2477 ) .

الأم في بلاد الكفر

إن المتتبع لأحوال الأسرة عموما و للأم خاصة في المجتمعات الغير إسلامية ليسمع و يقرأ عجباً ، فلا تكاد تجد أسرة متكاملة يصل أفرادها بعضهم بعضاً فضلا عن لقاءات تحدث بينهم و فضلا عن اجتماع دائم.

و كما قال بعض المشاهدين لبلاد الكفر : إنك قد تجد في الأسواق أو الطرقات أما و ابنها أو ابنتها، أو أبا و ابنه و ابنته، لكنه من النادر أن تجد الأسرة كاملة تتسوق أو تمشي في الطرقات.

و عندما يصير الأب أو الأم في حالة الكِبَر يسارع البار ! بهما إلى وضعهما في دور العجزة و المسنِّين، و قد ذهب بعض المسلمين إلى بعض تلك الدور و سأل عشرة من المسنِّين عن أمنيته، فكلهم قالوا : الموت !! و ما ذلك إلى بسبب ما يعيشه الواحد منهم من قهر و حزن و أسى على الحال التي وصل الواحد منهم إليها و تخلى عنهم فلذات أكبادهم في وقت أحوج ما يكون الواحد إليهم.

وقت عيد الأم عند الدول

الاحتفال بعيد الأم يختلف تاريخه من دولة لأخرى، و كذلك أسلوب الاحتفال به، فالنرويج تقيمه في الأحد الثاني من فبراير، أما في الأرجنتين فهو يوم الأحد الثاني من أكتوبر، و في لبنان يكون اليوم الأول من فصل الربيع، و جنوب أفريقيا تحتفل به يوم الأحد الأول من مايو.

أما في فرنسا فيكون الاحتفال أكثر بالعيد كعيد الأسرة في يوم الأحد الأخير من مايو حيث يجتمع أفراد الأسرة للعشاء معاً ثم تقدم كيكة للأم.

و السويد أيضا عندها عطلة عيد الأسرة في الأحد الأخير من مايو و قبلها بأيام يقوم الصليب الأحمر السويدي ببيع وردات صغيرة من البلاستيك تقدم حصيلتها للأمهات اللاتي يكن في عطلة لرعاية أطفالهن. و في اليابان يكون الاحتفال في يوم الأحد الثاني من مايو مثل أمريكا الشمالية و فيه يتم عرض صور رسمها أطفال بين السادسة و الرابعة عشرة من عمرهم و تدخل ضمن معرض متجول يحمل اسم "أمي" و يتم نقله كل 4 سنوات يتجول المعرض في عديد من الدول.

عيد الأم ، نبذة تاريخية

قال بعض الباحثين :

يزعم بعض المؤرخين أن عيد الأم كان قد بدأ عند الإغريق في احتفالات عيد الربيع، و كانت هذه الاحتفالات مهداة إلى الإله الأم "ريا" زوجة "كرونس" الإله الأب، و في روما القديمة كان هناك احتفال مشابه لهذه الاحتفالات كان لعبادة أو تبجيل "سيبل" –أم أخرى للآلهة. و قد بدأت الأخيرة حوالي 250 سنة قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام؛ و هذه الاحتفالات الدينية عند الرومان كانت تسمى "هيلاريا" و تستمر لثلاثة أيام من 15 إلى 18 مارس.

الأحد في إنجلترا

و هو يوم شبيه باحتفالات عيد الأم الحالية، و لكنه كان يسمى أحد الأمهات أو أحد نصف الصوم، لأنه كان يُقام في فترة الصوم الكبير عندهم، و البعض يقول إن الاحتفالات التي كانت تقام لعبادة و تكريم "سيبل" الرومانية بُدِّلت من قبل الكنيسة باحتفالات لتوقير و تبجيل مريم عليها السلام، و هذه العادة بدأت بحَثِّ الأفراد على زيارة الكنيسة التابعين لها و الكنيسة الأم محمَّلين بالقرابين، و في عام 1600 بدأ الشباب و الشابات ذوو الحرف البسيطة و الخادمون في زيارة أمهاتهم في "أحد الأمهات" مُحمَّلين بالهدايا و المأكولات، هذا عن انجلترا أما عن الولايات المتحدة الأمريكية فكانت هناك قصة أخرى.

الولايات المتحدة

آنا.م.جارفس: (1864-1948):

هي صاحبة فكرة و مشروع جعل يوم عيد الأم إجازة رسمية في الولايات المتحدة، فهي لم تتزوج قط و كانت شديدة الارتباط بوالدتها، و كانت ابنه للدير، و تدرس في مدرسة الأحد التابعة للكنيسة النظامية "أندرو" في جرافتون غرب فرجينيا، و بعد موت والدتها بسنتين بدأت حملة واسعة النطاق شملت رجال الأعمال و الوزراء و رجال الكونجرس؛ لإعلان يوم عيد الأم عطلة رسمية في البلاد، و كان لديها شعور أن الأطفال لا يقدرون ما تفعله الأمهات خلال حياتهم، و كانت تأمل أن يزيد هذا اليوم من إحساس الأطفال و الأبناء بالأمهات و الآباء، و تقوى الروابط العائلية المفقودة

البداية:

قامت الكنيسة بتكريم الآنسة آنا جارفس في جرافتون غرب فرجينيا و فلادلفيا و بنسلفانيا في العاشر من مايو 1908، و كانت هذه بداية الاحتفال بعيد الأم في الولايات المتحدة.

و كان القرنفل من ورود والدتها المفضلة و خصوصًا الأبيض ؛ لأنه يعبر عن الطيبة و النقاء و التحمل و الذي يتميز به حب الأم، و مع مرور الوقت أصبح القرنفل الأحمر إشارة إلى أن الأم على قيد الحياة، و الأبيض أن الأم رحلت عن الحياة.

و أول إعلان رسمي عن عيد الأم في الولايات المتحدة كان غرب فرجينيا ولاية أوكلاهوما سنة 1910، و مع عام 1911 كانت كل الولايات المتحدة قد احتفلت بهذا اليوم، و مع هذا الوقت كانت الاحتفالات قد دخلت كلاً من المكسيك، و كندا، و الصين، و اليابان، و أمريكا اللاتينية و أفريقيا، ثم وافق الكونجرس الأمريكي رسميًّا على الإعلان عن الاحتفال بيوم الأم، و ذلك في العاشر من مايو سنة 1913، و قد اختير يوم الأحد الأول من شهر مايو للاحتفال بعيد الأم.

عيد الأم العربي

بدأت فكرة الاحتفال بعيد الأم العربي في مصر على يد الأخوين "مصطفى و علي أمين" مؤسسي دار أخبار اليوم الصحفية.. فقد وردت إلى علي أمين ذاته رسالة من أم تشكو له جفاء أولادها و سوء معاملتهم لها، و تتألم من نكرانهم للجميل.. و تصادف أن زارت إحدى الأمهات مصطفى أمين في مكتبه.. و حكت له قصتها التي تتلخص في أنها ترمَّلت و أولادها صغار، فلم تتزوج، و أوقفت حياتها على أولادها، تقوم بدور الأب و الأم، و ظلت ترعى أولادها بكل طاقتها، حتى تخرجوا في الجامعة، و تزوجوا، و استقل كل منهم بحياته، و لم يعودوا يزورونها إلا على فترات متباعدة للغاية، فكتب مصطفى أمين و علي أمين في عمودهما الشهير "فكرة" يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة تذكرة بفضلها، و أشارا إلى أن الغرب يفعلون ذلك، و إلى أن الإسلام يحض على الاهتمام بالأم، فانهالت الخطابات عليهما تشجع الفكرة، و اقترح البعض أن يخصص أسبوع للأم و ليس مجرد يوم واحد، و رفض آخرون الفكرة بحجة أن كل أيام السنة للأم و ليس يومًا واحدًا فقط، لكن أغلبية القراء وافقوا على فكرة تخصيص يوم واحد، و شارك القراء في اختيار يوم 21 مارس ليكون عيدًا للأم، و هو أول أيام فصل الربيع؛ ليكون رمزًا للتفتح و الصفاء و المشاعر الجميلة.. و احتفلت مصر بأول عيد أم في 21 مارس سنة 1956م .. و من مصر خرجت الفكرة إلى البلاد العربية الأخرى .. و قد اقترح البعض في وقت من الأوقات تسمية عيد الأم بعيد الأسرة ليكون تكريمًا للأب أيضًا، لكن هذه الفكرة لم تلق قبولاً كبيرًا، و اعتبر الناس ذلك انتقاصًا من حق الأم، أو أن أصحاب فكرة عيد الأسرة "يستكثرون" على الأم يومًا يُخصص لها.. و حتى الآن تحتفل البلاد العربية بهذا اليوم من خلال أجهزة الإعلام المختلفة.. و يتم تكريم الأمهات المثاليات اللواتي عشن قصص كفاح عظيمة من أجل أبنائهن في كل صعيد . انتهى

و لا عجب بعدها من معرفة أن أكثر من يحتفل بهذه الأعياد اليهود و النصارى والمتشبهون بهم، و يُظهرون ذلك على أنه اهتمام بالمرأة و الأم و تحتفل بعض الأندية الماسونية في العالم العربي بعيد الأم كنوادي الروتاري و الليونز.

و بالمناسبة فإن يوم عيد الأم و هو 21 مارس هو رأس السنة عند الأقباط النصارى، و هو يوم عيد النوروز عند الأكراد.

قراءة 1582 مرات آخر تعديل على الخميس, 09 تموز/يوليو 2015 17:29

أضف تعليق


كود امني
تحديث