قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 15 تشرين1/أكتوير 2015 10:29

أداء الجيش العثماني في آخر أيام الخلافة والعبرة من ذلك

كتبه  الأستاذ محمد شعبان صوان من فلسطين الشقيقة
قيم الموضوع
(1 تصويت)

علينا أن ندرك أن القوة العسكرية العثمانية لم تكن قد انتهت حتى في آخر أيام الخلافة، و لم تكن الدولة كياناً عاجزاً لا حول و لا قوة لها، من الناحية العسكرية على الأقل كما يقول المؤرخ المعروف إريك هوبزباوم (1) مضيفاً :" و تمتع الأتراك بسمعة رفيعة بوصفهم جنوداً أشداء، و كان لهم دور حاسم في التصدي الفاعل لعدوهم الأخطر، و هو الجيش الروسي و الدول الأوروبية المتنافسة، و في الحيلولة دون تفكك الإمبراطورية العثمانية أو إرجائه على الأقل" (2)، و يقول أيضاً:" و كان الأوروبيون يكنون احتراماً مشوباً بالحسد تجاه الإمبراطورية العثمانية لأن قوات المشاة لديها كانت قادرة على الوقوف في وجه الجيوش الأوروبية" (3)، و ذلك في أوج التوسع الاستعماري الأوروبي حين بقيت الدولة العثمانية "أقوى دولة إسلامية صامدة في وجه الإمبريالية الأوروبية" (4) كما يقول كواترت، و ظل الجيش العثماني حتى لحظاته الأخيرة في الحرب الكبرى الأولى سنة 1917 "أبعد ما يكون عن الهزيمة" (5) رغم انتصارات الحلفاء في قول مؤرخ ثالث هو مايكل أورين.

و مما يؤكد ذلك ما لاحظه المؤرخون من تحقيق انتصارات عثمانية مهمة في ساحة الحرب الكبرى الأولى (1914-1918) في جبهات عديدة (القوقاز و البلقان و العراق و فلسطين و الجزيرة العربية و مضائق اسطنبول) جعلت من هزيمة العثمانيين مهمة ليست سهلة، و ظل الجيش العثماني محتفظاً بقدر كبير من التماسك و العناد حتى آخر أيامه و ارتفع عدد جنوده من 24 ألفاً سنة 1837 إلى 120 ألفاً سنة 1908 (6)،و صمد في وجه روسيا (1877-1878) و انتصر على اليونان (1897) ثم دخل الحرب الكبرى الأولى (1914) ليستعيد ما احتله الحلفاء من قبل و ليخلص الدولة من قيود الامتيازات الأجنبية التي ألغيت بالفعل منذ بداية الحرب، و شرع في عملية الاسترداد فعلاً في كل من مصر (1915) و ليبيا (1916) و تمكن من تحقيق انتصارات مهمة على جبهات مضائق استانبول (غاليبولي) و القوقاز و البلقان و فلسطين (غزة) و العراق (كوت العمارة) و الجزيرة العربية (سكة الحجاز)، و قد لمس البريطانيون في أثناء الحرب "خطورة الجيش العثماني" (7) الذي دربه الألمان و أثبت أنه "قوة ضخمة لم تكن في الحسبان" (8)، و في ذلك يقول أحد المؤرخين إن الجيش العثماني قام بأداء جيد طوال الحرب : فقد هزم البريطانيين و الأستراليين و النيوزيلنديين على ضفاف غاليبولي و أجبر الغزاة البريطانيين على الاستسلام في كوت العمارة و صد الغزاة الروس و الجيوش البلقانية و منعهم من التقدم (9)، و يقول مؤرخ آخر إن الجيش العثماني أثبت أهميته أكثر من توقعات الجميع و قاتل تحت إمرة أنور باشا في خمس جبهات متفرقة و انتقل تحت تأثير النجاحات إلى الهجوم لاسترداد الحدود السابقة للدولة (10)، و يقول مؤرخ ثالث إن القوات العثمانية هاجمت "مواقع بريطانية في منطقة قناة السويس في بداية الحرب، و هزمت قوات الفرنسيين و البريطانيين و قوات الكومنولث في معركة جاليبولي عام 1915، و أجبرت القوات الهندية في بلاد الرافدين على الاستسلام عام 1916، و احتوى العثمانيون ثورة عربية اندلعت بطول خط السكة الحديد في الحجاز في الفترة بين 1916 و 1918، و كذلك أجبروا البريطانيين على الحرب من أجل كل شبر من أرض فلسطين حتى خريف عام 1918"(11).

و القصد من ذلك أنه حتى هزائم العمالقة تختلف عن هزائم غيرهم من صغار التجزئة الذين لم يعرف زمنهم الانتصارات أصلاً، إلا لو كانت "انتصارات" على الإخوة و الأشقاء و الجيران في حروب الوكالة عن الاستعمار، و هي الحروب التي لم يعرفها الزمن العثماني أصلاً و رفض التورط فيها و لو تحت إغراءات شديدة من التي أغوت زمن التجزئة كاستعادة السيادة الوطنية و تثبيت الشرعية الحاكمة، إلا حين يبادر الشقيق بنفسه للتحالف مع الاستعمار الغربي و استجلاب الأوروبيين الأغراب، فتكون الحرب عليه حرباً على الدخلاء على بيت المسلمين، و لو قارنا الهزائم العثمانية الأخيرة و ما اكتنفها من صمود أسطوري بهشاشة كل المعارك الوطنية الرسمية التي وقعت بعد ذلك سواء الانتصارات الوهمية التي ادعتها دولة التجزئة على الأعداء أو الانهيارات الشاملة التي وقعت في هزائمها العديدة أمام هؤلاء الأعداء لأدركنا العبرة الكبرى و هي أن الوحدة في أسوأ أحوالها خير من التجزئة و الفرقة في أبهى حللها.

●الهوامش

1-إريك هوبزباوم، عصر الثورة:أوروبا 1789-1848، المنظمة العربية للترجمة، بيروت، 2007، ترجمة:فايز الصياغ، ص212.

2-إريك هوبزباوم، عصر رأس المال:1848-1875، المنظمة العربية للترجمة، بيروت، 2008، ترجمة:فايز الصياغ، ص215.

3-إريك هوبزباوم، عصر الإمبراطورية 1875-1914، المنظمة العربية للترجمة، بيروت، 2011، ترجمة:فايز الصياغ، ص164.

4-دونالد كواترت، الدولة العثمانية 1700-1922 ، مكتبة العبيكان، الرياض، 2004، ترجمة: أيمن أرمنازي، ص161.

5-مايكل أورين، القوة و الإيمان و الخيال: أمريكا في الشرق الأوسط منذ عام 1776 حتى اليوم ، كلمة و كلمات عربية، أبو ظبي و القاهرة، 2008، ترجمة:آسر حطيبة، ص335.

6-دونالد كواترت،ص127.

7-ب.ج. سلوت،مبارك الصباح مؤسس الكويت الحديثة 1896-1915،مركز البحوث و الدراسات الكويتية، الكويت، 2008، ص389.

8-نفس المرجع، ص522.

9- Andrew Wheatcroft, The Ottomans: Dissolving Images, Penguin Books, London, 1993, p. 206.

10-Jonathan Mcmurray, Distant Ties: Germany, The Ottoman Empire, and the Construction of the Baghdad Railway, Praeger, Westport-Connecticut, 2001, pp. 115.

11-يوجين روجان، العرب من الفتوحات العثمانية إلى اليوم، كلمات عربية للترجمة و النشر، القاهرة، 2011، ترجمة:محمد إبراهيم الجندي،ص 192.

قراءة 2040 مرات آخر تعديل على الجمعة, 16 تشرين1/أكتوير 2015 05:53

أضف تعليق


كود امني
تحديث