قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 12 تشرين2/نوفمبر 2015 08:37

أثر التغريب في تحولات الأخلاق الاجتماعية في آخر العهد العثماني

كتبه  الأستاذ محمد شعبان صوان من فلسطين الشقيقة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

●ميزان الأخلاق في آخر العهد العثماني

جاء في المادة رقم 170 من مجلة الأحكام العدلية، و هي القانون المدني العثماني الذي صدر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر: "يشترط أن يكون الشاهد عدلاً، و العدل من كانت حسناته غالبة على سيئاته، بناء عليه لا تقبل شهادة من اعتاد حالاً و حركة تخل بالناموس و المروءة كالرقاص...".

و في شرح هذه المادة عدّد سليم رستم باز ما يبطل عدالة الشاهد و من أطرف ما ذكره:

من كانت عادته شتم الدواب "الشتّام للحيوان كدابته".

"من يأكل في السوق بين الناس و من أكل فوق الشبع سقطت عدالته عند الأكثر"[i].

بعد قراءة المادة السابقة نرى فرقاً شاسعاً بين زمن ردت فيه شهادة الرقاص و زمن أصبحت فيه الراقصة هي النموذج المحتذى و الأم المثالية ، كما نرى الفرق الشاسع بين الانسجام الاجتماعي في العهد العثماني و الذي جعل وجيهاً مسيحياً يعلّم المسلمين قانونهم من كتب فقههم، و بين التوترات الطائفية الدموية زمن دولة التجزئة حيث لا يتقبل المسلمون بعضهم بعضاً.

و بعد قراءة مسقطات العدالة آنفة الذكر يحق لنا التساؤل ببراءة : كم واحد منا تقبل شهادته وفقاً لموازين العثمانيين، و إذا كانت تلك هي موازين الأخلاق في زمن التراجع و الهزيمة، فما هي موازين زمن القوة و الانتصار (؟!)

و بالطبع لا نتوقع أن يكون الناس في ذلك الزمن منطبقين على هذا المثل الأعلى، و لكن كيف تحول هذا المثل فيما بعد؟ و ما الذي أتت به تطورات التغريب؟

●شهادة السير مارك سايكس على أيام الانقلابيين على السلطان عبد الحميد (1913)

زار السير مارك سايكس عاصمة الخلافة الإسلامية مرات عديدة بعد ثورة جمعية الاتحاد و الترقي على السلطان عبد الحميد (1908)، و قبل أن يتورط في تقسيم المشرق العربي مع زميله الفرنسي جورج بيكو ، و مع الفائدة التي يمكن تحصيلها من آرائه، فإنه يجب الحذر أثناء القراءة، و هذه بعض أقواله عن سنوات الانقلاب:

"بدلاً من الحكومة الدينية، و الهيبة الامبراطورية و التقاليد، حل الإلحاد و التطرف و المادية، و بذهاب النظام القديم ذهب القصر و جواسيسه و مؤامراته و إرهابه و سريته، و مع النظام الجديد أتت الجمعيات السرية، و المحافل، و أيمان الولاء، و الاغتيالات، و المحاكمات العسكرية، و السياسات الغريبة و الغامضة.

"في ساعة من الزمن، تغيرت القسطنطينية، انتهى في لحظة الإسلام كما يفهمه علماء الدين و كما يوعظ به في المساجد، و أيضاً كما كان دعماً أخلاقياً للناس، و حافزاً و ملهماً للجيش، أما الخلافة و رجال الدين و القرآن، فقد توقفوا عن السيطرة و الإلهام .

"و قد أصبح التركي الرزين يشرب الخمر، و الجندي المخلص أصبح متمرداً، و صار الدين عرضة للسخرية و الاحتقار، و كل فكرة غير أخلاقية التقطها منفيو عبد الحميد من قيعان الأحياء الفقيرة في عواصم أوروبا تفجرت و تفشت و انتشرت، العروض السينمائية الرديئة و الخليعة و الكفرية، و بيوت الدعارة امتلأت حتى فاضت، و النوادي التي تختلط فيها السياسة بالرذيلة، و المطبوعات البذيئة و الصور غير المحتشمة غمرت المدينة (أي اسطنبول).

"الفوضى المتحررة من الأخلاق على طريقة قطاع الطرق في حي الفنانين في باريس، الإرهاب الشرير للكاربوناري في البرتغال، المثالية المدمرة للثورة الفرنسية، النظريات غير المفهومة لسبنسر و نيتشة و هارتمان، و الهيمنة المضرة للماسونية المنحرفة، اختلطت و تخمرت معاً لتنتج خليطاً غريباً من السلبيات التي حلت محل نفوذ الخلافة المنهارة".

النتيجة: هذه هي قيمة التغريب في نظر سادته الغربيين و مازال منذ بداياته يلتقط نفاية الحضارة الغربية و يجلبها إلينا، فهل سيكذّب المتغربون معلميهم الذين ربوهم و أرضعوهم و أرسلوهم إلى بلادنا؟

"من السهل فهم السبب في أن القسطنطينية تغيرت جوهرياً و ليس سطحياً، فقد انتهت الشرور القديمة، هذا صحيح، و لكن شروراً جديدة أتت، بالإضافة إلى أن الفضائل القديمة تموت، اذهب حيثما شئت في المدينة فلن تجد علامة على الأمل أو النماء"[ii].

و مازال هذا دأبنا منذ ذلك اليوم إذ يتم التغيير، نعم، و لكن إلى الأسوأ و ليس نحو الأفضل، و للتغريب في سبب ذلك النصيب الأوفر.

●الهوامش

 

[i]- المرجع: سليم رستم باز اللبناني، شرح المجلة، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1986، ص 1039-1041.

[ii]- Sir Mark Sykes, The Caliphs' Last Heritage: A Short History of the Turkish Empire, Garnet, UK, 2002, p. 508- 509.

قراءة 1832 مرات آخر تعديل على الجمعة, 13 تشرين2/نوفمبر 2015 07:04

أضف تعليق


كود امني
تحديث