علي مدي 30 سنة و أنا أتابع عمل النخبة العربية و أخذت الجزائر كأنموذج و صراحة خلاصة المتابعة صدمة و معرفة السبب الرئيس في تخلف المسلمين و عدم إنبعاث حضارتهم بعد.
قرأت لنخبويين يحملون أسماء مسلمة و مسجلين كمسلمين لكنهم كل إجتهاداتهم و تنظيرهم و فكرهم يدور حول نفي دور الدين الجوهري عن حياة الفرد و الجماعة. خرجت للنور مؤسسات دراسات إستراتيجية و فكرية أصحابها مسلمون و فكرهم غير مسلم....يبشرون بعالم عربي يطرد الدين من حياة الناس أو يتركه في زاوية ضيقة من نفسه أي القلب و كفي...
لدينا أقلام و أدمغة مسلمة كرست حياتها لمحاربة الإسلام ليس فقط كدين بل أيضا و خاصة كمنهج حياة و درب اليقين لكل فرد و جماعة...فكيف لا نتقهقر بآلاف السنين إلي الخلف حيث خرج علينا أناس يستبيحون أرواح المسلمين بإسم الإسلام ؟
فالعداء الذي يعشعش في أذهان نخبويين ليس لهم من الإسلام إلا الإسم أحدث اضرارا أكبر بكثير مما خلفه الإحتلال العسكري المباشر لبنو صهيون و الصليبيين...
فنحن اليوم نري الفرد المسلم مريض بعدة أمراض أهمها إعراضه عن أخلاق دينه و قد بالغ إلي حد الإنتحار في التمسك بمادية لم تجلب له شيء من السعادة الأرضية أو الآخروية و هذا كله بسبب ماذا ؟
بسبب المذاهب المادية التي تروج لها نخبة نصبت نفسها وصية علي أفهام الناس و أفئدتهم ثم يتباكون علي هزائمهم في فلسطين و غير فلسطين...
فمن حاصر فلسيطنيون في غزة ليس العدو الصهيوني إنما دولة مسلمة تتغني بريادتها للعالم العربي منذ ظهور الحكم الملكي و العسكري البغيض فيها و نشوء فيها قومية عربية غاية في العنصرية.
فلنسئل أنفسنا : كيف لعقل صاحبه مسلم يحمل كل هذا العداء للإسلام دينا و دولة، حضارة و منهج حياة ؟