قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الجمعة, 29 أيلول/سبتمبر 2023 06:18

السيرة النبوية من الجانب الذي لا يراد لنا أن نعرفه عن رسول الله بتصرف

كتبه  الدكتورة ليلي حمدان
قيم الموضوع
(0 أصوات)

خطورة التَّقصير في معرفة النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم

وتكمن أهمية هذا الطَّرح في أن القصور في معرفة التَّصور الكامل لشخصية النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ينعكس على أداء المسلمين، ويتحول إلى قصور آخر في الاتِّباع والتَّطبيق لنبيِّهم صلَّى الله عليه وسلَّم الذي أمرهم الله سبحانه باتِّباعه واتخاذه أسوة حسنة قال تعالى (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) وقال سبحانه (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا).

ثمَّ إنَّ المعرفة الكاملة برسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، تتجاوز ذلك الاقتداء بالمظاهر وتحوله إلى اقتداء به كنموذج كامل لتحقيق كفاءة منشودة في أداء هذه الأمَّة.

ولم يتعدَّ اهتمام منابر الدَّعوة العامَّة إبراز شخصية النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم من الجانب الأخلاقي بتغييب مؤسف لكفاءة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في بناء أمَّة وقيادتها سواء كان ذلك في مراحل الضَّعف أو القوَّة.

وما يزيد من عمق الأسف أنَّ نماذج أخرى يتمُّ تداولها للاقتداء بها بين المسلمين كالقائد الفرنسيّ الشَّهير نابليون بونابرت أو السَّفاح الألمانيّ أدولف هتلر أو الآباء المؤسِّسين للولايات المتَّحدة الأمريكيَّة على اعتبار أنَّهم الأقرب لحاجة الجماهير لنموذج يقدِّم الكفاءة المطلوبة لسير الحياة والمجتمعات.

إنَّ دراسة السِّيرة بتأني وعمق، تكشف السِّتار كاملًا عن سيرة أعظم قائد فذٍّ متفرِّد لا نظير له في أيّ ميدان قيادة.

وهي واجبة كونها تقدَّم حياة أكمل النَّاس بتفاصيلها الهامَّة، وكونها استجابة لأمر الله سبحانه،  ثم لعصمة الله له صلَّى الله عليه وسلَّم، وللعبر التي في حياته، ولأنَّها أساس الفلاح والنَّصر. 

 

تصحيح مفاهيم

وإنَّ أحد أبرز أسباب تخلُّف المسلمين عقديًّا ودنيويًّا، هو اعتبارهم سيرة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم مجرد رواية يستأنسون بها، بينما هي في الأساس علم كامل بأبوابه وفصوله المتَّصلة.

فالسِّيرة “علم دقيق، علم في روايته وإسناده وضبطه، علم في مدلوله وفقهيَّاته ودلالته على علوم الإسلام من عقائد وغيرها”.

وقد قدَّم النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم أمثلة شاملة لجوانب الكمال البشريّ.. في تعامله مع زوجاته ومع أبنائه وبناته ومع أحفاده وأقاربه، ومع الجيران والضُّيوف والمستضيفين، ومع خواص أصحابه، ومع شرائح اجتماعيَّة مخصوصة، كالمسلمين الجدد، والمستفتين، والأعراب، والعصاة المذنبين والمنافقين والشَّرائح العامَّة في المجتمع. ومنها تعامله مع عموم النِّساء وكبار السِّن والصِّغار وذوي العاهات وذوي الهيئات والنابغين والأغنياء وأصحاب البلاء والفقراء والمتخاصمين والأعداء بل وغير البشر، كالجنِّ والدَّواب.

وأهمُّ ما يُقْتَدَى به من سيرة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: القوَّة في طاعة الله تعالى وعبادته، ثمَّ كثرة ذكره لله وشدَّة تضرُّعه ودعائه له سبحانه مع هذه القوَّة في العبادة.

فهو رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم الذي جمع بين خشوعه وبكاءه عند ذكر الله من جهة وبين قوَّة العمل لله من جهة أخرى.

قدوة في كلِّ مضمار

 

كان يمرُّ على الصِّبيان فيسلِّم عليهم، وكانت الجارية تأخذ بيده فتنطلق به حيث شاءت. وكان صلَّى الله عليه وسلَّم يَخْصِفُ نعله ويُرقِّع ثوبه، ويحلب شاته، ويجالس المساكين، ويمشي مع الأرملة واليتيم في حاجتهما، ويجيب دعوة من دعاه ولو إلى أيسر شيء ويعود المريض ويشهد الجنازة ويركب الحمار ويجيب دعوة العبد. 

قال أنس رضي الله عنه: كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم من أحسن النَّاس خُلُقًا. فأرسلني يومًا لحاجة، فقلت: والله لا أذهب، وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبيُّ الله. فخرجت حتى أمرُّ على صبيان وهم يلعبون في السوق. فإذا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قد قبض بقفاي من ورائي. قال رضي الله عنه: فنظرت إليه وهو يضحك، فقال صلَّى الله عليه وسلَّم: “يَا أُنَيْسُ أَذَهبْتَ حَيْثُ أَمَرْتُكَ؟” قال رضي الله عنه: قلت نعم. أنا أذهبُ يا رسول الله. فما أجمل هذا الحِلْمَ!

وكان صلَّى الله عليه وسلَّم قدوة في الشَّجاعة، فعن مسلم عن البراء بن عازب قال رضي الله عنه: “كُنَّا والله! إذا احمرَّ البأسُ نتَّقي به وإنَّ الشَّجاع منَّا للَّذي يُحَاذِي به”. يعني النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم.

وقدوة في الجود والكرم، فعن ابن عبَّاس قال: “كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أجود النَّاس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كلِّ ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله أجود بالخير من الرِّيح المرسلة”.

وقدوة في الخشية والخوف من الله، فعن مُطَرِّف عن أبيه رضي الله عنه قال: “رأيت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يصلِّي وفي صدره أزيز كأزيز الرَّحى من البكاء”.

وقدوة في الزُّهد في الدُّنيا والتَّنزُّه عن مكاسبها. فكان صلَّى الله عليه وسلَّم يحثُّ أصحابه على الزُّهد في الدُّنيا والتَّعلُّق بالآخرة بينما كان يحجُّ على رَحْل رثِّ وقطيفة لا تكاد تساوي أربعة دراهم.

وقدوة في الثَّبات مع اليقين بوعد الله. فقد روى البخاريّ ومسلم عن أبي إسحاق عن البراء قال له رجل: يا أبا عمارة ولَّيتم يوم حنين! قال: لا والله ما ولّى النَّبيّ ولكن ولّى سرعان النَّاس (أوائلهم) لقيهم هوزان بالنُّبُل. والنَّبيُّ على بغلته البيضاء، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بلجامها، والنَّبيُّ يقول: “أنا النَّبيُّ لا كَذِب أنَا ابْنُ عَبْدِ المطَّلِب”.

وقدوة في الصَّبر على النَّاس والعفو عن المسيء وقد جاء وصفه في التَّوراة (ليس بفظٍّ ولا غليظ ولا سخَّاب بالأسواق ولا يدفع السَّيِّئة بالسَّيِّئة ولكن يعفو ويصفح). 

وقدوة في كثرة الاستغفار والتَّوبة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: “والله إنِّي لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة”.

وقدوة في العبادة، عن عائشة رضي الله عنها أنَّ النَّبيّ كان يقوم من اللّيل حتى تتفطَّر (أي تتشقَّق) قدماه فقالت عائشة رضي الله عنها: لِمَ تصنع هذا يا رسول الله، وقد غفر الله لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر؟ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: “أفلا أُحبُّ أن أكون عبدًا شكورًا”.

كان قدوة في التَّطوّع وقراءة القرآن وقدوة في ذكره لله سبحانه فقد كان يذكر ربَّه في كلِّ أحيانه قائمًا وقاعدًا وماشيًا وراكبًا وسائرًا ونازلًا.

وقدوة في الحجِّ، وقدوة في الجهاد وسائر عبادات القلب والجوارح.

قدوة في المعاملات

باع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم واشترى وآجر واستأجر وشارك غيره فكان قدوة يُقتدى به في معاملات المال والتِّجارة وشَهدت له بذلك أمُّنا خديجة رضي الله عنها ومن تعامل معه من قبل أن يُبعث نبيًّا حتى لُقِّبَ بـ”الأمين”، ويروى أنَّه قَدِم عليه شريكه قال: أما تعرفني؟ قال: أما كنت شريكي؟ فنعم الشَّريك كنت لا تداري ولا تماري. 

يعود المريض ويشهد الجنازة ويجيب الدَّعوة ويمشي مع الأرملة والمسكين والضَّعيف في حوائجهم وسمع مديح الشِّعر وأثاب عليه.

حليم رحيم بالصَّغير والكبير، تبصر في سيرته الفقه العظيم في التَّعامل مع المخطئ والمقصِّر والمسيء. وتأمَّل قول أنس بن مالك رضي الله عنه حيث قَالَ: خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ، وَاللَّهِ مَا قَالَ لِي: أُفًّا قَطُّ، وَلَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ: لِمَ فَعَلْتَ كَذَا؟ وَهَلَّا فَعَلْتَ كَذَا؟ 

وترك صلَّى الله عليه وسلَّم مع أمِّ أيمن وزيد بن حارثة وأسامة بن زيد رضي الله عنهم، معاملات رفيعة المرتبة ودروسًا من الفهم اللَّبيب وحسن الاستيعاب والحكمة.

لقد قدَّم لنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلم نماذج ضروريَّة جدًا في فنِّ التَّعامل مع النَّاس على اختلاف مراتبهم الدنيويَّة، وحاجاتهم وظروفهم، فكان كلُّ درس عظيمًا يشعرنا بدرجة الضَّياع التي وصلنا لها.  

ومواقف إحسانه واستيعابه للخدم ولأهله لا تزال منارات مشرقة في عظمة مكانته صلَّى الله عليه وسلَّم.

فقائد معركة بدر الكبرى يستمع لقصة أمِّ زرع ليؤنس زوجته رضي الله عنها.

وقائد فتح مكَّة تزوره صديقة خديجة وهو عند عائشة رضي الله عنهما، فتقول: أنا جثَّامةُ المُزنيَّةُ فقال: بل أنتِ حسَّانةُ المُزنيَّةُ كيف أنتم؟ كيف حالكم؟ كيف كنتم بعدنا؟ فقالت: بخير بأبي أنت وأمِّي يا رسول الله. فلمَّا خرجت قالت عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال، فقال صلَّى الله عليه وسلَّم: “يا عائشة إنَّها كانت تأتينا زمان خديجة وإن حسن العهد من الإيمان”. 

أقام دولة للإسلام امتدَّ نورها إلى اليوم ولم يكن يجد مشكلة في أن يعترف بحبِّه لزوجته، فقال عن خديجة إنِّي قد رُزقت حبَّها. وتوفي صلَّى الله عليه وسلَّم ورأسه على صدر زوجته عائشة رضي الله عنها.

هو النَّبيُّ العظيم الذي لم تشغله هموم الدَّولة والغزو والجهاد وتجهيز الجيوش ونشر الدَّعوة في العالم وإرسال الرَّسائل إلى كسرى وقيصر ومتابعة الأمور العظيمة لم يشغله ذلك عن مراعاة مشاعر زوجاته واستيعاب غيرتهنَّ وحاجاتهنَّ. فقدَّم دروسًا من فنِّ التَّعامل مع الزَّوجات في كل مواقف الأزواج في الشِّدة والرَّخاء. ونشاهد مراعاته صلَّى الله عليه وسلَّم الأحوال النَّفسية والطِّباع الشَّخصيَّة ودون أن يكون في هذه المراعاة أثر سلبي في إحقاق الحقِّ.. كما في قصَّة عائشة رضي الله عنها حين غارت فكسرت قَصْعَة الطعام التي أرسلتها إحدى أمَّهات المؤمنين “فجمع النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم فِلَق الصحفة ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة” ويقول:”غارت أمُّكم”… ونلاحظ كيف كان رد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم المشعُّ بالحكمة:”غارت أمُّكم”، عندما أخذت طبق الثمر الذي أرسلته له الأخرى وهو في بيت عائشة. فألقت بالطبق فانكسر.. فضحك رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لغيرتها. ولكنه في نفس الوقت أمرها بأن تأتي بطبق آخر وتجمع الثمر فتغسله فيأكله ثم يأمر أن تعطي طبقها للأخرى بدلاً من الذي كسرته.. ويحدِّد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بذلك منهجًا عامًا في التعامل مع النِّساء والتَّعامل مع النَّفسيَّات دون إضرار بميزان الحقّ.

وكيف لا يكون له هذا الشأن وقد ربَّاه الله سبحانه تربية خاصَّة، وصحَّح له المقاييس وأرشده لخيرها، وجاءت المواقف كالدُّروس تصحِّح فهم الأمَّة وفهم الرَّسول للأخلاق التي يرضاها الله، كما شاهدنا ذلك في سورة عبس، وليس تصحيحًا لسوء خُلُق أو قلَّة خُلُق حاشاه.

وتأمَّل هذا الموقف من سيِّد المرسلين، وقصَّته المشهورة في غزوة الخندق حين كان يربط على بطنه حجرين بدل الحجر الواحد وكان يعمل مع صحابته في الغزوات وهو القائد مردِّدًا: (ما أنتما بأقوى منِّي، ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما).

 

بتصرف عن رابط : https://tipyan.com/seerah-from-another-angle

قراءة 245 مرات

أضف تعليق


كود امني
تحديث