قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 25 كانون1/ديسمبر 2023 08:23

أمّن يجيب المضطر إذا دعاه

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين محمد وعلى آله و صحبه وسلم، و بعد:

قال الله تعالى:{ أمّن يجيب المضطر إذا دعاه و يكشف السوء و يجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرّون} 62 النمل، يقول الشيخ إبراهيم الرحيلي حفظه الله أستاذ العقيدة في كلية الشريعة في المدينة المنورة، في تفسيره لكتاب التوحيد، فيما يخص هذه الأية " المضطر الذي أصابه الضرر و الكرب، الله هو المتفرد في إجابة المضطر إذ ادعاه، قال أهل العلم، إجابة المضطر مقيّدة بدعائه، بطلب التفريج، و بإزالة الضرر الذي وقع، إذا دعاه أجابه الله عزّ وجل، و إذا لم يدعه قد يكشف ما به من ضرر، وقد لا يحصل هذا، وهذا يدل على فضل الدعاء، وأنّه من توجّه إلى الله في حاجته، ورفع حاجته إلى الله عزّوجل يرجى له التفريج، قال بعض العلماء: المضطر يدخل فيه حتى الكافر، فإن الله يفرج عنه في حال الكرب، قال تعالى:{ فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين، فلّما نجّاهم إلى البر إذا هم يشركون} العنكبوت 65، علموا أنّه لا ينفعهم إلاّ الله.

تفرد الله بالإجابة، ما يصيب الناس من الهموم و الغموم، ومن المصائب، لا قدرة لأحد على تفريجها و رفع الضرر والبلاء إلأّ الله عزّوجل، { ويكشف السوء} النمل. السوء أعم، لا يكون في حال كرب شديد، لكن يكون في سوء.

{و يجعلكماء خلفاء الأرض} أي يخلف بعضكم بعضا، وليس معنى أنّ الإنسان خليفة عن الله تعالى كما يقول بعض الناس، ولا يجوز للمخلوق أن يكون خليفة لرب العالمين من عدّة أوجه؛ أنّ الخليفة هو الذي يخلف الميت إذا مات، أو الشاهد إذا غاب، ربّ العالمين حي لا يموت، وهو شهيد على كل نفس، كما في الحديث:( اللهم أنت الصاحب في السفر و الخليفة في الأهل) فهو يخلف المسافر في أهله، ولا يخلفه أحد، ذكر شيخ الإسلام في منهاج السنة المجلّد الرابع، أ نّه لا يصّح أن يقال أن الإنسان هو خليفة الله في الأرض، وإنما يخلف بعضهم بعضا، من حيث الوجود هذه أجيال مضت تخلفها أجيال، ملوك و أمراء يذهبون ثمّ يخلفهم غيره، و الآباء يخلفهم الآباء، و الرسل يخلفهم أصحابهم.

{ أإله مع الله} الله هو المتفرّد بالألوهية ليس له شريك،{ قليلا ما تذكرون} هذه المسائل العظيمة التي دلّت عليها النصوص، و دلّت عليها العقول السليمة.

من توجه إلى غيره فإنه مخذول من جهة تحقق الإجابة، لأن الله متفرد في إجابة المضطر، و من وقوعه في الشرك الأكبر؛ وهو توجهه إلى غير الله بالدعاء.

الخلق متسببون بنفع بعضهم بعضا، وهذا السبب ليس مؤثر بذاته، فلا يوجد سبب مؤثر بذاته إلاّ بقدرة الله، الأمور كلّها بإرادة الله، ولو كان سبب مؤثر بذاته لكان منازعا لله في خلقه، من حكمة الله أن كل ما يفعل من الأسباب ليست مؤثرة، و الله قادر على إبطال الأسباب، و إيجاد الأشياء بغير سبب، هذا دليل على تمام قدرة الله تعالى.

من هداه الله إلى هذا الدين فليعلم أنّ هذا اصطفاء ونعمة من الله كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( من وجد خيرا فليحمد الله) فليكثر من ذكر الله ومن شكره، وتعظيمه، وليعلم أن الله اصطفاه على ملايين من البشر لم يشأ الله هدايتهم إلى كلمة لا إله إلاّ الله محمد رسول الله، ثم عدد مأجوج و مأجوج، كم عدد الإنس و الجن الذين ضلوا عن هذا الدين، أهل الجنة في أهل النار كشعرة بيضاء في ثور أسود، فأنت بمثابة النسبة الضئيلة في كثرة من ضل، و لهذا المؤمن إذا تأمل ما أنعم الله عليه من نعمة الوجود، ونعمة الهداية، ومن نعمة العلم و التوفيق، فإنه يحب ربه محبة عظيمة، لا تقاس بغيرها من أنواع المحبة". هذا و الله أعلم و صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

 

قراءة 184 مرات

أضف تعليق


كود امني
تحديث