قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الثلاثاء, 12 آذار/مارس 2024 09:57

منازل القرب و التقرب

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يقول الله سبحانه وتعالى: {و إذا سالك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعانِ فليستجيبوا لي و ليؤمنوا بي لعلّهم يرشدون)}.
و يقول سبحانه: {فاسجُدْ و اقتربْ}.
و يقول جل من قائل: {أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيها أقرب)}..
و ذلك كله ترغيباً منه، و مودة لعباده، و تحبّباً منه جل شأنه لخلقه الذين ارتضوه ربّاً، و دانوا له بملء القلوب و الجوارح بالعبودية التي أيقنوا أنها أشرف المنازل و أرفع المقامات.
و المتتبّع لآيات القرب و التقرب في كتاب الله؛ بين الله العلي الكبير و عباده الفقراء إليه، الضعفاء أمام جبروته، الأذلاء أمام عزّته؛ يجد فيها ما يدفعه إلى المزيد من طاعته و التقرب إليه بما يحبّه سبحانه و يرضاه، فهو جل و علا يصغي إلى دعائنا و انكسارنا، و يسمع تضرّعنا، ما خفي منه و ما ظهر، و يخبر نبيه صلى الله عليه و سلم بأنه سميع قريب مجيب، لا يحتاج العباد إلا لدعائه و ندائه؛ مخبتين موقنين بصدق أنه سبحانه البر الرحيم، فيجدوا الإجابة أو ما هو خير منها..
و هنا؛ تتشجّع النفوس الوجلة، و تُبسط الأكفّ المرتعشة، و تنطلق من القلوب الكسيرة ابتهالات تحمل إلى ربها آهات الجراح، و عذابات الضمائر، و رجاء التائبين الذين أثقلتهم الخطايا حتى قصم ظهورهم ثقلها، فإذا بريق الأمل و نور الرحمة و دفء الحنان الرباني الغامر؛ تغمر النفوس الحائرة الطامعة في رحمة الله، و تنساب المناجاة الصادقة أمواجاً من الرجاء، و آفاقاً من الفرح، و تغدو الدموع ابتسامات، و الجراح أناشيد بهجة تطيح باليأس و تطرد الشقاء، فتحلّ محلّه نعمة الاطمئنان، و تتجلى رحمة الله {فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعان}.. و أي شيء يرتجيه البائس المحزون المضطر إلا أن يستجيب الله دعاءه؛ فيفرّج كربه، و يجبر كسره، و يكشف ما يسوؤه.
و تبدأ القلوب الراجية تبحث عن كل ما من شأنه أن يجعل الدعاء مسموعاً، و الاستجابة أو ما هو خير منها واقعاً لا محالة، و لأن القلوب في حالة بحث مخلص عما يقربها من الله، و النفوس في حالة رجاء الرحمة من الله؛ يبدو الطريق واضح المعالم أن الاستماع من الله جل و علا إلى دعاء عباده حقيقة مؤكدة، و أن الاستجابة منه سبحانه حقيقة مؤكدة كذلك؛ إذا ما وفى العبد بحق هذا الدعاء {فليستجيبوا لي و ليؤمنوا بي لعلّهم يرشدون} أن يلتزم العبد طريق الرشاد النابعة من الاستجابة لأوامر الله و نواهيه، و من الإيمان المطْلق به جل و علا، و الإيمان بأن الخير بيده، و العطاء بيده، و الرضا بيده، و الضر و النفع بيده، و القدرة له وحده {بيدك الخير إنك على كل شيء قدير}..
يتفطّر قلبك أيها العبد الراجي رحمةَ الله، فيجده خالقه قد امتلا بحبه، فأفاض ذلك الحب على جوارحك تسليماً و رضا و يقيناً، فانساب إذ ذاك دعاء ترسله روحك المطمئنة إلى ربّها و قد أسلمت أمرها إليه دونما شك بقدرته أو رحمته أو عدله سبحانه، فيقربك منه بما شاء من تجليات الرحمة و موجبات المغفرة و جميل الطاعات.
و ينظر سبحانه إلى وجهك، فإذا هو ساجد مقترب متبتّل مخبت، تسقي دموعك مصلاك، و تحرق زفرات الندم قلبك، فتتحوّل نار الندم إلى برد رجاء، و سلامِ تسليمٍ و رضا، و إذا العزة تضيء جبينك الساجد بتذلّل و خضوع و إنابة، لا ترجو إلا قربه و التقرب إليه، فيعلم ذلك يقيناً من نفسك؛ فيرفعك درجة لتكون منه أكثر قرباً، و له أشد حباً، و عليه أعظم اتكالاً.
و يراقب الله تعالى أداءك في العبادة و العمل و في حياتك كلّها، فيجدك تعبده كأنك تراه، و أنت موقن بأنك إن لم تكن تراه فإنه يراك، يراك تخافه و تخشى عذابه إن حدثتك نفسك بذنب أو تقصير، و يراك نادماً مستعبراً مستغفراً إن اقترفت ذاك الذنب أو تلك المعصية، و يراك ضارعاً إليه إن وُفقت إلى عمل صالح {ربَّنا تقبَّلْ منّا إنك أنت السميع العليم}.. تخشى أن يُرَدَّ عملك فلا يُقبل، فيتملّكك الخوف و الإشفاق أن يضيع عملك؛ فتسمع قوله سبحانه: {و ما كان الله ليضيع أعمالكم{، فتطمئن نفسك، و تشدّ رحالك إلى منازل قرب أخرى تجعلك أقرب و أقرب، و بين عمل و آخر يتجاذبك الخوف و الرجاء خوف الرد و رجاء القبول، فإذا رأى الله منك إحساناً رفعك الى درجة المحسنين، وعمَّكَ غيثُ رحمته؛ مصداقاً لقوله سبحانه: {إن رحمة الله قريبٌ من المحسنين}.
و ينظر الله تعالى إلى يديك، فإذا هما تنفقان يميناً و شمالاً حتى ما تعلم شمالك ما تنفق يمينك، تعطي و تقدّم القربات و قلبك وجلٌ ألا يُقبل العطاء، و لكن الله بعلمه و حلمه و عدله يعلم منك صدق النية، و طهر اليد، و نقاوة الضمير، و الرغبة الصادقة في القرب منه، فيقبل صدقتك و عطاءك، و يكتبها لك قربة عنده، فتقترب من رحمته و فضله درجات و درجات..
و تنام العيون، و تخلد الأجساد إلى الراحة و السكون، و تغرق الأرواح في عالم الدعة و الأحلام، و إذا بك تبسط كفيك بالضراعة، و تستقبل القبلة بالقيام، تتراءى لك ذنوبك جبالاً ثقالاً، فيقشعر لها بدنك، و تهرع إلى الدمع النادم، و السجود الخاضع، و الإنابة القلبية الخالصة، فتتقرب إلى ربك بالتوبة النصوح و الاستغفار الصادق، راجياً أن تكون ممن استغفروا ثم تابوا، فاستجاب لهم ربهم، و قرّبهم إليه، و أنالهم مطلبهم مصداقاً لقوله تعالى: {فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب}.
و هكذا تمضي الأيام بك التي كتبها الله لك في هذه الحياة الدنيا، و أنت تتنقل بين المنازل الرحيبة الأليفة الحبيبة المشرقة بالطاعات العامرة بالرضا و القربات، و تطوف بك الروح في مراكب القلوب الراجيات، راجياً أن تكون من أهل القرب؛ لا تدع وسيلة إلا اتبعتها، و لا طريقاً إلا سلكته، و لا قربة إلا بذلتها، فإذا لقيت ربك كنت أقرب إليه، و أحب إليه، و أكرم لديه مما ظننت، فيعفو عنك، و يتجاوز عن ذنبك، و يمحو سيئاتك بمنّه و كرمه و لطفه و ودّه، و يدخلك الجنة برحمته و فضله
{ربّنا وسعتَ كلَّ شيء رحمة و علماً فاغفر للذين تابوا و اتبعوا سبيلك و قِهِمْ عذاب الجحيم}.

الرابط : https://www.ajlounnews.net/articles/%d9%85%d9%86%d8%a7%d8%b2%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a8-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%82%d8%b1%d8%a8/

قراءة 147 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 13 آذار/مارس 2024 10:15

أضف تعليق


كود امني
تحديث