قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 06 نيسان/أبريل 2024 09:49

نعمة الهداية

كتبه  الأستاذ عبد الرحمن زكي حمد
قيم الموضوع
(0 أصوات)

قال الله تعالى ضمن آيات الصيام الواردة في سورة البقرة: (وَ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [البقرة: 185].

تأمل ما أعظم هذه النعمة و ما أعظمه من دين و هو يأمر أتباعه بتكبير الله و تعظيمه و حمده على نعمة الهداية.

‏هل تأملت يوما في معنى نعمة الهداية للإسلام؟ هل استشعرت بركتها و أحسست بعظيم فضل الله عليك بها أن جعلك مسلما؟ هل تفكرت في عظيم نعمة إدراك رمضان، و التوفيق فيه إلى الصيام و القيام و تلاوة القرآن؟ هل حمدت الله على هذه النعم كثيرا؟

إن نعمة الهداية للإسلام و لطاعة الله عز و جل هي أعظم نعمة ينعم الله عز و جل بها على عبده، و لما ذكر الله عز و جل في القرآن تمام النعمة على المسلمين جعل غاية ذلك حصول الهداية، فقال سبحانه: (وَ لِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [البقرة:150].

ألا تشعر في قلبك بلذة و حلاوة و جمال الهداية و قد أكرمت بعبادة الله تعالى و طاعته، ألا تشعر بالشرف و التكريم و أنت تركع و تسجد لله الواحد الأحد، خالق الخلق و مالك الملك و مدبر أمر السماوات و الأرض و من فيهن، و غيرك يسجد و يركع لحجر أو شجر أو بشر! فلك الحمد يا ربنا حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه.

إننا مأمورون في كل صلاة أن نسأل الله الهداية و الثبات، ففي كل يوم و في كل ركعة نقرأ هذا الدعاء القرآني العظيم: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) [الفاتحة:6].

و قد كان صلى الله عليه و سلم يكثر من سؤال الله الهداية و الثبات كما صح عنه صلى الله عليه و سلم  أنه كان يقول: "اللَّهُمَّ اهْدِنِي وَ سَدِّدْنِي"، "اللهم إني أسألك الهدى و السداد)"، "اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدى و التُّقى"، و كان من دعاء النبي صلى الله عليه و سلم أيضا أنه كان يقول: "اهْدِنِي لِما اخْتُلِفَ فيه مِنَ الحَقِّ بإذْنِكَ، إنَّكَ تَهْدِي مَن تَشاءُ إلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ"، و أول عبارة نقولها في دعاء قنوت الوتر: "اللهمَّ اهدِني فيمن هديتَ"، بل إن أكثر دعاء كان يدعوه النبي صلى الله عليه و سلم كما صح عنه هو سؤال الله الثبات على الهداية فكان يدعو دائما: "يا مقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قَلبي على دينِكَ".

و إن نعمة الهداية هي بيد الله وحده، و لولا توفيق الله لنا ما اهتدينا و لا عرفناه و لا عبدناه، قال تعالى: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَ لَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين)[القصص:56]، و قال تعالى:(لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَ لَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ)[البقرة:272]، و قال تعالى:(وَ مَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ)[النحل:53]، و قال تعالى: (وَ مَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَيْهِ أُنِيبُ)[هود:88]، و قد كان صلى الله عليه و سلم يستظهر هذا المعنى في دعائه قائلا: "يا حيُّ يا قيُّومُ برحمتِكَ أستغيثُ أصلِح لي شأني كلَّهُ و لا تَكلني إلى نفسي طرفةَ عينٍ"، و يُروى أن النبي صلى الله عليه و سلم قال هذا الدعاء لما نزل عليه قول الله عز و جل: (وَ لَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا)[الإسراء: 74

و في حديث دعاء رفع الهم و الحزن يظهر هذا المعنى جليا من خلال إظهار الاحتياج و الافتقار إلى الله في قولك: "اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أَمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك".

و مع ما سبق بيانه فيجب عليك أن تعلم أيضا أننا مأمورون ببذل الأسباب لنيل الهداية و الحفاظ عليها، كما قال تعالى في الحديث القدسي: "يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أَهدكم"، و عند بذل هذا السبب و التزام الطاعات، يزيد الله لك في فضله و إنعامه و هدايته، كما قال تعالى: (وَ الَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَ آتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) [محمد:17].

و أخيرا تأمل أن أهل الجنة في الجنة يحمدون الله على نعمة الهداية عندما يرون ما أعد الله لهم من النعيم، قال تعالى عن حالهم: (وَ قَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَ مَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ۖ وَ نُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) [الأعراف:43].

لكل ما سبق يلهج القلب حمدا و تعظيما لله على نعمة الهداية، و تحقيقا و استجابة لقول الله تعالى: (وَ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).

فلك الحمد يا ربنا على نعمة الهداية و الإسلام، حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، ملء السماوات و ملء الأرض و ملء ما بينهما، و ملء ما شئت يا ربنا من شيء بعد، و نسألك يا ربنا و يا مولانا أن تحفظ علينا ديننا و إيماننا و أن تثبتنا عليه، و أن تزيدنا إيماناً و قرباً و حباً فيك يا كريم يا رحيم يا رحمن. اللهم آمين و الحمد لله رب العالمين.

الرابط : https://www.aljazeera.net/blogs/2024/4/4/%D9%86%D8%B9%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AF%D8%A7%D9%8A%D8%A9

قراءة 147 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 10 نيسان/أبريل 2024 08:40

أضف تعليق


كود امني
تحديث