قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 24 حزيران/يونيو 2020 04:26

ربنا العزيز

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الدين هو قوة في كل شيء، قوة في العقل، قوة في البدن، قوة في العلم.

ما هي العزّة في اللغة ؟ هي الكمال و الغلبة، و الجلال و الشرف، و القوة و القهر و الرفعة و المنعة، و العزيز أيضا هو منقطع النظير، الذي يصعب مناله، و وجود مثله.

لكن ما هو المعنى الشرعي للعزيز ؟ الله جل جلاله هو العزيز الذي لا أعزّ منه على الإطلاق، له جميع معاني العزّة، وصفا و ملكا، في أسمى معانيها، و أعلى كمالها، قال عزّ و جل : ( إنّ العزّة لله جميعا) يونس 65.

قال تعالى : (و إنّ ربك لهو العزيز الرحيم) الشعراء، تكرر هذا الاقتران في هذه السورة بعد ختم قصص الأنبياء مع أممهم ثماني مرات، ليدل على مزيد من صفات الكمال و العلا، التي منها : أنّ ما قدره الله لأنبيائه من النصر، و التأييد، و الرفعة، هو من أثار رحمته التي اختصهم بها، و ما قدره الله عزّ و جل لأعدائهم من الخذلان و العقوبة من آثار عزّته، فنصر رسله و نجاهم برحمته، و انتقم من أعدائه فأهلكهم بعزته، فدّل على أن ما حكم به تعالى بين الرسل و أتباعهم، صادر عن عزّة و رحمة، و أنّه تعالى من كماله و عظيم شأنه، أنّه سبحانه عزيز في رحمته، رحيم في عزّته، و هذا هو أعلى الكمال، العزّة مع الرحمة، و الرحمة مع العزّة، فهو رحيم بلا ضعف و لا ذلّة، هذا الاسم الكريم يورث العبد العزّة في دين الله تعالى، و إن هذه العزّة تعلوا في اتباع أمره تعالى، و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم، و السير مع الصالحين من عباده، فإنه تعالى كتبها له، و لحزبه، قال الله عزّ جل : ( و لله العزّة و لرسوله و للمؤمنين و لكن المنافقين لا يعلمون ) المنافقون.

فمن أراد العزة في الدنيا و الأخرة فيطلبها من الله تعالى وحده، قال عزّ و جل : ( من كان يريد العزة فلله العزّة جميعا) فاطر 10. و لا تكون إلاّ بطاعته و اتباع أمره.

الذي ينبغي أن يكون في القلب هو الله تعالى، يعرض المسلم عن المخلوق إلى الخالق، عن المربوب إلى الرب، عن الضعيف إلى القوي، عن الذي لا ينفع و لا يضر، إلى الذي ينفع و يضر. الذي لا يفرق بين الأمور فهو غير مميز، كلما قوي العقل، كلما كانت له قدرة على التمييز، حتى في المجلس الواحد، يفرق بين الناس و ينزل الأحكام على أصناف الناس، الطفل الصغير لا يميّز حتى ينموا عقله.

إذا نظر إلى المخلوقات، و يسعى في جمع المتفرق يتشتت قلبه، و يسعى في إرضائها، لكن إذا أعرض عن المخلوقات بعد مشاهدتها أعرض عن المربوب إلى الرب يميّز، ثم ينظر إلى ما ينفع و يفرق بين الناس، الإنسان إذا طلب ربه، و اجتمع قلبه على الله أعرض عن هذه المخلوقات بعد أن شاهدها، اجتمع قلبه على توحيد الله و عبادته، لا يشتغل بالمخلوقات و الشاهد حديث النبي صلى الله عليه و سلم : ( من أصبح و همّه الدنيا شتت الله عليه أمره و فرّق عليه ضيعته و جعل فقره بين عينيه و لم يأته من الدنيا إلاّ ما كتب له، و من أصبح و همّه الآخرة جمع الله له همه و حفظ عليه ضيعته و جعل غناه في قلبه و أتته الدنيا و هي راغمة ) رواه زيد بن ثابت بإسناد جيد، جاءته الدنيا و هي راغمة لأنه طلبها بأقوى سبب، و أما من أصبح و الدنيا أكبر همّه تفرّق عليه أمره و جهده و وقته و أصابه عدم التوفيق، و بعد هذه التفرقة يحصل له اضطراب، إذ يطلب الكثير و يرضي الكثير، و يكون نتيجة ذلك عدم التوفيق، يبذل الأوقات في طلب الناس، و إرضائهم.

ثم بعد ذلك الفرق الثاني بين الخالق و المخلوقات، و هو أنّ المخلوقات مدبرة، و أنها في قبضة الله، بعد ذلك يطلب ربه، و هذا هو تحقيق شهادة لا إله إلا الله، المخلوقات موجودة، لكن ليس فيها شيء من النفع و الضر و إنما هي مربوبة مخلوقة، فقر الإنسان في كل شيء حتى في ملبسه و مأكله، فكيف بمنفعته لغيره، ثم يفكر من بيده الأمر، من بيده مقاليد الأمور، فينصرف إلى ربه، فهنا يفرق بين الخالق و المخلوق، و يكون حرا عزيزا لا يفتقر و لا يذل لأحد غير الله العزيز،

يتحرر من تعلقه بالدنيا، بالراتب الشهري، بالصور، بالذين يعظمهم من المخلوقات، المتوكل على الله هو الذي عمل أعظم الأسباب و غيره منصرفون إلى المخلوقين، النبي صلى الله عليه و سلم يخاطون المخلوقين بأبدانهم لكن قلوبهم معلقة بالله العزيز، و يأبى الله عزّ و جل أن تكون الرفعة و التمكين في الأرض و إقبال الناس على الرجل إلاّ لأهل السنة و الاستقامة، أما أن تكون في فترة من الفترات فنعم، فإذ للباطل جولة، و لكن العاقبة للمتقين، العاقل يحسب لهذه الأمور حسابها، لأن الله عزيز، هذا الدين لا يبنى على الرئاسة و مكانة الرجل، و لكن يبنى على الدليل، إذا جاء الدليل قبل و لو من صغير في السن، و من جاء بالباطل و لو كان كبيرا فهو باطل، و لو كان عظيما، و لو كان و لو كان شيخا كبيرا.

استغناء القلب عن جميع المخلوقات لا يكون إلا إذا استعان بالغني الحميد، و لهذا من توكل على الله فهو حسبه و من توكل عليه فهو من أقوى الناس، و من توكل على المخلوقين فهو أضعف الناس، و له لذة في النفس، و انشراح في الصدر كما فيه ( أي التوكل ) غنية و كفاية، و قوة في اليقين و العلم و لهذا من توكل على الله فهو حسبه، و من توكل على شيء وكل إليه. كل يستنصر بما يعظم، فمن نصره الله فلا غالب له، و من أعزّه الله فلا مذّل له، و من استغنى بالله فهو من أعز الخلق، و من أذل الله فلا معزّ له، و العز قد يكون في الظاهر، كم من عزيز في الظاهر هو ذليل عند الله و عند الناس، و كم من ذليل في الظاهر هو عزيز عند الله و عند الناس، و الموفق من وفقه الله العزيز.

قراءة 803 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 24 حزيران/يونيو 2020 05:52

أضف تعليق


كود امني
تحديث