قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 29 أيار 2023 09:04

أحكام أسباب الخطأ

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين و على آله وصحبه وبعد:

"عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {كل بني آدم خطّاء وخير الخطّائين التوابون} حسن رواه الترمذي و ابن ماجة، هذا ليس من الخطأ و لكن من الخطيئة.

من خالف الشرع فقد أخطأ، من أكل الربا فقد أخطأ، و قد يكون الخطأ مع عدم الذنب، كما في المباح، كمن أخطأ الطريق، وقد يكون مأجورا مثل قوله صلى الله عليه وسلم:{ إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر} متفق عليه.

فاعل الخطأ هو المخطئ، والفاعل من الخطيئة هو الخاطئ.

أسباب الخطأ: وهي كثيرة، لو تأملناها نجد أنها منقسمة إلى ثلاثة أقسام.

أسباب ممدوحة: قد ينتج الخطأ بفعل سبب ممدوح، السبب الأول: الاشتغال بالعلم، وبيان أحكام الشريعة، بالتدريس و التعليم و التوجيه، لا ينفك هذا الاجتهاد من وجود أخطاء، ولهذا قال الإمام مالك رحمه الله:" كل يؤخذ من قوله ويرد إلاّ صاحب هذا القبر"، و أحد القرّاء لحن في الفاتحة، فسئل عن ذالك فقال:" الذي لا يلحن جاريتي" فسألوا عنها فقيل أنها أمية لا تكتب و لا تقرأ، فأشار أنه الذي لا يخطئ هو الذي لا يعمل. الخطأ إنما يكون عند وجود العمل، وهذا السبب يعذر الله به العلماء في أخطائهم إذا اجتهدوا، ويدخل في الحديث العالم و ولي الأمر و القاضي و المفتي، لا بدّ من الاجتهاد، لكن إذا قصّر في اجتهاده فلا يعذر، يقول بن تيمية رحمه الله: " إنّ المجتهد المخطئ يغفر الله له خطأه ويثيبه على حسن قصده، وما يفعله من الطاعة، ومن استفرغ وسعه في طلب رضا الله، فاتقى الله ما استطاع كان من عباد الله الصالحين، وإن كان قد أخطأ في بعض ما اجتهد فيه" ولهذا من الفتنة ومن البلاء العظيم أن يُتسلط على العلماء إذا وجدوا زلّة أو خطأ، وشنعوا عليهم، وهذه بضاعة المفلسين، و العلماء قد عذرهم الله بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

السبب الثاني: الاشتغال بالفتيا، و المخطئ فيها حكمه كحكم المخطئ في العلم.

السبب الثالث: القضاة وأولياء الأمور الذين يقضون بين الناس، فهذه الأسباب كلها ممدوحة، و الخطأ مغفور لصاحبه، مأجور فيه على اجتهاده، لكنها متفاضلة فيما بينها، فأفضلها الاشتغال بالعلم هذا أسلم الأبواب، لأن العالم ينظر في النص و يقرر الأحكام، ثم دونه في الفضل؛ الفتيا، لأن النظر في الفتيا تتطلب معرفة الحكم المطلق، ثم النظر في حال المستفتي، ولهذا لا يكون كل عالم صالح للفتيا، وهذا يحصل للطالب في أول الطلب، إذ إنّ المفتي عرضة للخطأ أكثر من العالم، ثم دون الفتيا القضاء، فإن القضاء مثل الفتيا، لكن يزيد على المفتي أنّ قوله ملزم؛ يعطي هذا و يمنع هذا، فهو أشد من المفتي، إذا عرضت المسألة على القضاء، وصدر الحكم، فلا يمكن أن ينقض حكمه ، حكم القاضي ملزم.

الأسباب المباحة للخطأ:

  1. 1.النسيان: فهو من أسباب الخطأ قال تعالى{ ربنا لا تؤاخذنا إذ نسينا أو أخطأنا} و قول النبي صلى الله عليه وسلم:{ إن الله قد تجاوز لأمتي عن الخطأ و النسيان}.
  1. 2.الإغلاق: إغلاق الفكر أو العقل لشدة حزن أو فرح كقصة الرجل الذي أضاع راحلته فلما أرجعها الله له قال من شدّة الفرح " أنت عبدي و أنا ربك" قال النبي صلى الله عليه وسلم { أخطأ من شدة الفرح} قال كلمة عظيمة لم يقلها حتى فرعون، لكنها كلمة صدرت عن غير إرادة وقصد، عن إغلاق.

 

  1. 3.الاشتباه: فهو من أعظم أسباب الخطأ، وهو متنوع، كالاشتباه في الدليل؛ هل هو دليل أو لا؟ الاشتباه في العقل و القياس، وغير ذلك، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذا النوع في حديث عمران بن حصين:{ الحلال بيّن و الحرام بيّن وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس.....} و يحدث هذا بين الأمور المتقاربة، كالاشتباه بين الواجب و المستحب، و المحرم و المكروه، ونادرا ما يحدث بين واجب ومحرم.

 

  1. 4.سبق اللسان: في باب الخطابة و التدريس، يقابله في الكتابة الأخطاء المطبعية.

 

الأسباب المذمومة:

  1. 1.الجهل: سبب عظيم من أسباب الخطأ مثال: من جهل أحكام الربا أو الرشوة، فمن جهل تميمة؛ جهل عينها، لبسها ظنا منه، أنها ليست تميمة، فهو جهل العين، لكنه يعلم حكمها لكن لم يعلم عينها، وقد حصل ذالك للعلماء، بل حصل ذالك للنبي صلى الله عليه وسلم في تمرة وجدها تحت سريره، اشتبه عليه، هل هي من تمر الصدقة أم هي من تمر البيت، فتركها.

من الجهل؛ الجهل بالحال، وهذه تحدث للمفتي، يعلم الحكم و لكن يجهل الحال، و الكثير من المسفتين لا يحسن وصف حاله، من صور الجهل؛ الجهل بالواقع، هناك من يقيس واقعنا بواقع السلف الصالح،

ويخطئ العلماء ويشدّد عليهم، في هذه العصور هناك أحوال يجب أن تراعى أثناء تنزيل الحكم.

و الجهل مذموم، لكن الخطأ المترتب عليه قد يكون معذور به، فإن الجهل بالشرع من المسائل المعروفة في الشرع.

  1. 2.التأويل المذموم، دون ما كان من التأويل الممدوح؛ كتأويل النصوص على غير مقاصد الشريعة.
  2. 3.الفتن: إذا عصفت الفتن طاشت الأفهام، و تحيّرت العقول، وكثرت الأخطاء، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم...}.
  3. 4.الزيغ عن الدين: الانحراف عن الدين يورث الخطأ قال تعالى:{ فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم} من زاغ فيما يملك، أزاغ الله له ما لا يملك، و الاستقامة هي سبب الإصابة.
  4. 5.العجلة في الكلام، قال تعالى { إذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به}.

هذا و الله أعلم، و الصلاة على النبي وعلى آله وسلم."1

1 مقتطف من محاضرة للشيخ إبراهيم الرحلي أستاذ العقيدة في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

قراءة 259 مرات

أضف تعليق


كود امني
تحديث