قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 01 كانون2/يناير 2015 12:37

مصطلحات آثمة

كتبه  الأستاذ محمد العلمي السائحي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

إن للغة تأثير عجيب في سلوك الإنسان فرداً كان أو جماعة، و لعلّ من أهم المذاهب و التيارات الفلسفية التي انتبهت إلى ذلك و عكفت على دراسته، الفلسفة الوضعية المنطقية حيث بينت لنا أنّ الألفاظ و المصطلحات التي ننحتها، تصنع لنا عوالم تأسرنا بداخلها، و إن لم يكن لها وجودا في الواقع الحي المعيش، و ذلك راجع إلى أنّ اللغة تتدخل في تنظيم الفكر و توجيهه فهي متلبسة بالفكر، ملتصقة به، فأنت لا تستطيع أن تفكر بعيداً عن اللغة و بمعزل عنها، فأنت و إن أطبقت شفتيك تجد نفسك تتكلم، و ذلك لأن التفكير هو في حد ذاته ربط بين الألفاظ و معانيها، و وضع للكلمات مقابل ما تعنيه، و تشير إليه، كما أنك تحتاج إلى اللغة لا للتعبير عن أفكارك فحسب، بل لترتيب هذه الأفكار و صياغتها في النسق الذي يجعلها قابلة للفهم من قبل الآخرين، و يعطيها القدرة على التأثير فيهم على النحو الذي تريده و تطمح إليه، من إقبال عليها، أو نفور منها و ارتداد عنها، و ذلك لأنها منبهة للمشاعر، مثيرة للعواطف، و هذا ما جعل رسول الله -صلى الله عليه و سلم- يقول: "إنّ من البيان لسحرا"، و هو عين ما جعله -صلى الله عليه و سلم- يقول: "إنّ من الكلمة الطيبة لصدقة" و هو نفسه الذي دعاه -صلى الله عليه و سلم- إلى أن يقول: "إِنَّ العبد ليتكلّم بالكلمة -مِنْ رضوان الله- لا يُلْقِي لها بالاً، يرفعه الله بها في الجنة، و إنّ العبد ليتكلم بالكلمة -من سَخَط الله- لا يُلْقِي لها بالاً، يهوي بها في جهنم" .

و ذلك راجع إلى أن الألفاظ التي نسمعها و الكلمات التي تطرق آذاننا تثير أحاسيسنا و تحرك مشاعرنا و تدفعنا إلى هذا الموقف أو ذاك، أو التصرف على هذا النحو أو ذاك، بمعنى أننا قد نسمع كلمة فتحرك فينا أسباب الغضب و دواعيه، و قد نسمع أخرى فتثير فينا الإحساس بالارتياح بعد الضيق و الهدوء بعد الثورة، يؤكد ذلك أن ابن سنا الطبيب الفيلسوف الوزير اختلف مع أحد الرقاة فقال له: "ما بالكم تكذبون على النّاس و تلبسون عليهم لتأكلوا أموالهم بالباطل فتزعمون لهم أنكم تستطيعون شفاءهم من أمراضهم بألفاظ تخطونها و كلمات تكتبونها، نبذل الجهد في الكشف عن أسباب المرض و التماس العلاج مناسب له و تركيب الدواء المؤثر فيه؟ فرد عليه صاحبه على الفور: و ما أدراك بهذا يا حمار؟ فأغضب ذلك ابن سينا و بلغ به الغضب مداه، عندها قال له صاحبه: هون عليك إنما أردت أن أثبت لك أن الكلمة التي تخرجك عن طورك قادرة على أن تعيدك إليه".

و لا شك أن هذا ما يفسر ذلك التأثير الخطير الذي يقربه الجميع للإعلام في تشكيل الرأي العام و توجيهه الوجهة التي يتفق عليها السياسيون و الإعلاميون، و هو نفسه ما يفسر ما يتعرض له بعض الصحافيين هنا و هناك من تضييق عليهم، أو اضطهاد لهم، أو تخلصا منهم بالموت، من قبل بعض الأنظمة، لأنهم يوظفون اللغة توظيفاً يحمل الناس على الانحياز لهذا الطرف دون ذاك، و تأييد هذا الطرف على ذاك.

و هذا ما جعل السياسيين يدركون أهمية اللغة، فيعمدون إلى توظيفها توظيفاً يخدم مصالحهم، و يحقق أغراضهم، فراحوا ينحتون لنا ألفاظاً، و يصوغون لنا كلمات، بتنا أسرى لها، و لا نملك فكاكا منها، من قبيل يميني يساري، و محافظ و راديكالي، و رجعي و تقدمي، فصارت تلك الألفاظ و الكلمات تحدد مواقفنا من بعضنا البعض، و تفرض نفسها علينا، فتوجهنا إلى سلوك هذا المسلك أو ذاك، يشهد لهذا أنّ الغرب استطاع عن طريق المصطلحات التي نحتها و ألقى بها إلينا أن يجعلنا نتنكر لثقافتنا و حضارتنا و ننقلب على عقيدتنا نفسها، كمصطلح الإسلاموي، و مصطلح الإرهاب، و مصطلح الإسلام المتشدد، و مصطلح الإسلام المعتدل، و ما إلى ذلك من المصطلحات الآثمة، التي ترمي أكثر ما ترمي إلى تشكيل نظرتنا إلى الآخر، و دفعنا إلى أن نتخذ منه موقفا يخدم مصلحة الغرب، أكثر مما يخدم مصلحتنا نحن، و هاهم اليوم يركزون على مصطلح الشيعة و السنة و يكثرون من ترداده و ذلك بغية فرض تشتيت الأمة الإسلامية و تقسيمها إلى معسكرين متنافرين، حتى لا تلتقي لهم كلمة و لا يجتمع لهم صف أبد الدهر، فهلا انتبهنا لهذه المصطلحات الآثمة و عملنا التصدي لها و مقاومتها...    

قراءة 1174 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 11 آب/أغسطس 2015 18:52

أضف تعليق


كود امني
تحديث