قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الجمعة, 28 شباط/فبراير 2020 16:13

يا شبابنا..كفاكم سرعة

كتبه  د.فيصل بن سعود الحليبي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

بسم الله الرحمن الرحيم


الحفاظ على النفس ضرورة من الضروريات الخمس التي اتفقت الشرائع كلها على رعايتها، فالنفس ليست ملكًا لصاحبها و لا غيره من البشر، بل هي ملك لله وحده، خلقها، و قد وضع لها منهجًا كريمًا تسير عليه لتُحفظ و تصان، و تستعمل في الخير و إلى الخير، و بالمقابل جعل لها في الأرض طرقًا تقضي حوائجها من خلالها، و ذلل لها سبلاً تنطلق في فجاجها إلى أرزاقها، و لتحقق هذه الأنفس غرضها منها، لابد أن تكون هذه الشوارع آمنة مطمئنة، لا عبث فيها و لا استهتار لا خوف، و لهذا جعل الشارع الكريم لها آدابًا و أحكامًا، يجب مراعاتها و التأدب بها. فهذا قبس من مشكاة النبوة، يقول فيه عليه الصلاة و السلام: ( الإيمانُ بضع و سبعون شعبة، فأفضلُها قول: لا إله إلا الله، و أدناها: إماطةُ الأذى عن الطريق، و الحياءُ شعبةٌ من الإيمان) متفق عليه.

و في خبرٍ عند مسلم ـ رحمه الله ـ من قوله عليه الصلاة و السلام: (لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين). و أيُّ أذى أشد من أذى السرعة الجنونية التي يتباها بها الشباب فيما بينهم، فيُودون بأرواحهم، و أرواح الأبرياء، في غفلة لقلوبهم عن تعظيم الله، و غفلة لأهليهم عنهم، و غفلة عن التناصح فيما بينهم، فالسرعة لا تحتاج إلى جهد؛ فالأمر لا يعدو أن تضغط بكل قوتك على دوَّاسة المحرّك، فتقفز السيارة و تقفز معها الأرواح و الممتلكات، فأين مخافة الله جل جلاله ؟ و أين الضمير الحي؟ و أين القلب الواعي؟ و أين العقل الرشيد؟ أما زار هؤلاء المقابر؟ أما ترددت أقدامهم على المستشفيات؟ ليَروا كم ألقت عنجهية بعض الشباب من ضحايا، و كم تركت من آلام و دموع و حسرات في البيوت ما سمعوا أنينَها، و ما سهروا على آلامها..!!

فيا أسفًا على القلوب الغلف التي لا تعي الموعظة، و لا تهتم بالكلمة المؤثرة، فكم نصح الأبُ الشفوق، و كم ذكَّرت الأمُّ الرؤوم، و كم خطب الخطيب المصقع، و لكنَّ نزوة الفتوة و الصحبة الفاسدة المغرضة تحيل تلك النصائح إلى ضعف و خور و سخرية، و النتيجة تعثرٌ في طريق الحياة، و حزن لا يبرح، و حزن لا يعقبه فرح، و لا حول و لا قوة إلا بالله. لقد أحزنني خبر تسنّم بلادنا الدرجة الثانية في العالم في كثرة الحوادث، فمن يصدق أن معدل الوفيات في حوادث الطرق في السعودية سبعة عشر شخصًا يوميا، أي وفاة شخص كل 40 دقيقة، كما بلغ عدد المصابين أكثر من ثمانية و ستين ألفا سنويًّا، و زادت الخسائر المادية على ثلاثة عشر مليار ريال في السنة!! و هذا إرهاب شوارع، لا تقل خطورته عن الإرهاب الإجراميّ المُنظَّم، فإن هذا العدد تجاوز عدد ضحايا: حروب الأرجنتين، و حرب الصحراء الغربية، و حرب الهند و باكستان، و حرب الخليج، و حرب نيبال الأهلية، و حرب استقلال كرواتيا التي بلغ مجموع ضحاياها 82 ألف شخص!!
ماذا يريد شبابنا ـ هدانا الله و إياهم ـ أن نصنع لهم حتى يتركوا هذا الفعل المشين، ألم يعلموا أن من صفات عباد الرحمن أنهم يمشون على الأرض هونا!
و ماذا تريد أيها الشاب العاقل بسرعتك؟ هل تريد أن تصل بسرعة..أما تخشى ألا تصل ـ سلمك الله ـ أم تريد أن تباريَ غيرَك و تنافسَه في السرعة!! لقد أخطأت الميدان يا بني؛ فميدان المنافسة ليس في دهس الناس و ترويعهم و لا في فجيعتهم بأهليهم و ذويهم، و أنت و الله ـ كذلك ـ لست برخيص على أبويك و لا علينا و لا على دينك و لا وطنك، فقد بذل هؤلاء جميعًا الغالي و النفيس من أجل أن يروك شابًا فتيًا، و أملوا فيك الآمال العريضة، فلا تفجعهم فيك و لا في أصحابك، اتق الله يا صحاب السرعة الجنونية، و استغفر ربك، و تذكر أن اللهَ سيسألك عن نفسك و أنفاس الآخرين الذين سيقفون أمامك خصومًا يوم القيامة لماذا أزهقت أرواحهم، أو أتلفت مركباتهم أو عطلت جوارحهم !! فأعد للسؤال جوابًا، و تذكر قول ربك حيث قال : {وَ لا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ وَ لَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً (37) كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا}.و لتعلم أيخ الشاب الكريم أن قضية الحوادث هي قضية خُلُق و مبدأ و قرار، و هذه لا يملكها إلا صاحب العقل الوافر، و القلب البصير، فما أروع أن نأخذ على أنفسنا العهد مع الله أن نعطي الطريق حقه، فلا نستعمله إلا في خير، و في خدمة أنفسنا و الآخرين، فنحافظ على الأرواح و الممتلكات، و نحوّل قيادة السيارة إلى ذوق رفيع، و خلق طيب، و سمت حسن، و سكينة و وقار، و ألا نصحب من يؤجج فينا النعرات أو يهيجُ فينا الفُتُوَّات، و نراقب الله في مقودنا، و نتذكر نعمة الله علينا بهذه النعمة التي أعطانا إياها و لم يعط من قبلنا، فلا نحولها إلى نقمة، استعينوا بالله في ذهابكم و إيابكم، و استمعوا إلى صوت رجل المرور النصوح، ذلكم الرجل الذي نمر عليه و نحن في زمهرير البرد يشير إلينا بإشارات السلامة، و نمر عليه في شدة الحر، و هو يرقب طريقنا لنسلم من مفاجآت الطريق، و الله ما وقف عبثًا، بل حبًا و صدقًا و نصحا. فاللهم اهد شباب المسلمين، و أرشدهم إلى هديك، و احفظهم من مضلات الفتن، فإنك سميع مجيب.

الرابط : https://www.saaid.net/Doat/faisal/34.htm

قراءة 892 مرات آخر تعديل على الإثنين, 09 آذار/مارس 2020 17:25

أضف تعليق


كود امني
تحديث