أجاب الوزير الأول الجزائري أحد مشايخ الطرق الصوفية الصغار حين سأله مستغربا و مستعجلا و خائفا قلقا عن إشاعة سمعها من الطريق العام مفادها: أنه في حالة ذهاب بوتفليقة فإن الزوايا ستذهب؟؟؟ فما كان من الوزير الموسوعي إلا أن أجابه بلغة عربية فصيحة و قال له : " تروح ناناك " أي ( جدّتك ) ثم أردف قائلا بلغة تقريرية صحيحة ثابثة: بوتفليقة ما يروحش، و الزوايا راح يقواو...
هذه الإجابة الناضجة من سياسي محنك تحمل العديد من الاعتبارات و الخفايا، و لن أتعرض هنا للعبارة الشافية التي نطق بها الوزير الممثل لجزائر العلم و الفضل و السيادة و جزائر الأحرار الأطهار الأبرار و جزائر الرجال الأشاوس الأخيار، من أركعوا الدنيا لجلال تضحياتهم و قالوا لها " لا كلام بعد دمائنا ".
و لن أتعرض هنا لظلال هذه الكلمة من الناحية السياسية، و لا للهفوات اللسانية الكثيرة التي سبقت و لحقت هذه الأخيرة و لكن أريد أن أسأل أسئلة بريئة في وقت أظن أن الأسئلة لم تمنع فيه بعد:
1) ما علاقة وجود بوتفليقة بقوة الزوايا و ازدهارها؟؟
2) لماذا تريد الدولة بزخمها و قضها و قضيضها أن تحصر نفسها في الدفاع عن فكر ضد فكر آخر ما دام هذا لا يهدد الوحدة الفكرية للجزائريين؟؟
3) ماذا رأت الدولة في الزوايا ما يسرّ و يعجب حتى تتبناها و تحارب من أجلها؟؟
4) هل هناك علاقة بين الحملة الشعواء التي تتعرض لها – ما يسمى بـ - الوهابية و بين تمجيد الزوايا و طرقها؟؟
5) هل هناك علاقة بين تعظيم الزوايا و منهجها و بين السكوت عن التغلغل المسموم للسرطان الشيعي الذي يمشي في جسدنا الجزائري الطاهر و نحن في سبات عميق؟؟
أسئلة عابرة أردت تنشيط ذاكرة القارئ الكريم بها و لأؤكد شيئا مهما جدا و هو أن كلامنا لا ينصب إلا في مصلحة الجزائر العامرة التي تبقى دائما أكبر من أي انتماء أو توجه.
آملين أن يعي هذا الكلام كل من تصدى للعالم باسم جزائرنا، و تكلم باسم سيادتنا، و ارتقى أعلى مناصب دولتنا.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.