قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الثلاثاء, 24 حزيران/يونيو 2014 12:31

توجيه الأفكار

كتبه  الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله
قيم الموضوع
(0 أصوات)

مشكلة الثقافة من الوجهة التربوية هي في جوهرها مشكلة توجيه الأفكار، و لذلك كان علينا أن نحدد المعنى العام لفكرة التوجيه، فهو بصفة عامة قوة في الأساس و توافق في السير و وحدة في الهدف:  فكم من طاقات و قوى لم تستخدم لأننا لا نعرف كيف نكتلها، و كم من طاقات و قوى ضاعت فلم تحقق هدفها حين زحمتها قوى أخرى صادرة عن المصدر نفسه، متجهة إلى الهدف نفسه، فالتوجيه هو تجنب الإسراف في الجهد و في الوقت، فهناك ملايين السواعد العاملة و العقول المفكرة في البلاد الإسلامية، صالحة لن تستخدم في كل الأوقات، و المهم هو  أن ندير هذا الجهاز الهائل المكون من ملايين السواعد و العقول، في أحسن ظروفه الزمنية و الإنتاجية.

و هذا الجهاز  حين يتحرك يحدد مجرى التاريخ نحو الهدف المنشود، و في هذا تكمن أساسا فكرة توجيه الإنسان الذي تحركه دوافع دينية: و بلغة الاجتماع: الإنسان الذي يكتسب من فكرته الدينية معنى – الجماعة-  و معنى – الكفاح-

و ليس يكفي مطلقا أن ننتج أفكارا، بل يجب أن نوجهها طبقا لمهمتها الاجتماعية المتحدة التي نريد تحقيقها، و هنا يطالعنا موقفان متعارضان في الظاهر، و لكنهما مع ذلك نتيجة لوجهة النظر الاجتماعية، ففي البلاد العربية غالبا ما نصادف هذين الموقفين متجسدين في شخصيتين مختلفتين.
فهناك من يدعي أداء العمل السياسي مثلا دون أن يرجع في عمله إلى قاعدة أو فكرة معينة، كأن من الممكن أن يكون النشاط فعالا و فاعله أعمى، هذا –الرجل العملي-  غالبا مايكون سليم القصد، و حينئذ لا يفسر موقفه إلا بجهله في المشكلات الإنسانية.
لكن قد يحدث أن يعتلي المسرح مقاول ماهر في الدجل السياسي، يكتشف طيبة البسطاء و سرعة انقيادهم، فهو يريد أن يحتفظ بهذا المنجم الثمين بأي ثمن، بينما يعلم أنه لن يحتفظ به إلا بنشر الظلام، يؤيده في ذلك خفية الاستعمار الذي يقدر بداهة ثمن ذلك الظلام, و طبيعي أن يفقد النشاط فاعليته إذا ما أدار ظهره عمدا للمقاييس و القواعد، و في كلمة واحدة: إذا ما أدار ظهره للأفكار، فإذا به يضل في متاهة من الإبهام و الغموض و الشك، دون أن يدرك أنه قد زاغ عن سواء السبيل.
لكن هناك شخصية أخرى تمثل نموذجا آخر من انعدام الفاعلية:
فهي بصفة عامة رجل وهبته الطبيعة فكرا خصيبا، لكن له ذوقا خالطه الترف العقلي فهو طروب لا يتخيل الفكرة منوالا تنسج عليه ضروب النشاط الاجتماعي، بل هي لديه لون من الترف يخلق المسرة، و غرام بالأفكار أشبه بالغرام بجمع التحف و الأشياء الثمينة, فلو أنني وصفت هذا الفكر بصورة أستعيرها قلت: إنه ليس مصنعا تتحول فيه الأفكار إلى أشياء، بل هو مخزن تتكدس فيه الأفكار بعضها فوق بعضها, و هكذا نتمثل الوجه الآخر من الانحراف الذي يقع فيه بعض الناس، إن النشاط هذه المرة في غيوم من الأفكار، فيجب أن نطبق في هذا الميدان ما يطبق في الحساب الجبري، ففي هذا النوع من الحساب نلحظ علاقة رياضية بين عدد المقادير المعلومة و عدد المجاهيل.
ففي الحالة التي يكون فيها عدد المقادير المعلومة أقل من عدد المجاهيل أو أكثر منه بنسبة معينة، يصبح في المسألة نوع من – الاستحالة – أو – عدم التحديد – و بذلك لا يمكن حلها.
فكذلك الأمر بالنسبة لما نحن بصده، إذا أن هناك قواعد رياضية للأفكار تؤكد وجود علاقات محددة بين الأفكار وبين ضروب النشاط, فإذا انعدمت هذه العلاقة بزيادة أو نقص, واجهتنا – إستحالة- في أدائنا لأي نشاط.
و بعبارة أخرى يصاب النشاط بالشلل عندما يدير ظهره للفكرة، كما تصاب الفكرة بالشلل إذا ما انحرفت عن النشاط، لكي تمضي في طريق اللهو و العبث، و نحن لا نستطيع بصفة عامة أن نتخذ عدد الكتب التي تخرجها المطبعة في عام دليلا على صحة العقلية في بلد معين، أو  نعد الورم أمارة على الصحة البدنية، فهناك أورام عقلية و أجسام إجتماعية مريضة  مثقلة بالأفكار.   
و مهما يكن من شيء فإن توجيه الأفكار يقوم على إقرار التوازن الضروري في هذا المجال، حتى لا يبقى هناك فراغ أو تورم، فمفتاح المشكلة يكمن في وضع برنامج لتوجيه الثقافة، توجيها يتفق و سمو الغاية التي ننشدها.


المصدر: كتاب مشكلة الثقافة للمفكر مالك بن نبي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( *) خص المؤلف هذا الجانب بدراسة تحت عنوان ( الصراع الفكري في البلاد المستعمرة).

المصدر :

 

http://www.veecos.net/portal/index.php?option=com_content&view=article&id=9543:2013-03-19-17-16-41&catid=20:intellect-articles&Itemid=18

 

 

 

قراءة 2096 مرات آخر تعديل على السبت, 04 تموز/يوليو 2015 09:31
المزيد في هذه الفئة : لماذا تتساقط أوراق الأشجار؟ »

أضف تعليق


كود امني
تحديث