قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 09 نيسان/أبريل 2023 08:14

هل نحن في زمن “لا يدرى ما صيام و لا صلاة و لا نسك”؟

كتبه  الأستاذ عبد الله العمادي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

كنت أستغرب من بعض أحاديث آخر الزمان، منها هذا الحديث الذي يرويه كاتم أسرار النبي الكريم صلى الله عليه و سلم حذيفة بن اليمان عنه صلى الله عليه و سلم قال: يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى ما صيام، و لا صلاة، و لا نسك، و لا صدقة، و ليسرى على كتاب الله عز و جل في ليلة، فلا يبقى في الأرض منه آية، و تبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير و العجوز، يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة، لا إله إلا الله، فنحن نقولها فقال له أحد كبار التابعين و يدعى صلة العبسي: ما تغني عنهم: لا إله إلا الله، و هم لا يدرون ما صلاة، و لا صيام، و لا نسك، و لا صدقة؟ فأعرض عنه حذيفة، ثم ردها عليه ثلاثا، كل ذلك يعرض عنه حذيفة، ثم أقبل عليه في الثالثة، فقال: يا صلة، تنجيهم من النار ثلاثا. (1)

وجه الاستغراب أتى من ذلك المستوى الذي يصل إليه المسلم في وقت قادم لا ريب فيه، لا يدري عن الدين سوى لا إله إلا الله، بل ربما لا يدري إن كان هو مسلماً أو ماذا يعني أن يكون مسلماً و أمور أخرى مرتبطة بالدين. فكيف يمكن أن يصل إنسان إلى هذا المستوى من العلم، و خاصة أننا نشهد طفرة علمية معرفية و تقنية غير مسبوقة في تاريخ البشرية، و مرشحة لأن تتطور سريعاً في قادم العقود و القرون، و بشكل لا يعلم مداها إلا الله. اليوم مثلاً، و من بعد ثورتي التقنيات و المعلومات اللتان بدأتا منذ عشرين عاماً، صار أمر التعليم و التعلم أكثر يسراً و سهولة، و البحث عن المعلومة لا تأخذ منك ذاك الجهد الذي كان قبل ثلاثة أو أربعة عقود مثلاً. و بمقارنة سريعة بين ما كنا عليه و ما نحن الآن، سنجد الفروقات شاسعة مذهلة. حالياً، و لا أدري عن المستقبل، لا يستغرق البحث عن أي معلومة تريدها عبر محركات البحث المعروفة سوى ثوان معدودة، لتجد آلاف الخيارات من مصادر متنوعة حول النقطة التي تبحث عنها، و ما عليك بعد ذلك إلا انتقاء ما تبحث عنه و التثبت من دقة المصادر بطرق و وسائل صارت متوفرة أيضاً.

ماذا يعني كل هذا التطور؟

بشيء من التأمل و التفكير فيما يحدث الآن من تطور علمي هائل، ستجد أنه دليل على انتشار العلم و سهولة الحصول عليه بأقل المجهودات و أسرع الأوقات، فنحن ما زلنا في بدايات تمكن الإنسان من التقنيات و أدوات البحث و النشر، و لا ندري كيف هو الوضع بعد عقدين من الآن، و لا أقول أكثر من ذلك، أو لا أريد أن استشرف مستقبل البشرية أبعد من هذا، لأن التطور العلمي البشري أمسى سريعاً جداً، فما نعتبره مذهلاً اليوم، قد يكون بدائياً بعد سنوات قليلات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة.  

ماذا أريد أن أصل إليه اليوم؟

ماذا أريد أن أصل إليه اليوم؟ عودة على بدء، و بشيء من التأمل مرة أخرى في حديث حذيفة من أن الإسلام سوف يدرسُ كما يدرسُ وشْيُ الثوب، أي تنمحي آثاره و تعاليمه كما تنمحي نقوش الثوب مع الزمن و تختفي، فإنه يمكن القول بأن الحديث، كفرضية أولى، ربما يشير إلى ما سيكون عليه البشر – و منهم المسلمون – في آخر الزمان، حيث لا حضارة و لا علم و لا عمران. أو ربما عكس ذلك تماماً، كفرضية ثانية. إن أخذنا بالفرضية الأولى، سنلاحظ أن ما نعيشه الآن من تطور علمي معرفي و تقني هائل غير مسبوق، ربما يختفي بقدرة قادر أو سبب من الأسباب، بحيث يدخل الناس في فترة زمنية ينتشر الجهل و تعود الأمية من جديد، من بعد أن تكون العلوم و المعارف قد اختفت تدريجياً من الصدور و العقول، بعد اختفائها من مواقع التخزين الإلكترونية و أجهزة الحاسوب المختلفة و الذكاء الاصطناعي و غيرها مما نعرفها الآن، أو أخرى قد تظهر وتكون فائقة القدرات و الإمكانات أيضاً. و بالتالي سيكون منطقياً حدوث ذاك الجهل عند المسلم و غير المسلم، و يكون فهم الحديث النبوي الشريف يسيراً دون كثير صعوبات.

لكن ماذا لو أن النبي الكريم – صلى الله عليه و سلم – يتحدث فعلاً عن زمن مثل الذي نعيشه، كفرضية ثانية، على رغم أننا اليوم مثلاً و بفضل الله ثم التقنيات المعلوماتية و التواصلية، صار جل العالم يعرف عن الإسلام و المسلمين أكثر مما مضى، و صار أمر البحث أو الوصول إلى معرفته غاية في السهولة، يستطيع من أراد ذلك أن يحصل على مبتغاه في أي زمان و أي مكان؟ فكم اهتدى الآلاف إلى هذا الدين بفضل التقدم العلمي و المعرفي الذي نعيشه الآن، ثم صارت تتعلم و تتفقه ذاتياً في الدين عبر هذه الوسائل، دون حاجة للتواصل البشري مع أساتذة و علماء و فقهاء و غيرهم ممن لهم علم و دراية بالدين و تفاصيله.

أيُعقل بعد كل هذا و في ظل هذا التقدم المعرفي المذهل أن يجهل المسلم أبسط أساسيات دينه؟  لو تتأمل معي و تمعن النظر في تلك الجهود الجبارة، التي تُبذل هنا و هناك لسلخ الناس عن دينها و عقيدتها و ثقافتها في مواقع جغرافية شتى، لاسيما العربية منها، و إغراقهم بشتى الملذات و الملهيات أو المنغصات و المشكلات، حتى رأينا فعلياً مسلمين لا يدري أحدهم عن دينه سوى لا إله إلا الله في مثل هذا الوقت من التقدم العلمي و المعرفي و التقني البشري الهائل و المذهل، لوجدت أن من كنا نعتقدهم المقصودين في أحاديث آخر الزمان، و الذين سيأتون بعد قرون عدة أو آلاف السنين من الآن، ما هم سوى مسلمي اليوم !  

ماذا يعني هذا؟

الأمر و حتى لا يلتبس عليك كثيراً، واضحٌ يسير.  أحاديث آخر الزمان لم تحدد زمناً معيناً و كيف شكل ذاك الزمن و من يعيش أثنائه. ففي التصور الأولي لأحاديث آخر الزمان، سيتراءى لمعظمنا أنها تتحدث عن عالم متخلف أشبه بكائنات العصر الحجري، أو سكان الغابات و الجبال و ما شابههم. حيث لا علم حينذاك و لا حضارة و لا شيء مما نحن عليه اليوم. و هذا في نظري تصور غير صحيح، و لا يمكن القبول به، بدليل مثال المسلم الذي لا يعرف سوى لا إله إلا الله، الذي ذكرناه آنفا. فكيف تصف مسلماً يعيش عصر العلم و المعرفة و التقنية، و لا يدري عن دينه سوى بضع كلمات ربما سمعها من أهله أو محيطه؟ هذا المسلم الذي ربما لو تُرك دون رعاية و هداية، لن يكون بمقدور أحدنا بعد حين من الدهر قصير، التفريق بينه و بين غير المسلم على سبيل المثال. أليست مثل هذه النوعية هي التي تحدث عنها رسولنا الكريم – صلى الله عليه و سلم – في الحديث؟ الجواب دون كثير عناء: لم لا ؟ بل لم لا نتأمل الأمر و نعيد التفكير من جديد؟  و لم لا نكون نحن فعلاً المقصودين في بعض أحاديث آخر الزمان؟ لا شيء يمنع من ذلك، و شواهد هذا العصر المؤكدة على ذلك، أكثر مما يمكن أن نحصرها.

موضوعنا هذا ليس ترفاً فكرياً فلسفيا، بل هو تنبيه لخطر واقع بدأت آثاره بالظهور، و المحتمل أن تتعمق سلبياته أكثر فأكثر ما لم نتداركه. نحن في خطر اتساع دائرة الجهل بالدين، رغم التقدم العلمي  و المعرفي و التقني الهائل، بعد انتشار و تراكم الأفكار الفاسدة و الفلسفات و الملهيات عن أيماننا و شمائلنا و فوقنا و تحتنا و كل اتجاهات أرضنا، و التي من المفترض أن تزيد مستخدميها علماً و نوراً و فهما، لكن الواقع يقول بغير هذا ! أسأل الله في الختام، السلامة و الإسلام، و التوفيق لما يحبه و يرضاه رب الأنام، و الوقاية من شر الفتن ما ظهر منها و ما بطن.    

(1) حديث صحيح رواه ابن ماجه 

الرابط : https://islamonline.net/%D9%87%D9%84-%D9%86%D8%AD%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%B2%D9%85%D9%86-%D9%84%D8%A7-%D9%8A%D8%AF%D8%B1%D9%89-%D9%85%D8%A7-%D8%B5%D9%8A%D8%A7%D9%85-%D9%88%D9%84%D8%A7-%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9-%D9%88%D9%84/

قراءة 355 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 12 نيسان/أبريل 2023 07:48

أضف تعليق


كود امني
تحديث