قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 16 تموز/يوليو 2017 10:24

شباب حائر (1)

كتبه  د.عبد الكريم بكار
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ليست الحيرة شرًا محضًا؛ فالجزم في حالات الغموض و الأوضاع المتنازع في شأنها يعبر عن الجهل و ضعف الوعي، لكن ذلك يجب أن يظل محدودًا بمستويات معينة، و إلا أصبح عامل شلل و مصدر يأس و إحباط.

لدى الشباب همة و تطلّع و طموح و رؤى و أحلام… و كل هذا أساسي في كل المراحل العمرية؛ لكن محدودية الخبرة و ضعف المعرفة بحدود الواقع و مدى ممانعة المجالات المتاحة… تجعل الفواصل بين الممكن و المستحيل غير مدركة، و هذا يؤدي إلى السقوط في الكثير من الأوهام، و يُحدث بالتالي الكثير من الصدمات النفسية و الانعكاسات السلبية.

هل كل هذا طبيعي، و شيء لابد منه ؟  أم أن هناك خللاً ما يجعل ذلك شيئًا خارجًا عما ينبغي أن يكون؟ و ما أسباب هذه الوضعية الصعبة؟ و كيف يمكن التخفيف من لأوائها؟ هذا ما أريد أن أتحدث عنه .

و لكن دعوني أشرح أولاً ما قصدته من حيرة الشباب عبر المفردات الآتية :
كثير من شبابنا حائر بين الماضي و الحاضر، فهو دائم المقارنة بين ما عرفه عن الماضي المجيد و الحضارة الإسلامية الزاهية، و بين واقع مفعم بالمغريات و الإنجازات التقنية و ألوان المرفهات، لكن شوكة الأمة فيه مخضودة، و راياتها منكسة، و هي عالة على أعدائها في جلّ ما تستهلكه، و تتنعم به حتى طباعة المصاحف و تشييد المآذن، فإن الأمة تعتمد فيهما على العتاد الذي صنعه أعداؤها أو منافسوها، شبابنا حائر بين الركون إلى ماضٍ يمده بالاعتزاز و الكبرياء و بالطمأنينة و الانتماء، لكنه لا يساعده في الحصول على وظيفة مرموقة .

كما لا يساعد الأمة على بناء حاملة طائرات أو صناعة حاسوب صغير، و بين حاضر يجافي –أو هكذا يشعر الشباب على الأقل- مضامين الإيمان، و يبتعد كثيرًا عن متطلبات التقوى و الصلاح و السعي إلى الآخرة، لكن القوى التي تشكّل هذا الواقع هي التي تأتي بالجديد، و تطوّر القديم، و تمنحه التصريح “بالولوج إلى ساحات الشهرة و المال و النفوذ و السرور”.

الشباب حائر في أمره بين المضي مع قلبه و بين الاستسلام لمصالحه، و هنا يأتي من يقول له: لا تناقضَ بين الولاء للماضي و الانتفاع بالحاضر، و هو يقتنع بهذا لكنه عند التنفيذ العملي يجد نفسه مثل الذي يمشي على حبل مشدود، يخشى أن يسقط ذات اليمين أو ذات الشمال، و كلما مضى في مسيرته وجد أن الكلام سهل، و أن الممارسة وحدها هي التي تكشف عن الصعوبات و التحديات.
كثير من الشباب الصالح حائر في اختيار التخصص و العمل الذي يشبع من خلاله رغباته و حاجاته، و يحقق مصالحه، و في الوقت نفسه يخدم من خلاله دينه و أمته و دعوته. في الإغراق في التخصص يجد مزية الإتقان و النجاح، و يجني الثروة، و يشعر بالتفوق. و في التخصص الشرعي و ممارسة العمل الدعوي يجد أنه يعمل لآخرته، و يستجيب لأشواق روحه و تطلعات قلبه .

كما أن النجاح في العمل الدعوي قد يجعل منه شخصية عامة، يُشار إليها بالبنان، و تخفق خلفها النعال، كثير من الشباب يشعر بالندم و شيء من الإحباط لأنه درس تخصصًا، لا يحبه، و لا يجد نفسه فيه. و كثير منهم يغبطون غيرهم على تخصصاتهم، في الوقت الذي يكونون فيه موضع غبطة و حسد من غيرهم. و بعض الشباب درس شيئًا، ثم تركه، و صار يعمل في مجالٍ، لا يمت إليه بأي صلة. و من هنا فإن كثيرًا من الشباب يتمنى لو أنه يستطيع التخصص في أكثر من مجال، و السعي فيما يعمر دنياه و آخرته.
شباب كثيرون حائرون و مترددون بين العمل الفردي و العمل الجماعي، و منهم سمعوا كثيرًا عن إنجازات الجماعات و المجموعات، كما سمعوا كثيرًا عن عقم الأعمال الفردية و الصغيرة و قلة جدواها في مواجهة الطغيان العالمي و المشروعات و المخططات و الإمكانات العملاقة؛ كما أنهم سمعوا عن أخطاء الجماعات و سلبياتها و أمراضها و انشقاقاتها… مما يضعف الرغبة في العمل معها. و هم أيضًا يرون أفرادًا كثيرين ينجزون للأمة الكثير من الأعمال العظيمة دون أن يكون لهم ارتباط بأي جماعة أو تنظيم.

و من المؤسف أن هذه الوضعية تنشر في بعض البيئات الإسلامية معادلة الاستهجان و الاستخفاف المتبادل، فأبناء الجماعات ينظرون إلى الشاب الذي يعمل بمفرده نظرة مشوبة بالاستغراب: كيف غابت عنه فضائل العمل الجماعي؟ و كيف نسي الآثار الواردة في التحذير من الفرقة و الابتعاد عن الجماعة؟ و الشاب الذي يعمل على نحو منفرد، ينظر فيرى ذهابًا و إيابًا لشباب كثيرين حوله، و يرى صولات و جولات، ثم يقول في نفسه ما قاله الأول: “أسمع جعجعة و لا أرى طحنًا”. فمن هو يا ترى المصيب و من هو المخطئ؟!
حيرة كثير من الشباب من نوع آخر: أنهم سمعوا من يقول: نحن نعيش صحوة إسلامية حقيقية و شاملة، و الشواهد عليها كثيرة و كثيرة جدًا. و لهذا فنحن في خيرٍ، يشوبه بعض الشر. و سمعوا أيضًا من يقول: لم نمر في مرحلة أسوأ من المرحلة التي نعيش فيها اليوم، و قد لا تشبهها إلا مرحلة احتلال التتار لكثير من بلاد المسلمين، و لهذا فنحن في شر، يشوبه بعض الخير.

و العولمة فعلت فعلها فينا؛ إذ فكّكت عرى وحدتنا، و ضيّعت شبابنا، و أغوت بناتنا و نساءنا، و ليس أمامنا سوى الانطواء و الاعتـزال و إغلاق النوافذ و الأبواب، و نتيجة كل هذا اضطراب عريض في تقييم الواقع، حتى إنك لترى أهل المجلس الواحد، و قد انتقلوا من المبالغة في ذم زماننا و أوضاعنا إلى مديحه و مديحها دون الشعور بالوقوع في أي تناقض!
ما أسباب هذه الحيرة، و كيف نعالجها؟

هذا ما سنعرض له في المقال القادم بإذن الله تعالى.

http://www.drbakkar.com/2010/03/14

قراءة 1847 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 25 تموز/يوليو 2017 16:34

أضف تعليق


كود امني
تحديث