قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 09 شباط/فبراير 2020 07:20

التصوف العاطفي.. لماذا تبحث الفتيات عن الشيخ المربي؟ 5

كتبه  الأستاذة زينب بقري
قيم الموضوع
(0 أصوات)
ثالثا: تجارب الفتيات في لقائهن مع "ميدان"

التقينا في "ميدان" مع عدد من الفتيات المنتميات إلى طرق صوفية مختلفة، ودرسن في هذه الكيانات فترة، منهن مَن استمرت حتى اللحظة الراهنة، ومنهن مَن توقفت عن الدراسة بها، سعيا منّا للتعرف على أسباب بحثهن عن الشيخ المربي، وتجاربهن في الانضمام إلى الطرق الصوفية. ونستعرض فيما يلي تجارب لبعض الفتيات، لكلٍّ منهن قصة وتجربة مختلفة مع التصوف.

   

القصة الأولى: سيدي أبو الحسن الشاذلي والبحث عن ما يملأ فراغ الروح

تشاركنا "أسماء" تجربتها مع التصوف، قائلة:

"أنا لجأت للتصوف لأني كنت تعبانة، كنت أشعر أنه لا يوجد شيء يكفيني، فثمة فراغ ممتد في عمق الروح لا يملؤه شيء، فقد درست العلاج الطبيعي وحصلت على درجة الماجستير، وكلما قرأت في العلوم المختلفة أشعر بنقص ما، هناك علوم تخاطب شيئا آخر بداخلنا ولا أعرفها، لم أكن أعرف التصوف حينذاك، وكنت معترضة عليه وأعتبره "دروشة وبطالة وكلام كله خزعبلات"، أنا من محافظة البحيرة ولسه فاكرة جدي بيزور سيدي البدوي، لكن ذلك لم يربطني بالتصوف.

  

وبعد فض رابعة زادت الأمور تعقيدا في نفسي، كشفت رابعة عن سؤال صعب: إلى أي مدى أتمسك بالثوابت؟ وكشفت عن نظرتي السطحية لربنا كإله متصرف في كل شيء، فلِمَ لم يتدخل لإنقاذ الناس وهي تموت؟ أين الله من هذه المذبحة؟ لم أكن مؤيدة لاعتصام رابعة والنهضة ولكني ضد فضهما بهذا الشكل، كان الموضوع أكبر من مجرد موقف سياسي، وكان الشعور بالعجز قاتلا، لقد تشربت منطق الحداثة وفلسفتها رغم معارضتي لها، ولكني طبعت بطبعها ورؤيتها بأن الإنسان هو المتحكم والمسيطر على كل شيء، وتأثرت بالسلفية بحدة الحكم على الآخرين، وكنت شخصا ماديا، لا يُحمّل شيئا على الغيب، فأنا أستشعر أن العالم الحديث عالم غير إيماني، يبحث عن الأسباب والمسببات، ولكن مع الله لا تسير الأمور كهذا وليس لها حسابات".

  

وتواصل "أسماء" حديثها لـ "ميدان" قائلة: "خلال هذه الفترة توفي أبي في عام 2013، فاجتمع عليّ كل أسباب الألم النفسي والغضب الشديد، وكنت مهتزة للغاية، كنت أستعجب من موقف المشايخ لِمَ يسكتون عن هذا الدم الذي أُريق على الأرض، وأصدقائي ما بين موتى ومعتقلين ومشردين، حينذاك كنت أسمع من بعض أصدقائي تعليقات مثل: لِمَ لا تكون المشكلة في "المكنة نفسها"، إشارة إلى أن الدين نفسه يحفز على إراقة الدماء وليس موقفا متخاذلا من بعض المشايخ، كنت أشعر أني واقعة على الأرض ومريضة ولا أستطيع القيام، لم أكن قادرة على أن أرفع رأسي للسماء ولا أحط قدمي على الأرض.

خلال هذه الفترة كنت شبه مقيمة في منطقة البحر الأحمر بالقرب من مقام سيدي أبو الحسن الشاذلي لظروف عملي، اختلاطي بأهل القرى الصغيرة هناك كشف لي عن حيوات أخرى وجوانب لم أكن أبصرها على الإطلاق، فمن هذه المواقف والحوارات التي ما زالت مؤثرة فيّ حواري مع عجوز بلغت الستين من العمر وليس لها عائل، تذهب لتصطاد، وتأكل مما تصطاده وتعطي نساء أهل قريتها الفقيرات مما تصطاده، فلا ينامون جوعى، وتخبرنا بأن الناس قد تغيروا مع دخول الثلاجة، فاعتادوا أن يحتفظوا بالطعام لليوم التالي بدلا من إعطائه لمن يستحق، واعتادوا الخوف على الغد، هذه السيدة المعدمة الفقيرة لا تملك شيئا سوى قدرتها على الصيد بصعوبة، تساعد أهل قريتها المقيمين في عشش، ولا يمتلكون نقودا ويكتفون بالرزق القادم من الصيد، سألتها مرة: "يا حجة مش هتزعلي لو مش لقيتي سمك في يوم أو هتغضبي؟ قالت لي بتلقائية ويقين متعجبة من سؤالي: "أنا هغضب من ربنا!".

   

"عند أهل سيدي أبو الحسن الشاذلي المعاني غير محجوبة، أدرك أن الله هو الرزاق وأن الصيادين على باب الله، وأن الله ينزل المطر على الأرض فترتوي وينبت العشب، السكان في المنطقة الجيلية هناك يدركون أحجامهم الضئيلة مقارنة بالجبال الشاهقة، الناس هناك أثروا فيّ كثيرا، شعورهم بالعفاف الشديد والقرب ومحبة النبي -صلى الله عليه وسلم-، مواظبتهم على إخراج النفحة والكرامة والصدقات رغم الفقر والعوز، أشعر هناك أن الأشياء تعود لأصلها، فإيقاع الحياة عندهم أكثر بطئا وليس به التسارع والصخب كما في القاهرة، فهم حريصون على جلسات الونسة، وهي جلسات لإعداد القهوة بكل مراحلها من أول طحن الحبوب إلى إعدادها على نار هادئة، وهم أثناء ذلك يتسامرون ويقرأون الفاتحة في كل مرة يعدون القهوة لسيدي أبو الحسن".

  

"عملي بالقرب من مقام أبي الحسن الشاذلي وقربي من أهل القرى هناك، وتعبي الشديد، وظروف البلد واهتزازي لموت أبي، مع عوامل أخرى كثيرة دفعتني للبحث عن التصوف، والتزام طريقة بعينها، جربت أن أكون مريدة لبعض المشايخ ولكن وجدت أن بعض المشايخ -رغم تقديري واحترامي لهم- قد تعجلوا في إعلان أنفسهم كشيوخ مربين، حتى وجدت شيخي وله فضل كبير علي، ففضل ربنا على أنه رزقني بشيخي، فعلاقتي به يصدق عليه قول الله تعالى: "أو من كان ميتا فأحييناه"، ده فضل ربنا وفضل أهل التصوف الحقيقيين، حينما التزمت طريق التصوف لم أعد أشعر بعمود الفراغ الذي كان يتسع بداخل روحي".

  

تشبه أسماء الكثير من الفتيات الأخريات اللائي وجدن ما يشبع فراغ الروح الممتد في اتباع طريقة صوفية ما، وملازمة شيخ مُربٍّ، والجلوس في جوار سيدي أبو الحسن وبين أهل حميثرة حيث مقام أبي الحسن الشاذلي.

    

القصة الثانية: "سماح".. التصوف في الصعيد وراثي والبحث عن الشيخ المربي اعتيادي

وفي مقابلة "ميدان" مع "سماح" (تخرجت في كلية التجارة عام 2010، من محافظة سوهاج، وتقيم هناك وتنتسب إلى الطريقة الخليلية) تكشف مساحة أخرى من ظاهرة الفتيات والبحث عن الشيخ المربي، وهي تأثير المكان على انتشار التصوف، ففي الصعيد ينتشر الانتساب لكثير من الطرق الصوفية بين العائلات الممتدة هناك، فيغلب عليه الطابع الوراثي.

  

فثمة عائلات كثيرة منتسبة إلى إحدى الطرق الصوفية، ولكن قليل من أفرادها ينتظم في الحضرات أو يلتزم بالأوراد، وتكثر المساهمات الخيرية للطرق الصوفية كالعيادات الخارجية والحضانات أو دور تحفيظ القرآن أو تعليم العلوم الشرعية بحسب المذاهب -خاصة المذهب المالكي الأكثر انتشارا في الصعيد- من خلال المدارس القرآنية التي تؤسسها الطرق الصوفية، فمن خلال المدرسة القرآنية في طهطا تعرفت "سماح" على عائلة الشيخ نقيب الطريقة الخليلية.

  

وفي حوارها مع "ميدان" تروي سماح تجربتها في التصوف والانتساب للطريقة الخليلية، قائلة:

"أنا أخدت الطريق تقريبا من وأنا 16 سنة، كنت بدور أمشي إزاي، وقتها كانوا الجماعة السلفية منتشرين بشدة، ففي أثناء دراستي بالمعهد الأزهري حاول أصدقائي تشجيعي على الاستماع لتسجيلات للشيخ الحويني، والشيخ محمد حسين يعقوب، إلخ، سمعت لهم، ولكن لأني لي نسب شريف، فكنت أحاول اقتفاء أثر سيدنا النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكنت بدعي كثير إنه يعرفني الطريق أو يرشدني، وبعد وفاة والدي -وغالبا الابتلاءات كالوفاة بتكون فاتحة لتغيير أمور كثيرة في حياة الإنسان- ذهبت للمدرسة القرآنية، وتعرفت على عائلة د. مصطفى نقيب بلدنا، فهو زوج أخت المحفظة، وبدأت أقرأ الأوراد، وأبحث ماذا يفعلون وأقلدهم لعليّ أصل إليه، وفي يوم جمعة أرسلت لي المحفظة لتخبرني: "جالك الإذن في الأوراد"، كان يوما لن أنساه بكل تفاصيله، انتظمت في الأوراد، وفي بداية طريقي كان صاحبي هو كتاب اسمه "أصول الوصول الرشيد"، كنت أقرأ فيه كثيرا وآخذ تجربة الشيخ النقيب وأطبقها، وبدأت بتشجيع منه أختم القرآن وأسلك مسلك طلب العلم، لأنه دوما ما يشجعنا على تصحيح اعتقادنا وتصحيح عبادتنا".

  

وتتنوع أعمار المريدين وأجيالهم في حلقات الذكر التي تنتظم سماح في حضورها، فمن بينهم سيدة قد بلغت الـ60 من العمر، تخبر "سماح" قائلة: "لولا الطريق والأوراد الواحد مكنش مستحمل في الدنيا وشايل حمل قد كده، بيروح بيهون عليه الدنيا"، وهذا ما تؤكده سماح، لذا ستظل حياتها منتظمة في الانتساب للطريقة الخليلية مهما حدث. وبحسب سماح فثمة عوائق كثيرة أمام الفتيات وطريقهن للتصوف، فالأهل قد يضيقون عليها، والأصحاب إذا كانوا من السلفيين خاصة، كنت في مدينة جامعية كما في حالة "أ.ع"، فصديقاتها من السلفيات حينما عرفن أنها تتبع الطريقة الخليلية، وهذا يسهل معرفته سواء من صور المشايخ أو الشعر الصوفي، تعرضت لضغط نفسي منهن بسبب موقف السلفية الرافض للتصوف.

   

حينما لا يكون الشيخ مربيا

      
تثير هذه التجارب أسئلة بالإضافة إلى تجارب الفتيات اللاتي انضممن لشيخ الطريقة المغربية العمرية، (التي يرأسها شيخ مغربي يُدعى عبد الغني العمري، وهو شخص يكثر حوله اللغط بأنه مبتدع وإنسان سيئ الذكر محتال، ومع ذلك تستمر هؤلاء الفتيات في اتباع طريقته والامتثال لنهجه) يفتح الباب لأسئلة كثيرة حول ظاهرة التصوف بين الفتيات، ورغم كون تجربة التصوف تجربة شديدة الخصوصية والذاتية، لا يمكننا الحكم عليها، ولكن ثمة حالات تضررت من سلك هذا الطريق، فقد فتح هذا الطريق معه بابا للأذى المعنوي والمادي تعرضت له بعض الفتيات.

  

توجهنا في "ميدان" لسؤال الفتيات عن المخاوف المصاحبة لهذه التجربة، وكيف يُفرّقن بين الشيخ الصادق المتحقق والشيخ المُدعي، لنعرف آراءهن في هذه التجارب.تجيب "أسماء" عن هذا السؤال قائلة: "ثمة فرق كبير بين المتصوف الحقيقي ومَن يدّعي التصوف، وإن مظاهر الخلل الظاهرة من تقديس للشيخ وغياب الوعي منذر بوجود حالة من الحرمان العاطفي الشديد، تجعل الناس تتماهى مع الشيخ حتى وإن كان على خطأ في بعض المواقف، ويمتد الأمر إلى أنهم يلومون أنفسهم كيف ظنوا بالشيخ سوءا، وكيف سمحوا لأنفسهم أن ينكروا عليه شيئا!

  

فقد حضرت دروسا لمشايخ أزهريين، شاهدت بعض الشيوخ المتعجلين في إعلان أنفسهم مشايخ تربية، فالمشايخ أنواع: شيخ تعليم، وشيخ ترقية، وشيخ تربية، بعضهم يعرض نفسه كشيخ مُربٍّ، وهو شخص جدير بالاحترام والتقدير ومن أهل العلم والأخلاق ولكنه ليس شيخا مربيا. فلِمَ يتعجّل في إعلان نفسه شيخا مربيا وليس -كما هو في الواقع- شيخ تعليم؟ ولِمَ العجلة في تصدير نفسه كشيخ تربية؟ كما أنه ليس مطلوبا أن يكون كل الناس متصوفة!".

الرابط :https://midan.aljazeera.net/intellect/groups/2019/11/8/%D9%81%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%B5%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%B7%D9%81%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%AB-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A8%D9%8A

قراءة 1516 مرات آخر تعديل على الأحد, 16 شباط/فبراير 2020 06:56

أضف تعليق


كود امني
تحديث