قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 27 شباط/فبراير 2020 16:05

علاقات التعارف قبل الزواج في الميزان

كتبه  الدكتورة سهير علي أومري
قيم الموضوع
(0 أصوات)

كان الوقت مساءً عندما دخلت إحدى السيدات تحمل للحاضرات نبأ طلاق فلانة من فلان... عمّ الضجيج المكان، و أخذت كل واحدة تدلو بدلوها مقدمة ما لديها من معلومات حول الزوجين المنفصلين، حتى اتفق الجميع على رأي واحد: «إن سبب هذا الطلاق يرجع لكونهما لا يعرفان بعضهما جيداً قبل الزواج، أي لم يكونا على علاقة قبل الزواج!!!».

نظرتُ حولي فشعرت وكأن مركبة فضائية أو آلة الزمن القادمة من أعماق التاريخ قد غادرت لتوها و تركتني وحيدة في عالم لا أعرفه و لا يعرفني...

عندها شعرتُ أنني أود أن أصفق بحرارة ليس للحاضرات بل للإعلام العربي الذي نجح و بجدارة في كل ما يقدمه من مسلسلات و أفلام و أغان مصورة و برامج حوارية تحمل عناوين مثيرة نجحت في قلب الموازين و القيم... حتى صارت العلاقة بين الجنسين خارج نطاق المظلة الشرعية مطلباً، لا بل حقاً ينادي به المجتمع و يراه أُساً من أسس المدنية و التحضر و الثقافة و التطور!!

حسناً لنناقش الأمر، مستقرئين حالات عديدة و نتائج كثيرة لمثل هذه العلاقات...

أولاً: من المؤكد أن أياً من الطرفين لن يقف على قارعة الطريق يحمل إعلاناً كتب عليه: أنا جاهز الآن لعلاقة تعارف بقصد الزواج... هذا يعني أن كلاً منهما سيمضي في حياته فاتحاً الباب للتعارف عساه يلتقي بمن يرتاح له و يعجب به فتنشأ بينهما علاقة أعمق تكون ممهِّدة للزواج... و إنني أقول: عندما يفتح الشاب أو الفتاة هذا الباب، هل يعرف كم من الأعاصير الهوجاء ستقتحم عليه حياته و تشوّه جمال نفسه و طهارة قلبه؟!

ألا يمكن أن تدخل من هذا الباب وحوش ضارية ترتدي أجمل الثياب و الألوان و تضع أزكى العطور تدّعي أنها تريد الاستقرار و تبحث أيضاً عن زوج المستقبل!!... عندها ما الخسائر النفسية و الاجتماعية التي ستكون ثمناً للتخلص من هذه الوحوش؟!! بل هل سيكون بالمقدور التخلص منها؟!!

كم من الفتيات قضت عليهن علاقات ما قبل الزواج بسبب شاب مخادع تظاهر بالرومانسية حتى إذا ما اطمأنت إليه الفتاة و منَحَتْه نفسها بدافع حبها مضى دون رجعة، أو تمنّعت و رفضت فكشّر عن أنيابه و تركها بعد أن كسر قلبها و عكّر صفو حياتها؟!! و كم من الشباب أصيبوا بصدمات عاطفية و نفسية بسبب فتاة لَعُوب مخادعة اعتادت قضاء الأوقات الجميلة بصحبة الشباب للتمتع بأموالهم و عطاياهم، و رغبة منها في إرضاء غرورها و إثبات قدراتها على الجذب و الإغراء؟!! أليست هذه الخسائر في حقيقة الأمر أوجع و أصعب من الطلاق نفسه؟!!

ثانياً: إذا افترضنا أن علاقة التعارف كانت ناجحة، و نية الارتباط كانت صادقة من الطرفين، هل اللقاءات المزينة بأجمل الثياب و أزكى العطور ستقدّم صورة واقعية عن حقيقة الطرفين؟ هل العلاقة المفرغة من مسؤولية الزوج في الإنفاق و التربية، و مسؤولية الزوجة في الرعاية و التربية ستقدم صورة صادقة عن طباع كل منهما؟!!

كم من حالات الطلاق سمعنا عنها بين أزواج جمعتهم قبل الزواج قصص حب اهتزت لها صفحات الجرائد، و تخلى فيها الزوجان أو أحدهما عن أهله و عائلته مقابل أن يحظى بمن أحب؟!! ذلك لأن تلك اللقاءات الرومانسية جعلتهما يبديان أجمل ما لديهما... حتى إذا كان الزواج و ظهرت مسؤولية البيت و الأولاد اعتقد كل منهما أنه انخدع بشريكه و أنه ليس الشخص الذي أحبَّ و أراد.

فالحبُّ الذي يشتعل قبل الزواج سيسكن و يهدأ، و الذي يبقى هو الود و السكينة و المرحمة التي يلقيها الله بينهما و التي تزكيها طاعة الله و تقواه، لذلك قال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21]، لم يقل الله تعالى: حُبّاً، بل قال: «مودة و رحمة» لأن الود و الرحمة أكثر ثباتاً و استمراراً في القلب، هما اللذان يضفيان على العلاقة الزوجية الاستقرار، بخلاف الحُبّ الذي يخمد لظاه بعد أن يروي كل منهما حاجة الآخر... و لكن للأسف، فإن وسائل الإعلام تجتهد في تقديم علاقات التعارف المزينة بالحُبِّ و المشاعر، و تقف دوماً عند الزواج على أنه النهاية لهذه العلاقة دون أن تبين ماذا بعد الزواج...

ثالثاً: على فرض أن علاقة التعارف كانت ناجحة و تكللت بالزواج كيف ستكون علاقتهما بعده؟ هل ستكون مبنية على الثقة و الاحترام أم أن الشك و الريبة و الغيرة ستتسلل إلى قلبيهما و تجد بينهما تربة صالحة للمشاكل؟؟ كم من حالات الطلاق كانت بسبب شك الزوج بزوجته أو غيرة الزوجة على زوجها... هذا الشك و تلك الغيرة المبنيّان على علاقتهما السابقة؟!

رابعاً: عندما يقضي كل من الزوجين فترة ربما تكون عدة سنوات و قد فتح باب التعارف بقصد الزواج، ألن يصبح هذا أسلوباً عاماً في حياته؟! و خاصة أن مثل هذه العلاقات فيها لمسة من التجدد و الحركة تجعل الفرد يتعلق بها، بينما الحياة بعد الزواج يصبح فيها الكثير من الروتين بسبب المسؤولية و هموم الحياة اليومية... كم من الحنين سيشعر به كل منهما لتلك الحياة المليئة بالمشاعر البعيدة عن الهموم؟ الأمر الذي يشكل خطراً على العلاقة الزوجية بلا شك.

ربما يقول قائل الآن:

هل المقصود من هذا الكلام ألا يعرف الطرفان بعضهما على الإطلاق و يكون الزواج عن طريق الخطوبة التقليدية؟ و إنني أقول: إن الله تعالى قد وضع لنا أسساً تنظم حياتنا وفق حكمته و وفق ما يصلح لنا... من هذا الإيمان ننطلق لفهم الحياة و للتعامل مع أنفسنا و مع الآخرين، لذا سيكون للكلام بقية بمشيئة الله تعالى...

الرابطhttps://www.alukah.net/social/0/67478/

قراءة 1248 مرات آخر تعديل على الأحد, 08 آذار/مارس 2020 19:18

أضف تعليق


كود امني
تحديث